«الدقير والميرغني في جانب وبقية حركات الاتحاديين في جانب آخر» بهذه الجملة جاء رد أحد القياديين بالحزب الاتحادي الأصل على السؤال الذي طُرح من قبل الصحفيين حول أسباب غياب الميرغني عن توقيع وثيقة وإعلان ميثاق وحدة الاتحاديين التي وقعت من قبل خمس حركات اتحادية منشقة عن الاتحادي الديمقراطي الأصل. الوثيقة لم تكن الأولى من نوعها والتي دعت في برنامجها وبنودها إلى وحدة صف الاتحاديين التي لطالما ظلت تنادي بها هذه الحركات بعد الانشقاقات التي ظلت تطال الحزب مؤخرًا ودعت الوثيقة إلى استعادة الدور الطليعي والتاريخي للحركة الاتحادية، فالهدف الرئيسي لهذا الإعلان هو تحقيق الوحدة الاتحادية الكاملة باندماج جميع الأحزاب والفصائل والكيانات الاتحادية وتحقيق اتفاق سياسي يتضمن خارطة طريق مشتركة للوصول لوحدة الاتحاديين. وعن الضمانات التي قدمتها الحركات لتنفيذ هذه الوثيقة والعمل بها فقد أكد صديق الهندي خضوع الوثيقة لدراسة متأنية وطويلة سيتم تنفيذها وهي بمثابة البداية الحقيقية لوحدة الاتحاديين. ولايخفى أن التناحر والانشقاق في الحزب الاتحادي ليس جديداً وكل ما تجاوز قطار الاتحاديين محطة من محطات الخلاف والصراع تطل خلافات أخرى برأسها وتعرقل خطوات الوحدة التي بدت في نظر البعض أقرب إلى المستحيل وذلك بسبب كثرة العقبات التي تحيط بحزب الحركة الاتحادية، وفي واقع اليوم هناك تشظٍ جديد في جسد الاتحاديين وكان الجميع قد تابع مراحل الصراع الذي تفجّر داخل الحزب الاتحادي «المسجل» ما يسمى بجناج الشريف أو جناح الدقير، حيث قامت مجموعة الشريف بفصل جماعة جلال الدقير وقام الأخير بعقد مؤتمر وكال الاتهامات للمجموعة الأولى ووصل الصراع مرحلة النزاع حتى على دار الحزب بالخريجين بأمدرمان. ويظل الحزب العريق في حالة من الصراعات والخلافات التي لا تعرف النهايات بل وتعرف التكاثر بمتوالية أشبه بأن تكون هندسية حيث يصعب على الكثيرين حصر عدد الفصائل الاتحادية التي قد يصل عددها إلى أكثر من 36 فصيلاً، على كلٍّ فإن الاتحاديين يبدو أنهم مازالوا يجتمعون وينقسمون دون الوصول إلى انفصال نهائي أو وحدة كاملة أو حتى لم شمل الكيانات المنشقة. وما فرق هذه الأحزاب أو التجمعات هوذ مسألة المشاركة في الحكومة أو عدمها، فهناك من يرغب في المشاركة مما يجعلها مثل القنبلة الموقوتة تنفجر كلما حاول قيادي التحرك اتجاهها ويبدو واضحاً السخط الذي أبدته هذه الحركات حول مشاركة الميرغني في الحكومة والتي قد تكون السبب الأساسي في توحد هذه الحركات الرافضة مبدأ المشاركة في الحكومة وقد ذهب مراقبون أن توحيد هذه الحركات وإعلان وحدتها لايحمل جديدًا يذكر خاصة أن هناك أنباءً عن خلاف داخل هذه الحركات الموقعة وأن بعض الموقعين في هذه الوثيقة وقعوا كأفراد وليسوا قادة لحركات. وخلافات الحركة الاتحادية وتشظي الحزب إلى تيارات ليست وليدة اليوم بل قديمة كما بين الأزهري ومحمد نور الدين والتي انتهت بتسوية الأمر حيث ظل الزعيم الأزهري رئيساً للحزب ونور الدين وكيلاً للحزب، ثم خلافات الحاضر التي لم تتم معالجتها، ولم يكن آخرها انقسام الحزب الاتحادي بين مولانا الميرغني، والأمين العام الراحل الشريف زين العابدين الهندي، ثم تيارا جلال الدقير وصديق الهندي، ومجموعة الحزب الاتحادي الموحد بقيادة جلاء الأزهري ، والوطني الاتحادي بقيادة يوسف محمد زين، ثم انسلاخ مجموعة أحمد علي أبوبكر وحسن عبد القادر هلال، وسيد هارون، ود.الباقر عبد الله وربما آخرين في الطريق.