اختلفت الحياة وتباينت ظروفها مما اثر سلبًا على إيقاعها واصبح الكل يلهث وراء لقمة العيش مما انسى البعض منهم جانب التواصل الاجتماعي الذي يشكل اهم صرح من صروح الحياة لما به من سمات اصيلة تساعد على التقارب بين الناس ومعرفة اخبار الاهل إضافة الى التعارف والألفة بينهم، كما تزال الضغائن والمشاحنات وتأصر اكثر من دروب المحبة. اما الآن فقد اصبح التواصل فى مهب الريح لغيابه التام بين الناس بل حتى المناسبات السعيدة والحزينه قلما نجد تواصلاً كما فى السابق والاجابة التقليدية للكل عند السؤال عن السبب .. «والله كنت مشغول ولم اجد زمنًا» وقديمًا كان الكل يعمل ويلهث قاصدًا الحياة الكريمة وبأفضلية ولكن مع ذلك نجد ان هنالك تواصلاً ومشاركة اجتماعية لا يدعون مجالاً لانقطاعها ايًا كانت الظروف.. في ذات الإطار التقت الإنتباهة ببعض المواطنين لاستطلاعهم حول هذا الموضوع فتباينت الآراء: تقول وصال محامية الآن أصبح هنالك تغيير فى ايقاع الحياة السريع لأنها اصبحت صعبة ولازم الشخص يعمل باستمرار لكى يوفر حياة كريمة لافراد الأسرة إذ يتحتم العمل وباستمرار وتكون النتيجة الغياب كليًا عن التواصل الاجتماعى لعدم وجود زمن لهذا التواصل واصبحنا زاهدين حتى في زيارة الاهل والمجاملات المختلفة وهي مؤكد صفة غير حميدة ولكن لاندري ماذا نفعل. }} عز الدين «طبيب»: والله عدم وجود الزمن هو السبب الاساسى وأنا اتحدث بصفة شخصية عن نفسى حيث اعمل في ثلاث دوامات وعندما اصل المنزل تكون الساعة «12» ونصف ليلاً لذا لا اجد وقتًا على الإطلاق للتواصل الاجتماعي بل أصبحت لا أعلم ما يدور في اسرتي وأصبح ابنائي الصغار يغضبون مني لاني لا انفذ لهم اي وعد قطعته لهم من أخذهم خارج المنزل للترفيه لأنى اعمل حتى فى الإجازات.. وكنت أعمل خارج السودان في احدى الدول الأوربية وهنالك الوضع مريح لأن لا احد يلومك اما هنا فى السودان فكل الاهل غاضبون مني لعدم المقدرة على التواصل وفى حيرة من امرى كيف ارضيهم وسط زحمة الشغل. }} بدرية «ربة منزل» عدم التواصل الإجتماعي يساعد على وجود الجفا بين الناس يا بتي وحتى الجيران القراب الواحد بقى مابشوفهم الا نادرًا وقد يمتد الى شهور.. الكلام ده عيب لانو رسولنا الكريم وصّى على الجار والمثل بقول «جارك القريب ولا ود امك البعيد» لكين الآن الجار القريب ده الناس مقصرة منو وانا الحمد لله بواصل الناس والاهل وما بنقطع منهم بالرغم من أنى سكنت جديدة فى البلد دا لانى من الاقاليم واول مارحلته هنا لفيت على كل الجيران ولحد هسة ما زارنى الا القليل منهم بالرغم من انو لى سنة ونصف لكين ما بلوم الناس وبعمل حق الله وبجامل الناس حتى لو ما وصلونى وانحنا في الاقاليم ما عندنا الجفا ده متكاتفين كأننا حاجة واحدة وظروف الحية بتشغل الناس لكين برضو لازم الناس تواصل بعض. }} يقول المهندس أحمد والحزن يكسو وجهه كنت اعمل بأحد المواقع فى العاصمة وكنت على تواصل مع اخى الذى يقطن في بحرى بين الفينة والاخرى، وفجأة انقطعت عن اخباره تمامًا بحكم طبيعة عملى التى تجعلنى دومًا مشغولاً لدرجة لا استطيع الاتصال بالموبايل لأننى لا أاجد وقتًا كما ان طبيعة عملى تتطلب السفر منى فترة واخرى حتى كانت الفاجعة الكبرى عندما توفي اخى فجأة وجاءنى نبأ موته بعد يومين لعدم امكانية التوصل لي وكان هاتفى مغلقًا إضافة الى اننى لم اره قرابة الشهرين ولم أكن اعلم بمرضه فكانت صدمة لي حتى الآن، وكلما اتذكره سرعان ما تذرف دموعي وتنهمر بغزارة. ومن حينها اصبحت مداومًا للتواصل الاجتماعي ووصيتي لكل شخص ان لا ينقطع اجتماعيًا حتى لا يندم حيث لا ينفع بعد فوات الأوان. }} «الله يرحم أيام زمان» كان هذا بداية حديث العم حسن اعمال حرة ثم واصل.. والزمن تغير بدرجة كبيرة والتواصل الاجتماعى قل خاصة فى الجيل الحالي ده لدرجة انو الابناء بقوا مابيعرفوا اهلهم والسبب هو عدم التواصل معهم كما ان آباءهم لا يحثونهم على ذلك والكل اصبح مشغولاً.. زمان كانت الحياة جميلة مع التواصل وكان البيت الكبير والحوش الكبير يجمع كل الناس وكان النفاج فقط يفصل بين الجيران ومافى فرق بين الناس لأن حياتهم واحدة ومتواضعين وبيت الجد والجدة هو الأساس ويشاركون فى التربية اما الآن الحال تبدل ولو حاولت تهدي حفيدك بالزجر يغضب منك الأب او الأم فتلزم الصمت.. والواحد من الأبناء بقي لمن يجي لزيارتنا كل دقيقة ينظر لساعته كأنو خاتين ليه سيف او كأنو أداء واجب وخلاص.. وسبب المصايب دى كلها.. الهاتف الجوال اثر بصورة واضحة على عدم التواصل و لانو شيء بقى بالتلفون العزومة بالتلفون الكفارة بالتلفون... والله يابتى انا خايف لى قدام الفاتحة ذااتها تكون بالتلفون.