ما نشيت صحفي «الشعبي أكمل العدة لإسقاط النظام» خالي العزيز «الشيخ» اشتقت إليك، أعوام تمددت بيننا بعد أول وآخر لقاء جمعنا. أغمض عينيك وأشحذ ذاكرتك الوقادة الجبارة، لتراني! فى زاوية ركينة مهملة بين أجندة أعمالك. بالكاد تُقرأُ. مساء ليلة شتوية من ديسمبر 1995، سِنىّ المجد، عز العزّ، و«نارُ على صخرٍ» بل و«نَورة». الواجب حتم عليك ليلتها القيام بواجب العزاء في فقيد من أخلص الأتباع لك، أفنى جهده وماله وفتح داره لإتمام صفقة «إلى السجن وإلى القصر» وعجّل الله بإجابة الرجاء والدعاء، أجاب وأعطى ورهن كلاً بما تمنى!!! وكفى الله المرحوم وأثابه بجواره «غير مبدلٍ ولا متفضحٍ». انقطع ركب المعزين وجفت دموع النائحات، جئت القرية معزياً « فالخيل الأصيلة تأتى أخيراً»، سيارتان تتهاديان ليلاً وفى الرّكب «صبية» ما تجاوزوا العقد الثاني من العمر، يتحسسون الدار الآمنة المطمئنة وأكفهم «رحم» حنون يضم الناصع البياض. وفى الدار ما زدنا عن اثنين من أهله. والفاتحة ... وسرى الخبر.... «فى قريتنا الشيخ»؟!!! للأسف، هشيم ناره ما زاد عن اثنين فى الحضور. أحدهم شيخ تجاوز السبعين، رزينٌ عفوىٌ. «ابنه الشاب حوار واصل» والثاني مثقفاتي يناهز الأربعين، اغتسل وتوضأ بعد الفتح، يرنو بمقلته «لِمَي»!! أربعة وخامسهم الشيخ يؤمهم بخطبة ما ذكرت مناقب للمرحوم في سرادق عزائه ولو بفاصلة دع عن «حرف»، بل ذهبت إلى صاحبها الشيخ الخطيب، بناء ذات على أنقاض سالفين. فعلي الميرغني لا هو من البيت ولا من آله، أسيوىٌ واسمه مركب من مفردتين أعجميتين «مير» و«غني» و و!! وصهره الإمام عبد الرحمن لا يعدو أن يكون تربية إنجليز أخذوه إلى بريطانيا طفلاً ليتربى على أيديهم ... أما الشيخ فمناضل تشهد عليه مجاهداته لأهل الغرب من فرنسا وإلى أقصى الغرب الأمريكى ولابد من المرور بكندا . عزاء سياسي!! وابتسامة «الموناليزا» حاضرة لاتفارق الشفاه. انفرجت أسارير شيخنا السبعيني وبعفوية الطيبين أراد شد حبل الوصل ب «الشيخ» فاندفع يذكره بالنّسب والرحم التى تربط بين أسرتيهما فى قرية «كذا» حينما حضرنا زواج «هو» منا على «هي» منكم! الشيخ يومئ برأسه واصلاً خيط عنكبوت الرحم المزعومة، مجاملاً. لابد للآخر المثقفاتي أن يلحق بشرف الوصل والقربى فانبرى يقعّر عربيةً يتعاهدُها، « لو أنّى ذكرت لك سيدي اسم والدي بقرية «كذا» التي هي بقرب قريتكم «طبعًا معروفة دي» قطعًا ستعرفه!! والشيخ لا تكلفه إيماءةً وابتسامة مشقة البحث في سجلات مواليد القرى المجاورة لقريته. وصل الاثنان بحبلي النّسب والجيرة وبقيت بينهما «لقيطاً». ومن شدة غيظ وأسى، لا من حسد ولا غيرة على المتعلقين بالشيخ، استحضرت أسلحة القتل المعنوي عندي وأطلقتها على الجميع قائلاً: - أما أنا فإني ابن أخت الشيخ والشيخ هذا خالي!! و«الرهيفة التنقد» رمقنى بنظرة «أوكامبوية»، أخفى ابتسامته، بريق عينيه ومضات بيوت الأشباح! وأطرق ربما ليبحث في كنانة عشيرته عن أنثى أنجبت شقياً سفيهاً. قطعًا ما وجد !!. تجمّد الدّم في أوردة الجميع عدا «صبية الحذاء»، غلي الدم وطفح شرراً في عيونهم. الشيخ لا ينهزم فالقتل المعنوي «صنعته وفنه» فنفث فيَّ: - لعلني خالك مجازًا؟ ولأن ما بعد البلل إلا العوم، ألحقته: - وهل كان حقيقة؟ إني رأيت هذا وصل إليك نسبًا. وذا بك جيرة وعشيرة! فكيف أبقى مقطوعًا عن شرف اللحاق ولو بذيل حمار الشيخ؟؟ أكرمني وهو يغادرنا مودعاً دون صاحبيه قائلا: أستودعك الله يا ابن أختي!! ولأنك أكرمتني ووصلتني بك ابن أخت، أكتب لك مذكراً: خالى العزيز ومادمتم قد أكملتم العدة لتصحيح معادلة «سجن، قصر» فالأقربون أولى بالمعروف، ولئن فاتنا «حمُّص» مؤتمر القصر فلن يفوتنا «نبق» مؤتمر الأخوال. ولأن وظيفة «المحبوب الأول» غير شاغرة، فيكفى ابن أختك وظيفة «شرّاح قلب الأمير». حاشية: «شرّاح على وزن فرّاح» محمد الفاتح - 0113355886