الأمراض التي تختص بالباطنية كثيرة ومتنوعة وأكثر ما تحدث شكواها في شهر رمضان خاصة في فترة ما بعد الإفطار حيث تشهد المستشفيات «الحوادث» والعيادات الخاصة كماً من هذه الحالات، فبعض تلك الحالات تحدث بسبب الإفراط في تناول الأكل الدسم والبعض الآخر بسبب الإفراط في المشروبات، وتحدث للمفرطين أمراض عديدة نتيجة لسوء العملية الهضمية، كما أن هنالك عددًا من الأسر يتبعون أسلوب تعليم أبناءهم أصول الدين خاصة تدريبهم على الصيام فمنهم من يُجبر أطفاله دون سن العاشرة على الصيام وفي ذلك مشقة على جسم الطفل النحيل وبجانب ذلك فهنالك بعض من المرضى والمسنين يتبعون الصيام من غير إرشاد طبي لكل ذلك ولمعرفة الأساليب الطبية الصحيحة للصائم وحتى لا يدخل في إشكالات صحية «الإنتباهة» حاورت د. عثمان قنديل استشاري الباطنية عن صحة الجسم في رمضان فإلى مضابط الحوار:
حوار : رباب حسن ٭ ما هي أكثر أمراض الباطنية شيوعاً في السودان؟ في السودان تكثُر الإصابات بأمراض الباطنية، وفي الآونة الأخيرة تزايد عدد المصابين ببعض الأمراض المزمنة مثل السكر، ضغط الدم، ضيق الشرايين، الدرن الرئوي، أمراض الكلى، وأمراض المناعة «الإيدز»، وتتفاوت نسبتها في المناطق المختلفة في السودان. ٭ ما هي نسبة الإصابة بين الفئات العمرية والنوعين؟ أكثر المرضى من فئة الشباب، أما نسبة المرض بين النوعين فهي تختلف باختلاف الإصابة فمثلاً السكر مرض لدى النساء أكثر من الرجال نسبة لتعرّض النساء لسكر الحمل، وهكذا تختلف نسبة الإصابة على حسب نوع المرض. ٭ بما أننا هذه الأيام في أوائل شهر رمضان المعظم ما هي الأمراض التي يكثر انتشارها في هذا الشهر الفضيل؟ في شهر رمضان تكثر شكوى المرضى خاصة في فترة المساء أي بعد الإفطار وتأتي معظم الشكاوى من أمراض الجهاز الهضمي والجهاز البولي خاصة أصحاب مرض الحصاوى التي ينشط تكوينها مع طول فترة العطش بالإضافة لجو السودان الساخن. ٭ ما هي الأسباب؟ إن في شهر رمضان يمسك الصائم عن الشرب طوال فترة النهار وفي جو السودان الساخن كما ذكرنا يتعرّض الشخص للجفاف المربوط بدرجة الحرارة وعدم الشرب، وفي الفئات التي لديها أعمال تتطلب مداومة العمل خارج المكاتب مثل العمل في «ظل الضحى» أو على الشمس تكثر إصابة أصحابها بالعطش الذي يتسبب في كثير من الأمراض منها تكوين الحصاوى خاصة لدى الذين لديهم قابلية لتكوينها. ٭ وماذا عن أمراض الجهاز الهضمي ورمضان؟ معظم الشكاوى في رمضان من مرضى الجهاز الهضمي تكون بسبب الإفراط في الشرب أي تناول السوائل حيث تمتلئ البطون بالسوائل وتؤثر هذه بدورها في عملية الهضم وحدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي وتتسبب بعض الأعراض ويقابل ذلك الإفراط في الأكل فهو يسبِّب التخمة، فالأكل بكميات كبيرة يحدث عدم الهضم الكامل وينتج منه الحموضة التي تؤدي إلى «الترجيع» والإحساس بالانتفاخ والتخمة. ٭ ما هي أعراض أمراض الجهاز الهضمي؟ عندما تمتلئ البطن بالسوائل تتسبب في ضيق التنفس لفترة من الزمان وقد يصعب على المريض «الذي تناول كميات كبيرة من السوائل» الحركة، والإحساس بالخمول.. ويسبب الإكثار في الأكل الإحساس بالانتفاخ والتخمة والحوامض وقد تحدث له حالة هبوط في الضغط. ٭ هل من آثار سالبة في صيام الصبية؟ يفضل في تربية النشء تعليم أصول الدين وفي تعليمهم الصيام وكيفيته يجب مراقبتهم طوال فترة الصيام حتى لا يتعلموا الكذب بشرب قليل من الماء والأكل عند حدوث الإحساس بالعطش أو الجوع لذا يجب أن يصل عمر الصبي العمر الذي يستطيع فيه الإمساك «الصيام» عن الأكل والشرب وتحمسه لذلك لا بد أن يصل عمره عشرة أعوام فما فوق، أما من الناحية الصحية الطبية فصيام الصبية فوق السن العاشرة لا يسبب أي مضار صحية إذا ما كان الصبي سليماً صحياً وبنيته الجسمانية جيدة حتى لا يؤثر الصيام على أداء واجب الصبي خلال فترة صيامه.. «وبذا لا يؤدي الصيام لإحداث سوء التغذية والأنيمياء».. ٭ المشروبات الصناعية هل تسبِّب مضار صحية؟ العصائر الصناعية التي تحتوي على مواد حافظة تؤثر تأثيرًا كبيراً على صحة الجسم خاصة في شهر رمضان حيث إن تناولها يتسبَّب في سرعة إحداث الأضرار الصحية بالجسم، أما العصائر الطبيعية خاصة عصائر الفواكه فهي مفيدة جداً للجسم وتقيه من الإصابة بالعديد من الأمراض وتعطي الجسم فايتمينات مهمة مثل فايتمينات (B - C) وغيرها. ٭ هنالك قول إن الصيام يعالج كثيراً من المشكلات الصحية الباطنية ما مدى صحة ذلك القول؟ إن الصيام يساعد على تقليل نسبة الشحوم بالجسم، وكذلك يساعد في تنظيم العملية الهضمية بتنظيم الوجبات الغذائية وبذا يقي الجسم من كثير من الأمراض خاصة أمراض الجهاز الهضمي. ٭ وماذا عن الصيام وأصحاب الأمراض المزمنة؟ بالنسبة لمرضى الأمراض المزمنة فعلى كل مريض اتباع إرشادات طبيبه الخاص فمثلاً مرضى السكر حيث يمكن لبعضهم الصيام فليس كل مريض سكر لا يصوم، وكذلك مرضى الضغط، فمرضى الفشل الكلوي والقرحة المعدية لا يصومون وكذلك مرضى حصاوى الجهاز البولي المتكررة نسبة لطول فترة الجفاف والإمساك وتأثيراتها السالبة على صحة أولئك. ٭ ماذا في خصوص كبار السن والصيام؟ كبار السن نوعان منهم الذين وصلوا سن الكبر الشديد «الخرف» وأصبحوا يخلطون الأمور فهؤلاء ليس عليهم صيام؛ لأن صحتهم الجسمانية تراجعت لسن الطفولة، وقد يتسبّب الصيام في اختلال صحتهم أما كبار السن الذين لم يصلوا سن الهرم فهؤلاء على حسب حالتهم الصحية الجسمانية ومقدرتهم على الصيام، أما إذا كان هنالك كبير في السن ولديه مشكلة صحية مزمنة ويتناول لعلاجها أدوية بالساعات ففي هذه الحالة لا يستطيع الصيام؛ لأن ذلك يسبب اختلالاً في التنظيم العلاجي لكن يجب على المريض مراجعة طبيبه والأخذ بإرشاداته في الإقدام على الصيام أو تركه. ٭ هل من آثار صحية سالبة على جسم الصائم؟ من الملاحظ في رمضان أن معظم الصائمين تزداد أوزانهم وينتج هذا من اختلال في قاعدة الأكل، لذا يجب على كل الصائمين الاتزان في تناول المواد الغذائية والمشروبات ومن أهم الأشياء يجب على الصائم الالتزام بقاعدة الأكل الخفيف الدافئ وبكميات بسيطة وبذا يكون الصائم قد وقى نفسه من الدخول في الأمراض المزمنة التي تسببها السمنة. ٭ هل من إرشادات عامة؟ على الصائمين الأكل والشرب المتوازن، وعليهم الابتعاد عن المواد الغذائية الدسمة التي تتسبب في عسر العملية الهضمية وعليهم الاقتداء بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «ثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لتنفسه».
