كشف حزب الأمة عن اتجاهه لتشكيل جبهة وطنية عريضة تضم جميع الكيانات السياسية بالبلاد. ورهن عودة المهدي للبلاد بتشكيل حكومة انتقالية، ورفض المهدى لوساطة الشعبي علما ًبأن لقاء المهدي بكيانات المعارضة ارتبط جملة وتفصيلاً ببعض المهام المرتبطة بإعلان باريس ونداء السودان. ومن المتوقع بحسب إفادات رئيس المكتب الصحفي لحزب الأمة د. محمد المهدي حسن للإعلام، أن لقاء وشيكاً سيجمع زعيم حزب الأمة الصادق المهدي بمولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي بعاصمة الضباب لندن بغرض إطلاعه على تداعيات نداء السودان. الجدير بالذكر أن المهدي ومنذ خروجه من البلاد وتوقيعه إعلان باريس ومن ثم نداء السودان، ركز في تنشيط ثقله السياسي سعياً إلى توحيد الحركات المسلحة وأملاً في أن تفضى تلك الاتفاقيات بشكلها الراهن إلى تشكيل حكومة انتقالية جديدة. الجدير بالذكر أن المهدي سيقوم بجولة على عدد من الدول الأوربية يلتقي عدداً من القيادات بدعوى التبشير بما أطلق عليه مؤخراً نداء السودان. لقاء سابق جمع بين المهدي والميرغني أتى بمبادرة من المهدي خلال زيارة للميرغني من أجل إطلاع الميرغني على محتوى إعلان باريس ومراحل تكوين وتنفيذ الاتفاقية والأهداف التي نص عليها الإعلان. هذا ما خرجت به قيادات الأمة في حديثها عن اللقاء الثنائي الخطير بين الأمة والاتحادي، ومانشيتات من شاكلة «اتفاق وشيك بين الأمة والاتحادي حول مخرجات إعلان باريس»، أو«لقاء يجمع المهدي والميرغني حول إعلان باريس»، إلا أن الحزب سرعان ما نفى حقيقة المعلومات التي أتى بها المهدى، ويعلن مجددًا التزامه بالسير قدماً في اتجاه تنفيذ الحوار الوطني واتفاقياته مع المؤتمر الوطني. الآن ذات السيناريوهات تتشابه بلقاء وشيك يجمع المهدي بالميرغني في لندن، فهل تراه خطوة نحو تحقيق أي تغيير فى الخريطة السياسية، أم هو لقاء عابر لا جديد فيه ولا تغيير واضح في المواقف والاتجاهات. الميرغني ابتعد تماماً عن الساحة السياسية، وهو الآن في معزل ومنأى عن الخوض في أي تفصيل أو ملمح يربط بينه وبين الواقع الآن، رغم ارتفاع وتيرة الخلافات والمفاوضات في أديس وطاولة الحوار الوطني الدائر الآن. نائب رئيس حزب الأمة فضل الله برمة ناصر لم يستبعد لقاء المهدي والميرغني في بريطانيا، فعلاقة الرجلين طيبة جداً، وهنالك اتفاق ما بين وجهات النظر للاثنين، موضحاً في ذات السياق أن اتفاق الطرفين سيأتي من أجل مصلحة الوطن، ومن أجل خلق مصالحة وطنية والدعوة للمصالحة الوطنية والحوار الوطني لن تتحقق بالعزل والهيمنة لأحد. فأبواب الحوار ينبغي أن تكون مشرعة للجميع وكل من يحاول إغلاق هذه الأبواب ومن ثم الانطواء داخلياً هو غير جاد، والاتفاق بشكله السابق وبصورة ثنائية. وسياسة تجريد وعزل الأحزاب الأخرى ستفضي جلياً إلى مستقبل مظلم كالذي أقحمنا أنفسنا فيه باتفاقية نيفاشا التي أدت إلى فصل الجنوب لاحقاً. وتساءل برمة عما إذا كان هنالك سلام دائم ونحن نستمر في عزل بعض الناس؟ وبدون عزل لأحد أو عزل لقضية حوار لكل أبناء الوطن من شأنها أن تصل لحلول دائمة تجنب العنف والدماء. القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي د. علي السيد استبعد أن يكون هنالك تقارب في وجهات النظر ما بين الاتحادي والأمة ممثلة في قيادتي الاتحادي أو الأمة التي يمثلها الميرغني والمهدي تماماً، علماً والحديث لعلي السيد بألا يمكن مناقشة وجهات النظر ما بين الحزبين دون الأخذ في الاعتبار الاختلاف في القاعدة والمصلحة الحزبية بينهما. وأكد علي السيد أن الميرغني ابتعد تماماً عن أي نشاط حزبي سياسي، وأبعد ما يكون عن موقع اتخاذ القرار.