أصبح خيار السيدات صعباً للجمع بين البيت والوظيفة حيث ظهرت الأم البديلة أو أمهات الظل، أو الحاضنة بأجر على الساحة، وأصبحت تمثل لبعض الأمهات ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، خاصة عند الأم العاملة «الموظفة» التي تقف حائرة بين خيارين أحلاهما مر، تأمين العيش الذي يفرض عليها الخروج للعمل، أم البقاء في المنزل لرعاية الأطفال؛ فتجد نفسها بين ضغوطات استقلالها المادي، وتحقيق شخصيتها، وضغوط واجباتها ومسؤولياتها العائلية «الأسرية».. «البيت الكبير» طرح هذا الموضوع وكانت هنالك جلسة معهن لمعرفة آرائهن المختلفة: ٭ ترى منال أن ظروف الحياة هي التي تجعل الأم مضحية بأبنائها من أجل توفير حياة كريمة لهم؛ لأن راتب الزوج لا يكفي لكل الاحتياجات، وتواصل أنها لا تأمن أبناءها مع الحاضنة؛ لأنها لا تثق فيهن بأن يرعين أبناءها على الوجه المطلوب لذا عند انتهاء الإجازة تترك أبناءها مع والدتها. وتقول: أنا في حيرة من اللاتي يجلبن حاضنات أجنبيات خصيصاً لرعاية أبنائهن وهي ثقافة وفدت إلينا حديثًا وكيف يأمنهن. ٭ «أصبحت أغيرُ من الحاضنة» هكذا بدأت سامية حديثها ثم واصلت: لأني أعمل موظفة في دوامين فليس لدي وقت للجلوس مع أبنائي الصغار، وكانت ملاحظتي أن ابني ذو السنتين أصبح لا يحبني بل كل أبنائي تعلقوا بالحاضنة أكثر مني وإن جلبت لهم شيئًا لا يأخذونه مني، أما إن أعطتهم هي أي شيء يأخذونه منها بل يطلبون منها أن تجلب لهم كل ما يحبونه وصرت غريبة عنهم لذا فضلت ترك الوظيفة حتى استعيد أبنائي الذين ضاعوا مني. ٭ من جانب آخر كانت لنا وقفة مع الجدات لمعرفة وجه نظرتهن حيث تقول سيدة وهي في الخمسين من عمرها: بصراحة أنا أحب أحفادي لكن ليس لدي الصبر على تربية الأطفال الرُضع فقد سئمت وتعبت من هذا الدور وقد أنجبت ثمانية أولاد وقد استنزفوا طاقتي وجهدي حتى رأيتهم شبابًا وشابات وقد تزوج منهم حتى الآن خمسة فلماذا أعود مرة أخرى أربي أطفالاً وأبدل حفاظات وأرضع بالزجاجة؟ فالمرأة العاملة لديها راتب شهري فلا بأس أن تضع طفلها بالحضانة مقابل مبلغ من المال. ٭ أما رقية فكانت تختلف في رأيها حيث قالت: أنا لا أمانع في قبول أحفادي الرضع لأني استمتع معهن وهم يملأون وقت فراغي وابنتي تعمل طبيبة وليس لديها وقت لذا أساعدها في رعاية أبنائها. ٭ أما الرجال فتباينت آراؤهم يقول مدثر: أنا أرفض تمامًا إيداع أبنائي إلى حاضنات وكان هذا هو شرطي مع زوجتي قبل الزواج لأني أوفر لها كل ما تحتاجه لذلك فهي ليست في حاجة إلى وظيفة إضافة إلى أن الأبناء يحتاجون إلى من يرعاهم ويتابع دروسهم فغياب الأب والأم سيشكل خطراً عليهم وقد ينحرفون. ٭ ويذكر خالد أنه لا يمانع في عمل زوجتي وجلب حاضنة أو إيداع أبنائه في روضة؛ لأن الحياة أصبح إيقاعها سريعاً ولا بد من التعاون المشترك كما أن الحاضنة تكون الأم البديلة للأم ومؤكد سترعاهم. ٭ وكان هنالك رأي لمربيات رياض الأطفال أيضًا حيث تقول المربية مها عمر: وهي «مسؤولة عن روضة» وحاليًا تعلم أطفالاً بجيل 4 سنوات : إن العمل في الحضانات لا يكون عشوائيًا فهناك حاضنات مؤهلات لهذه المهنة بالإضافة إلى دورات استكمال ومتابعة مستمرة لهن، وحتى تتفرغ الحاضنة تمامًا للقيام بدورها، يجب أن تكون منذ الساعة السابعة صباحاً مستعدة لاستقبال الأطفال.. وتقديم المتطلبات الجسدية والتربوية لهم على أحسن حال إضافة إلى أن الحضانة تعتبر بديلاً عن الأسرة ريثما يعود الطفل إلى أحضان أسرته، وفي هذه الأثناء تعمل الحاضنة على تعليمهم الأمور التربوية السليمة التي في كثير من الأحيان يفتقدها الطفل في بيت أسرته هذا طبعًا بالإضافة إلى تقديم المتطلبات الجسدية لكن على الرغم من ذلك ربما تجد من الحاضنات من تقصر في تقديم الخدمات كما يجب لأن المراقبة محدودة وهذا الأمر يتعلق بضميرها.