عند زيارتي لمنطقة البادوبة المنكوبة بالريف الشمالي أم درمان للوقوف على أحوال المتضررين من الإزالة لفت انتباهي العم علي الذي استقبلني وه ويجهش بالبكاء وعيناه مملوءة بالحزن جراء هدم منزله بما فيه.. تحدث معي ودموعه تملأ وجهه فيقوم بمسحها ثم يعاود الحديث والبكاء معًا فيقول: خرجت من منزلي للعمل مبكرًا وعندما عدت وجدته أنقاضًا ولم يتركوا لعائلتي سوى الملابس التي يرتدونها». إذن ما هي الجهة التي قامت بالإزالة وهل أُزيلت المنطقة لمصلحة قومية أم أن وراء الأمر منتفعين؟ وهل يخلع المنفذون رداء إنسانيتهم وهم ينفذون الإزالة فتعمى أبصارهم عن أمثال ذلك الشيخ؟ ومن يمسح الدموع التي سُكبت؟ قرار جائر تقع منطقة البادوبة بالريف الشمالي بأمدرمان وحدودها حوالى 3 كيلومترات طولاً و2 كيل وعرضًا وبها مجمع إسلامي للشيخ الجعلي يضم خلاوي ومساجد إضافة لداخليات كما أن المنطقة بها رياض أطفال إضافة لصهريج المياه وهي مصدقة من قبل الجهات المعنية حسب الداعية الشيخ محمد علي في حديثه ل «زووم» وقد تحسر على البئر التي تم حفرها وتجهيزها ولكن للأسف داستها آليات الإزالة وفقًا لقرار جائر بحسب وصفه أصدرته جهة مجهولة الهُوية ضد سكان منطقة البادوبة، فلا يجوز قانونًا ولاشرعًا إزالة المنطقة بهذه الصورة وإنما قرار يصب في مصلحة آخرين من أجلهم تم تكسير الخلاوي والمنازل بأثاثاتها والمساجد وجعل أهل المنطقة في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، فأفراد الشرطة لم يمنحوا فرصة لأهالي المنطقة لإخراج أمتعتهم من منازلهم قبل تكسيرها حسب حديثهم بل حتى البئر التي تم حفرها وتجهيزها بواسطة هيئة مياه ولاية الخرطوم قام منفذ والإزالة بهدمها علمًا بأن الإزالة لم تكن تشملها، ويفترض الشيخ محمد إخطار المواطنين قبل الإزالة حتى إن كان القرار سليمًا خاصة أن جميع سكان المنطقة لديهم أوراق ثبوتية وشهادات بحث تثبت ملكيتهم للأرض التي تود جهات لم يسموها نزعها منهم لأغراضهم الخاصة مع العلم أن المنطقة مخطَّطة. يوم الإثنين الأسود مواطن يتبع للقوات المسلحة أفادنا أن الإزالة تمت يوم الإثنين الماضي حوالى الساعة 11 صباحًا ومعظم سكان المنطقة غادروها لأماكن أعمالهم، وتساءل مستنكراً هل يُعقل أن نفدي الدولة بأرواحنا وهي تهدد استقرارنا؟ إذن من ينصفنا»؟ إزالة أم حرب؟ سكرتير اللجنة الشعبية بالمنطقة حماد علي إدريس أوضح أن الإزالة شملت حوالى من «172» منزلاً والقوة التي جاءت لتنفيذ أمر الإزالة ضمت «20» دفارًا تتبع للشرطة والدفار الواحد يضم حوالى «20» شرطيًا مدججًا بالسلاح إضافة ل «7» دوريات بجانب «3» سيارات ملاكي لم يتعرف مواطن والمنطقة على هُوية راكبيها بجانب «7» لودرات مع العلم أن القرية لم يكن بها سوى اللاتي لم يفلحن في استخراج امتعتهنَّ وعندما علم الرجال حضروا وطالبوا بأمر الإزالة لكن أفراد الشرطة رفضوا إعطاءهم إياه ولم يوضحوا الجهة التي أمرتهم بتنفيذ أمر الإزالة ولم يتم إعطاؤهم التصريح حسب حماد الذي مضى قائلاً: «وعندما ذهبنا للمحلية وقابلنا المعتمد قال لنا إن المسؤولين عن الإزالة قالوا له وهم في الجرافة في طريقهم للبادوبة لإزالة منطقة «ساسات» جنوب البادوبة ونفى علمه بإزالة المنطقة». مطلوب من المكتب الصحفي للشرطة عبر «زووم» يناشد مواطن والبادوبة من بيدهم الأمر النظر في الكارثة التي حلت بهم مقتدين بحديث الرسول الكريم «كلكم راعٍ وكلم مسؤول عن رعيته» كما ترج و«زووم» من المكتب الصحفي للشرطة أن يفيدنا كما عودنا بتوضيح ملابسات الإزالة التي لعبت فيها قوات الشرطة دورًا بارزًا وهل يحتاج تنفيذ إزالة لتلك القوة؟ كما نرج وأن تعلن جهةٌ ما مسؤوليتها عن الحادثة مثلما يحدث في الدول المتحضرة.