فشلت المفاوضات بين ثوار جنوب السودان والرئيس سلفا كير ميارديت المنعقدة قبل أمد قصير بالعاصمة الكينية في الوصول لتسوية سلمية تضع بندقية الاحتراب على الأرض وتوقف أنهار الدماء التي استمرت في التدفق لسنوات، ورغم أن البعض تفاجأ بالجلسة المحاطة بأعلى درجات السرية بين حكومة جوبا وقائد الثوار الفريق جورج أطور إلا أن كثيرًا من المراقبين تنبأوا بها في أوقات سابقة استنادًا إلى موقف الحركة الشعبية المتردي سياسيًا وموقف الجيش الشعبي المتقهقر وراء الهزائم المتكررة لجنوده على يد الثوار. الشهر الماضي راج حديث كثيف عن انتقادات نادرة تبادلها الرئيس سلفا كير مع نائبه د. مشار على الملأ ودونما حواجب حائطية بأمانة حكومة جنوب السودان متعلقة بشأن الثوار وما يجري بملف التعامل والتعاطي معهم، ويقول البعض إن سلفا رد بعنف على انتقاد مشار الخاص بترك ملف التعامل مع الثوار بأيدٍ عسكرية وأن القضية تستدعي تدخلاً سياسيًا فقط، ولا تتحمل العمل العسكري، بيد أن سلفا وحسبما قالت الرواية انفجر في وجه نائبه مكيلاً له حديثًا عنيفًا للغاية شمل بعض التهديدات بإعفائه من منصبه بنص الدستور الجديد وتعيين القيادي جون لوك مكانه، والرواية تضمنت أيضًا عدم صمت مشار على تهديدات سلفا واستهزائه بحديث الرئيس بأنه يمكن أيضًا إعفاء الرئيس، وبعد ذلك البحث عمَّن ينوب عنه. صحَّت الرواية هنا أو شابها الكثير من الخيال لكنها تعكس مباشرة على مرآة الأحداث بجنوب السودان الكثير المثير عن ما يسبِّبه الثوار من مقالق وعواجب نفسيه للحركة الشعبية، «الانتباهة» استمعت للفريق جورج أطور أمس عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية بشأن ما جرى في نيروبي، أطور كعادته وضع النقاط على حروف التساؤلات الكثيرة: فشلت المفاوضات ولم تخرجوا بشيء سعادة الفريق مؤخرًا في نيروبي.. بداية كيف تم ترتيب لقائك بالرئيس سلفاكير؟ تلقينا دعوة من مركز الحوار الإنساني ومقره يقع في جنيف قبل فترة بضرورة الجلوس مع نظام جوبا للتباحث حول الحرب الدائرة بيننا وقمنا بالموافقة على تلبية الدعوة. «مقاطعة». لكنكم سعادة الفريق أغلقتم باب التفاوض قبل فترة بسيطة بحسب ما قال الفريق جيمس قاي بألّا تفاوض مع الحركة الشعبية البتة؟ نعم، قبلنا الدعوة رغم عدم رغبتنا في الحوار مع سلفا كير لنثبت شيئًا واحدًا فقط «إننا رجال لا نسعى للحرب وحتى يعلم العالم أننا لسنا دعاة حرب ولا نجري وراءها» لكن ما يجري بالدولة جرّنا إلى ذلك ووضعت المظالم الكثيرة للحركة الشعبية البندقية عنوانًا لنا لننال حقوق شعب جنوب السودان. إذًا نرغب في معرفة ما جرى بطاولة التفاوض لتبيين الحقيقة؟ أولاً قاد سلفا كير وفدًا معه لنيروبي أغلبه عبارة عن ناس أمن يعني «أمنجية الحركة والجيش الشعبي» ولم يكن الوفد تفاوضيًا من خبراء سياسيين أو مثقفين. كيف عرفت بذلك، وماذا عرض عليكم سلفا كير على الطاولة؟ أعلم قيادات الحركة الشعبية ومثقفي جنوب السودان، والذين حضروا رجال أمن وأنا عسكري في المقام الأول وأعلم تمامًا أمثالي.. سلفا كير عرض علينا منصب مستشار رئيس لشخصي ومناصب سفراء ومناصب صغيرة بولايات جنوب السودان لكننا رفضنا. عفوًا سعادة الفريق أطور لكن في المقابل قيل إنكم طالبتم بثلاث ولايات هي الوحدة وأعالي النيل وجونقلي بصفة كاملة؟ مطالبنا لم تحدِّد سقفًا مثل هذا.. مطالبنا واحدة ولم تتغيير وأنت تعلمها جيدًا. لم رفضتم عرض سلفا كير فهو قياسًا على ما تقدمه الحركة لأعدائها مناسب للغاية؟ هدا العرض لا يشمل أسباب خلافنا مع حكومة جوبا، وأنت تعلم جيدًا أهدافنا ومطالبنا، وأظن أنك تحفظها عن ظهر قلب كما تقولون في الصحافة، وكما قلت لك سابقًا، لكن وللفائدة سأقول إننا طالبنا سلفا كير بإجراء تغيير في الحكومة وتكوين أخرى انتقالية وإجراء انتخابات عامة لأن التي جرت تم تزويرها وتعويض المواطنين الذين ظلمتهم الحركة الشعبية وتعويض مواطني مناطق التأثر بالعمليات العسكرية واستيعاب قواتنا ضمن الجيش الشعبي، وتخيل أن وفد سلفا كير أبلغنا بأنه يستطيع استيعاب 2500 جندي فقط. هل هذه النسبة ضئيلة قياسًا على عدد قواتكم؟ يجيب ضاحكًا , «ديل عددهم فرق حراسة بس، كيف يعني يقولوا لينا كدا 2500 عنصر بقواتنا، ديل عدد يجعل الناس تضحك فيهم.. أصلاً نحنا عندنا قوات تعلم جوبا جيدًا مقدرتهم وأعدادهم». من الدي رافقك في الرحلة من القيادات؟ كان معي أيوت أكول وجيمس نوت وملونق وياو وخالد بطرس وآخرون. بمناسبة الرحلة نقلت أنباء تعرضك لمحاولة اغتيال في نيروبي.. ما مدى صحة هذا الحديث؟ «ما داير ولا راغب في الحديث في هذا الموضوع». هل تحدثتم مع سلفا كير حول المعتقلين العسكريين وفي مقدمتهم اللواء قبريال تانج واللواء تومس مبور وغيرهم؟ أجل قلنا عليكم إطلاق سراح المعتقلين العسكريين والسياسيين الموجودين بسجونكم إضافة إلى فك أسر المواطنين المتهمين بالتعاون مع الثوار وغيرهم. هل جلست مع سلفا كير لوحدك؟ نعم جلسنا ساعة و20 دقيقة بالضبط. ماذا دار بينكما؟ تحدثنا عن ما يجري بالدولة وما يمكن أن نصل إليه من حلول. وما كانت ردوده عليك؟ أبلغته أننا دايرين كدا وكدا وهو أجاب «دي حاجة بسيطة ووفدي مفوض تمامًا تقعدوا ونتفق وتتناقشوا حول أي حاجة». قلت إن الوفد أمني.. كيف تعاملتم معهم؟ نحن أولاً لا نلعب أو غيره.. أبلغناهم بمطالبنا وهم قالوا لنا حديثًا غير مفهوم، وعلمنا من خلال ذلك أنهم غير مفوضين تمامًا ولا يملكون شيئًا ليقدموه لنا ولم يقدموا أي تنازلات بشأن كثير من نقاط النقاش بيننا، والوفد أغلبه من الاستخبارات. إن تم التجاوب لمطالبكم مستقبلاً هل ستجلسون للتفاوض مرة أخرى؟ لا شك في ذلك لكن هذا مرتبط في الأساس بتلبية كافة مطالب الثوار، ولو جانا قبول منهم حنقعد معاهم نتفاوض. الأوضاع بالميدان تشهد هدوءًا هذه الأيام ماذا تخبئون للجيش الشعبي؟ لا نخبئ شيئًا.. الطرف الآخر يُجري استعدادات مكثفة للهجوم علينا، ونحن نراقب ذلك ومستعدون لمواجهتم تمامًا، أما حجم تجهيزات قواتنا وخططنا بالطبع لن نكشف عنها لكن أقول لشعب جنوب السودان «اقترب الخلاص» ونحن على «مشارف عهد جديد». العشرات من قيادات الحركة يشكون الخرطوم دفعت الحركة الشعبية بشكوى رسمية ضد حكومة السودان للإدارة الأمريكية في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية والكونغرس قبل حوالى أسبوعين تتهم فيها الخرطوم بما سمَّته باحتلال أبيي وتعطيل الحوار حول القضايا العالقة والعدوان على أراضي الدولة الجديدة وارتكاب جرائم ضد المدنيين ودعم المليشيات المعارضة لنظام جوبا والتدخل في الشؤون الداخلية للحركة وقصف مناطق داخل جنوب السودان. ووصمت الأمانة العامة الحركة في شكوى رسمية ممهورة بتوقيع «55» قياديًا في مقدمتهم الرئيس المناوب للأمانة مانجوك ماين وثاور أقرع الأمين العام بالإنابة وإسحق كانغ وزير الاتصالات والثقافة والمعلومات وأمين الشؤون السياسية سانتينو دينق ومستشار الأمانة ديفيد بوم ولابيو جيبك نائب مجلس إدارة الأمانة وجوزيف ماجوك وزير المالية وستيف بترنو أمين البحوث والتدريب والتخطيط وبيتر ماجوك نائب أمانة الاتصال واليزابيث بنجامين أمين المنظمات الشعبية والتجمع ونائبه نيبول أكوك وفيرونيكا أجاك وزير الرعاية الاجتماعية والمستشار شور شور والمستشار غاوتنغ قرنق بالإضافة إلى رؤساء الحركة الشعبية في العواصمالغربية بداية برئيسها في يوتا إبراهام أغوير ودينق كوت دينق في ولاية ألاباما وألوك باك في ولاية أريزونا وبيتر كاك في ولاية كاليفورنيا وجيمس أروب ماجوك في ولاية فلوريدا وكافة قادة مكاتب في واشنطن ونيويورك وبقية المدن الأمريكية ولندن وباريس وبلجيكا وهولندا وغيرها وطالبت البيت الأبيض بالضغط على المؤتمر الوطني على طاولة التفاوض وإقامة حظر جوي على الحدود مع السودان ومعاقبته جراء ما ادّعته من انتهاكات في حقها. زيارة نتنياهو الحدث الأبرز بجوبا أوفدت إدارة الحراسة الشخصية بالجيش الإسرائيلي حوالى 200 جندي من قوة المارينز لجوبا قبل يومين لإجراء الترتيبات الأمنية الخاصة بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتظر أن تبدأ اليوم، وظلت حسبما قالت مصادر مطلعة في جوبا رئاسة الحركة الشعبية وحكومة جنوب السودان تتلقى بصفة مستمرة مهاتفات ورسائل تحضيرية من تل أبيب لتنظيم زيارة نتيناهو وتأمينها، وقالت المصادر إن الأمين العام للحركة الشعبية باقام أموم يشرف شخصيًا على الاستعدادات الخاصة بالزيارة ويرأس في الوقت نفسه لجنة الاستقبال.