أحيا التلفزيون القومي في سهرة رمضانية حملت اسم «أوراق العمر» أعدها وليد فضل وأخرجها هاشم علي، ذكرى رحيل أبو الدراما الإذاعية والتلفزيونية وأحد رواد العمل المسرحي في السودان الفنان القدير محمد خيري أحمد.. الذي أثرى مكتبتي الإذاعة والتلفزيون بأعمال خالدة من مسلسلات ومسرحيات ومسابقات جملها بأدائه المتميز وصوته الفخيم.. ومحمد خيري أحمد الذي بدأ حياته المسرحية منذ أن كان تلميذاً حيث أدى دور «النجار» في مسرحية «قراقوش» في أربعينيات القرن الماضي، كأول بطولة مسرحية له وكان حينها طالباً في ابتدائية بحري، أحبّه الناس، ودخل قلوبهم وبيوتهم لحبه وإتقانه لعمله، وقد تأكد ذلك الحب بكثرة الرسائل التي انهمرت على التلفزيون لحظة بث السهرة. تكريم التلفزيون وتوثيقه للهرم محمد خيري أحمد هو رد للجميل، أو كما قال مدير القناة القومية إبراهيم الصديق، فالرجل صاحب بصمة خالدة في مسيرة الدراما التلفزيونية وكان أول ظهور له على شاشة التلفزيون في تمثيلية من إخراج أحمد عاطف، في دور «حاج فريني» ثم في سهرة «تحت الأضواء» التي كان يقدمها الأستاذ حمدي بولاد والمسلسل التلفزيوني الذي ما زال راسخاً في الذاكرة السودانية «بيوت من نار» ويعد واحداً من الأعمال الدرامية الجليلة التي قام ببطولتها محمد خيري أحمد.. والكثير من الأعمال التي تحفظها مكتبة التلفزيون. السهرة بثت نماذجًا لعدد من الأعمال الدرامية والمسلسلات والمسرحيات وجزءًا من الفيلم السوداني «بركة الشيخ» مع رائد السينما جاد الله جبارة.. وتحدث عدد من زملائه للتلفزيون منهم الرائدة والممثلة القديرة بلقيس عوض والممثل عبد الحكيم الطاهر والناقد عبد الله الميري إلى جانب أسرته الكريمة. ويبقى محمد خيري أحمد خالداً في الذاكرة ما خلدت أعماله المحفوظة في وجدان الشعب السوداني وفي مكتبتي الإذاعة والتلفزيون.. وخالدًا بعطاء ابنته الممثلة القديرة «نجوى خيري» والتومات الرائعات «إيمان وأماني».