يعمل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» على تطوير كرة القدم النسائية ويسهر على دعمها مادياً حيث يمنح الفرصة للاعبات والمدربين والمدربات والحكمات والمسؤولات للانخراط بشكل فعال في كرة القدم ويساعد «فيفا» على الرقي بشعبية اللعبة من خلال زيادة التوعية لدى الجمهور وإطلاق حملات دعائية فضلاً عن تخطي الحواجز الاجتماعية والثقافية التي تعترض سبيل النساء بهدف النهوض بمكانتهن في المجتمع. «الإنتباهة» جلست إلى الأستاذة ليلى خالد هاشم رئيس لجنة المرأة بالاتحاد السوداني لكرة القدم وعضو الاتحاد السوداني لكرة القدم النسائية وخرجت بهذه الإفادات المهمة. { في البدء ما هو دور لجنة المرأة باتحاد كرة القدم؟ - هي لجنة مستحدثة تعني وتهتم بكرة القدم للسيدات ولها دور كبير وفاعل وسط النساء حيث تهتم باللاعبات والمدربات والحكام وقبل ذلك تبصر المجتمع وتوسع مداركه باللعبة نفسها بجانب توعية الأسر بأهمية الرياضة للمرأة من النواحي العملية بمختلف مسمياتها ومنشط كرة القدم النسائية جديدة وغريبة على مجتمعنا السوداني حيث لم تكن ممارستها من قبل ممكنة لكنني أقول إن كرة القدم مثلها مثل أي منشط رياضي آخر كالطائرة والسلة واليد وغيرها من المناشط الأخرى التي تؤديها النساء ولا ننكر أن المجتمع الآن ما بين مؤيد ومعارض لكرة القدم النسائية عكس الدول الأخرى التي تقدّمت كثيرا في هذا المجال وخاصة الدول الإسلامية. { وما هي علاقة المرأة بكرة القدم؟ - كما ذكرت من قبل كرة القدم كانت المرأة تمارس مناشط مختلفة وهناك ألعاب القوى بأنواعها المختلفة ورفع الأثقال ولكن كرة القدم كانت تقتصر على الشباب والرجال فقط لكن اليوم أصبحت تمارس وسط النساء ولها قاعدة عريضة من المشجعين والمحبين، وقريباً سيكون لنا منتخب يمثل السودان ويشارك خارجياً في البطولات الإقليمية والقارية وإن شاء الله تخطو وتسير على حسب ما خطط لها وأضيف بأن كرة القدم لعبة شيقة وممتعة جدًا للشابات وتمثل هوساً للشباب ورغم ذلك نجد معارضة من الأسر ومن المجتمع لكن المؤيدين لها أكثر بكثير من المعارضين، ونحن بدورنا في لجنة المرأة سنبذل قصارى جهدنا لتبصير المجتمع والمرأة نفسها بأهمية هذه الرياضة ونريد دوراً كبيرًا من الإعلام لعكس الندوات والسمنارات ونحظى حالياً بدعم من الاتحاد الدولي ونحن الآن بصدد استقطاب الناشئات أولاً بجانب طالبات الجامعات والكليات.. وعبركم أؤكد للأسر والمجتمع أن كرة القدم مثلها مثل المناشط الأخرى التي كانت تجد معارضة في السابق والآن لنا فيها بطلات يمثلن السودان خارجياً ومشاركة السودان في البطولة العربية لكل الألعاب المقامة حالياً بالدوحة خير دليل على ما نقول. نحن الآن ومن خلال عمل اللجنة نقوم بتكثيف الإعلام وتقنين الفرق التي من خلالها نستطيع أن نكوِّن منتخباً قومياً به كادر مدرب ومؤهل ننافس به على المستوى الإقليمي والعالمي، وأضيف هنا أن اللجنة تتكون من رئيس ونائب رئيس وراعٍ وشخصي الضعيف فقط ومن خلالها نتمنى صادقين أن نرتقي بهذا المنشط والرياضة عموماً هي ليست للتنافس فقط لكنها للصحة ولا بد للمرأة أن تستفيد من أوقات الفراغ لممارسة الرياضة التي أصبحت للتواصل ومسرحاً يلتقي فيه الجميع ومن خلال الإعلام نستطيع قدر المستطاع نشر كرة القدم النسائية وتوعية الأسر والاهتمام بها مثلها مثل المناشط الأخرى ونقوم بتكثيف الكورسات للاعبات والمدربات والحكام لتأهيلهن لأعلى مستوى ومن خلالهن نستطيع تكوين وتشكيل فرق في المدارس والجامعات لقيام دوري للجامعات ولم ننسَ الولايات، فلدينا خطط وبرامج لتكوين فرق في الولايات نستطيع من خلالها استقطاب الموهوبات لتكوين المنتخبات القومية للمشاركة بها داخلياً وخارجياً وقريباً سنشرع في ذلك. { أستاذة ليلي، من أين نبعت الفكرة أصلاً؟ - جاءت بناءً على قرار من الاتحاد الدولي الفيفا الذي أصدر بدوره قرارًا لكل الدول الإفريقية والآسيوية لأن اوروبا بها منتخبات وهناك دول إفريقية وآسيوية سبقتنا في تكوين فرق نسائية في كرة القدم والآن تقدمت كثيرًا والدليل على ذلك مشاركتها في كأس العالم النسائية الذي أقيمت بدولة ألمانيا، وفازت به اليابان بعد قرار «الفيفا» كان قرار الوزير السابق الأستاذ حاج ماجد سوار بتعيين لجنة من أربعة أشخاص لتكوين الاتحاد وهذه اللجنة لها مهام كبيرة وإن شاء الله تكون اللجنة أهلاً لهذه الثقة المقدرة من وزير الشباب والرياضة ومن أهم اهتماماتنا الارتقاء بالرياضة النسوية عامة وكرة القدم خاصة بأن تأخذ طريقها للعالمية، وإن شاء الله في القريب العاجل سنشهد إقبال الناشئات والشابات عليها. أما فيما يتعلق بالدعم فهناك بالطبع دعم مادي من الاتحاد الدولي للعبة «فيفا» 30% سنوياً ولدينا دعم من الاتحاد السوداني لكرة القدم ومن خلال الاتحاد الدولي. { كرة القدم النسائية أين موقعها من الشرع والعادات الاجتماعية؟ أي نوع من الرياضات سواء كانت تنافسية مثل ألعاب القوى، الفروسية، السباق، الرماية، والطائرة وغيرها لم يحرِّم الشرع والدين ممارستها أو رياضات أخرى وجميعها تمارس بزي محتشم وساتر حسب الدين والعادات والتقاليد وفي صالات مغلقة والآن لدينا لاعبات يمارسن الرياضة بزي محتشم وساتر ويشاركن في بطولات إسلامية مثل بطولة التضامن وغيرها من البطولات التي تقام بالدول العربية والاسلامية. { بعد قرار «الفيفا» هل تم تكوين منتخبات نسائية؟ - الآن لدينا منتخبات نسائية في كرة القدم قرابة الخمسة منتخبات، ثلاثة منتخبات في جامعة الأحفاد ومنتخبان هما (الأمل والتحدي) وهما منتخبان قوميان واختتمت مؤخرًا دورة تدريبية بالخرطوم تحت إشراف «الفيفا» شاركت فيها حوالى 20 دارسة وكانت ناجحة، أشرف عليها خبير دولي ومن خلال هذه الدورات نستطيع تكوين فرق ومنتخبات في المدارس والجامعات وتكوين فرق بالولايات المختلفة على أسس علمية، أما عن المشاركات الخارجية كما ذكرت لك من قبل فلدينا منتخبان هما الأمل والتحدي، ولدينا العديد من المنافسات والمشاركات المحلية والخارجية ونطمح من خلال الخطط والبرامج والمقترحات التي وضعناها الوصول إلى فرق قوية تشارك على مستوى المنافسات الدولية قريباً. { هل كنت تحلمين في السابق بقيام اتحاد رياضي نسوي لكرة القدم؟ بالطبع لم أتوقع ذلك إطلاقاً لكن التزكية جاءت من عدة جهات وجزى الله الوزير السابق خير الجزاء على ثقته الكبيرة في تكوين النواة وإن شاء الله نكون عند حسن ظنه وظن الوزير الجديد وعلى قدر الثقة التي تشرفنا بها كلجنة للمرأة. { كيف تم اختيار المنتخبات النسائية سواء على مستوى الجامعات أو المنتخبات القومية؟ كما ذكرت لدينا خمسة منتخبات ثلاثة من الجامعة ومنتخبان قوميان وهناك منتخبات سنية من الناشئات والعمل جارٍ في تكوين الفرق ولدينا في الأيام القادمة العديد من الاجتماعات مع جهات الاختصاص حتى نكون فرقاً سنية تحت سن 12 سنة وتحت سن 15 سنة لأنهم نواة المستقبل. والاهتمام والرعاية في هذه السن ستحقق نتائج إيجابية. { الدورات المدرسية القومية لا تهتم بكرة القدم النسائية أين دوركم في هذا الأمر؟ - الاتحاد السوداني لكرة القدم النسائية اتحاد وليد النشأة ولكن رغم ذلك شاركنا بفريق الأمل والتحدي في الدورة المدرسية وهي تعتبر أول مشاركة لنا على هامش الدورة المدرسية وأحرزنا فيها نتائج طيبة والأيام القادمة إن شاء الله نكون جزءًا أصيلاً في الدورات المدرسية القادمة. { هل علاقتكم ب«الفيفا» علاقة مباشرة؟ - أولاً، علاقتنا بالاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» ليست علاقة مباشرة لكن علاقتنا عبر الاتحاد السوداني لكرة القدم لأن الاتحاد النسائي لكرة القدم هو جزء أصيل من الاتحاد السوداني لكرة القدم، ونحن لسنا اتحاداً قائماً بذاته حتى الآن ولكن لدينا خطة طموحة منها إنشاء فرق ناشئات في المدارس تحت سن (12 15 سنة) وتبصير المجتمع بأهمية الرياضة عامة وكرة القدم النسائية خاصة وأن نكوِّن فرقاً ومنتخبات قومية للمنافسة بها على المستويين المحلي والخارجي، وهدفنا في النهاية النهوض بكرة القدم النسائية وترقيتها من خلال الدورات والسمنارات والورش والإعلام لتنمية قدراتهم الكروية ثم من بعد ذلك نشرها على كافة الولايات. كلمة أخيرة: أولا الشكر لصحيفة «الإنتباهة» لاهتمامها الواضح بالقضايا الرياضية كافة وبالمناشط الرياضية الأخرى غير كرة القدم وبالأخص الرياضة النسوية وعبركم نستطيع أن نبصر المجتمع بأهمية الرياضة التنافسية للمرأة.
