لا تذكر آلة الكمان في تاريخ الغناء السوداني الا ويكون عدد من عازفيها حضوراً، وبالطبع يلمع اسما الاثنين فيها باعتبارهما من اساطين من امسكوا بها. الاثنان عبد الفتاح الله جابو وعلي ميرغني، فهما من ضمن الذين وجدوا انفسهم من المحظوظين في عالم الموسيقى والغناء، وذلك بوجودهم بالحي العتيق العريق في عالم الغناء في تاريخ الغناء السوداني، وهو حي السجانة الذي كان يضم الاوائل من الفنانين لمدرسة الغناء الوتري، وهم عبد الحميد يوسف وحسن عطية وحسن سليمان الهاوي وعثمان حسين زائداً شعراء الغناء محمد حسين العمرابي واسماعيل حسن وخضر حسن سعد. وظهر الموسيقار عبد الفتاح الله جابو اولاً قبل ظهور الموسيقار علي ميرغني بسبعة اعوام، وذلك عام 1948م عازفاً بفرقة الاذاعة السودانية، ليظهر نجم الاستاذ علي ميرغني في عام 1954م عازفاً برفقة الفنانين عثمان الشفيع والتاج مصطفى وعثمان حسين. وبالرغم من الفترة الزمنية ما بين ظهور الاثنين على مسرح الموسيقى والغناء، إلا أن امكانات العازف الأصغر سناً من رفيقه «علي ميرغني» كانت مماثلة لاستاذه عبد الفتاح الله جابو، وهو ما جعله حين انشاء التلفزيون لاوركسترا الغناء في عام 1973م يتبوأ منصب قائدها حتى وفاته الفاجعة في ديسمبر من عام 1996م. وفي جانب عبد الفتاح الله جابو تبرز معاناته حين بداياته الأولى في منتصف الاربعينيات وهو يتحسس الخطى في الظهور عازفاً لآلة الكمان.. من ذلك صناعته بيده كماناً من الصفيح وجيتاراً كذلك. وعانى عبد الفتاح الله جابو كثيراً في سبيل الوصول لمرحلة التميز، ومن ذلك انه ولاربع سنوات كان على دراجته من داره بالسجانة وحتى الاذاعة للمشاركة في تسجيلات الفنانين الغنائية. وداخل حياتهما الفنية تبرز مشاركاتهما مع الفنانين عثمان حسين وحسن سليمان الهاوي، وفي مراحل متقدمة كان الفنانون عثمان الشفيع وحسن عطية واحمد المصطفى. من أشهر الأعمال الغنائية التي شارك الاثنان فيها بصحبة الفنانين كانت «فتاة النيل» للفنان التاج مصطفى و «غضبك جميل زي بسمتك» تسجيل تلفزيون السودان عام 1974م. وارتبط الموسيقار عبد الفتاح الله جابو بالفنانين احمد المصطفى وعثمان حسين، بينما ارتبط الموسيقار علي ميرغني بالفنان محمد وردي منذ عام 1957م حتى عام 1989م عام سفر الفنان وردي للقاهرة.. وبل كان رئيساً لفرقته.والاثنان من رواد العزف على آلة الكمان، وهما من اشهر الموسيقيين الذين عزفوا على هذه الآلة بصحبة الفنانين.