يبدو أن مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد خلع بدلة القصر وجاء إلى ولاية كسلا بزيه الشرقي محاولاً المحافظة على ما تبقى له من أرضية بين أهله وذويه متزرعاً بمنصبه كرئيس لحزب مؤتمر البجا ومدشنا حملته الانتخابية مبكراً وإن كان قد سبقته في ذلك الدكتورة آمنة ضرار باعتبارها رئيسة لحزب الشرق الديمقراطي ولعل أبناء الشرق ورؤساء أحزابه يتسابقون فيما بينهما للظفر بأصوات يحافظان بها على مقاعدهما، فكلاهما يأتي مهاجماً ومنتقداً الحكومة والمركز كأنهما لم يستظلان يوماً تحت ظلها يوماً ما.... ولعل مساعد رئيس الجمهورية أحب أن يعيد للأذهان فترة شراكة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية (الشركاء المتشاكسون) أو أن مساعد الرئيس جاء حاملاً موجهات القصر والمؤتمر الوطني ومحاولاً تمريرها عبر حزبه وذلك بدعوته لتأجيل الانتخابات أو أنه سيخوض السباق الانتخابي مانحاً الحزب الحاكم شرعية التنافس شأنه في ذلك شأن باقي الأحزاب المشاركة والتي أعلنت عن عزمها لخوض الانتخابات، وقد تكون كل هذه قراءات محتملة حول مرامي زيارة موسى محمد أحمد لولاية كسلا وأن تأتي وفق ما هو معلن عنها بأنها ضمن فعاليات المؤتمر الرابع للحزب فجاء حديثه أمام الحشد الذي حاول حزب مؤتمر البجا أن يظهر خلاله حجم أنصاره وعلى الرغم من ذلك جاء الحشد مطمئناً غيره من باقي الأحزاب فقد كان عدد الحضور أقل مما هو متوقع له وذلك إذا ما قورن بأن أغلب جماهير الحزب بولاية كسلا فجاء حديث موسى حاملاً انتقادات لاذعة للمؤتمر الوطني ومحملاً إياه الكثير من الإخفاقات فقد عزى مساعد رئيس الجمهورية رئيس حزب مؤتمر البجا انفصال جنوب السودان وأزمة المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق إلى السلبيات التي صاحبت انتخابات2010م، وقال لا بد من تأجيل الانتخابات المحدد لها عام 2015م إلى حين أن تتوافق القوة السياسية في الحوار الجاري الآن والذي يرى مساعد رئيس الجمهورية رئيس حزب مؤتمر البجا أنه يسير بصورة بطيئة. كما أشار لدى مخاطبته اللقاء الجماهيري بكسلا ضمن فعاليات المؤتمر الرابع لحزب مؤتمر البجا الرابع إلى الخلل الذي صاحب عمليات التنمية بشرق السودان التي تم تنفيذها، مضيفاً أن اتفاقية سلام الشرق استطاعت أن توقف الحرب إلا أنها لم تحقق ما كان يرجوه إنسان الشرق وذلك لعدم الالتزام بتنفيذ أغلب بنودها، ونادى رئيس حزب البجا بضرورة الحفاظ على ما تبقى من تراب وإنسان الوطن وتطرق إلى أزمة حلايب والفشقة وحمل الدولة المسؤولية. دستور دائم بمشاركة الشعب السوداني لتلبي تطلعات الشعب وطالب موسى بمشاركه حقيقية في أمر توزيع الأراضي بين المواطن والمستثمر والحكومة ومراجعة القوانين التي تنظم أمر الأراضي ووجه رسالة شديدة اللهجة للحزب الحاكم، مطالباً بتفعيل رأي الجميع وعدم إلغاء الآخر في القضايا المصيرية وأن التجربة أثبتت ضرورة مشاركة الجميع، وانتقد موسى السلوك الانتخابي الذي حدث مؤخراً بجامعة كسلا. وجاء حديث رئيس حزب مؤتمر البجا بولاية كسلا الأستاذ أحمد اونور المحامي أكثر حدة ومعبراً عن أصوات السواد الأعظم لجموع الشعب ولعل ذلك يعود إلى أنه لم يصب بشيء من المشاركة فأشار إلى معاناة إنسان الشرق وأزمة الفقر المتفاقمة التي يعاني منها المواطن، ومبيناً أزمة الغاز والخبز ومشكلات الأراضي والمال المجنب والفساد الذي استشرى في البلاد، وأشار اونور إلى المؤتمرات التي نفذها الحزب على مستوى المحليات وصولاً للمؤتمر العام واستعرض أبرز المشكلات التي تعاني منها الولاية منتقداً حكومة الولاية وبعدها عن مجتمع الولاية وقال إن الفقر دق كل بيوت الولاية وأن مستشفيات الولاية تفتقد لأقل المقومات متطرقاً إلى أزمة الأراضي بولاية كسلا والمال المجنب من عائدات الأراضي مجدداً انحياز مؤتمر البجا للشعب وقضاياه وتمسكهم بإزالة كافة أشكال التهميش وتنمية الإنسان. وتحدث مستشار والي كسلا عضو اللجنة المركزية لشؤون الحزب المهندس جعفر محمد محمد أحمد عن رؤية الحزب وتطلعاته منتقداً النخب السياسية والنظام السياسي الذي لم يقدم الأفضل لشعبه وقال إننا في مؤتمر البجا مع القوة السياسية للمحافظة على ما تبقى من تراب ووحدة الوطن، ووصف المهندس جعفر عملية الحوار الوطني الجامع التي دعا لها رئيس الجمهورية بالمتثاقلة مناشداً القوة السياسية والحركات المسلحة للتوافق وتقديم مصلحة الوطن.