بعض الحيوانات والطيور تنفرد بعدد وافر من الأمثال كالأسد والثعلب والديك مثلاً.. كذلك الشاة، فإنها تجد نصيبها في المقدمة مثلهم.. لماذا يا تُرى؟هل لأن من واقع البشر ما يشبه مواقف الشياه؟.. الإنسان لا يحب أن تقول له غنماية! وإنما في المثل يمكنك بذكاء أن تلبسه المعنى.. فتقول له في تحمل المسؤولية: كل شاة معلقة من عصبتا! فيقبلها منك.. خصوصاً وهو يرى منظر الجزارة يحكي عن ذلك ببراعة متناهية!. ولو جردته من أعز ما لديه مثلاً.. ثم حاولت بعدها أن تخفف عنه بالكلام يقول لك واصفاً نفسه: «لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها»!. لكنه يمكن أن يرد لك الصاع صاعين إذا أخطأت في فعل فعل بما تجني يداك فيقول لك: «التسوي كريت في القرض تلقا في جلدا»! ثم إذا تشاققتم واختلفتم في أمر فرقكم وطال الغياب وعاود أحدكم الحنين للعودة لحظيرة الأهل والصداقة والأخوة قال لك يعزي نفسه أو قلت له: العرجا لي مراحا!! أليس في كل ذلك ما يجعلها حكاية تُضحك الغنماية؟!.
النمر جااااكم ذهب بعض الشباب لرحلة.. وعسكروا غير بعيد من «غابة».. وبعد أن نصبوا خيمتهم.. وأعدُّوا الطعام، قال أحدهم: أوقدوا ناراً.. إني داخل الغابة وسأصطاد لكم بعض الأرانب حالاً. وبالفعل لم يلبثوا إلا قليلاً حتى عاد لهم بأرنب سمين فوضعوها على النار بعد أن ذبحوها وسلخوها و«وضبوها». ثم نهض الثاني وقال: إن الأرنب لا تكفي.. وأنا أحب لحم الظباء.. أعدوا العدة وانتظروني حالاً سأتيكم بظبي سمين أو ربما اثنين. وبالفعل انتظروا ولكن كانت مدة الثاني أطول قليلاً فجاءهم بظبي أعجبهم.. وأقدموا عليه وقد ذبحوه وسلخوه وأعدوا منه في قدر آخر على نار الحطب ما يشتهونه. وقبل أن يستوي كل ذلك الإفطار الشهي وهم يمنون أنفسهم بوجبات دسمة طازجة نهض ثالثهم.. وكان شاذاً ومشاغباً وقال لهم: استعدوا.. وريثما تعدون الطعام على الصواني فلن ألبث كثيراً وفي لمح البصر سأصطاد نمراً من داخل الغابة.. فلطالما منيت نفسي وأهلي الاستفادة من جلده. تعجب الصحاب لمسلك زميلهم.. وكان الجوع قد بلغ منهم أشده.. ونظروا إليه غير مرتاحين ولا مصدقين لما يقول.. وربما أضمروا أنهم لن ينتظروه وليكن ما يكن. وذهب الشاب الثالث المشاغب واختفى داخل الغابة. وبعد مدة قليلة أقبل بقية أصحابه على الطعام ليفطروا ويتصبّروا ويتركوا له باقي الطعام.. هذا إن عاد إليهم سالماً حسب زعمه ولكن قبل أن ينتظم عقدهم حول المائدة الشهية التي بذلوا فيها كل فنون إعدادهم الطعام.. أبصروا غير بعيد صاحبهم يهرول نحوهم بسرعة الريح وهو يصيح بأعلى صوته: استعدواا.. النمر الأول جاااكم. وحينما تخطاهم وترك المعسكر خلفه متجهاً صوب الحلة تأكد لهم صدق زعمه وأبصروا نمراً ضخماً من البعد يهرول نحوهم. وتركوا له المعسكر بما حوى واللحوم بعضها معدّ في الصواني والبعض على النار فكانوا أكثر شدواً من صديقهم فقد دخلوا القرية قبله.