حكاية اليوم حدثت معي شخصيًا الخميس الماضي عندما كنت أسير في الشارع المؤدي إلى كبري المنشية مساءً لشراء غرض عاجل.. فوجئت وأنا أسير بمحاذاة الشارع الرئيس المزدحم بالسيارات فإذا بطفلة صغيرة لم تتجاوز عامها الثاني تخرج من منزل يفتح على الشارع الرئيس تمشي بسرعة وتحمل دُبًا يحاكي وجهها براءة وجمالاً، توقفت وأنا أكتم صرخة ملتاعة وأمسكت بيدها فتعلقت بها في حميمة كأني والدتها اتجهت بها صوب المنزل وفوجئت به متفرعاً فلم أعرف أي اتجاه أسلك، وبدأت أسال عن أمها بصوت مرتفع بعد فترة ليست بالقصيرة خرجت امرأة شابة تمشي بخطى وئيدة نحوي وبدون «شلهتة» أو رعب على اختفاء طفلتها، بادرتها قائلة: «ليه كدا»؟ فأجابتني ببرود أنها كانت مشغولة بالهاتف فارتعدت غضبًا وأخبرتها أن صغيرتها كانت قريبة جدًا من السيارة المندفعة فانبرت تدافع عن نفسها بأسلوب يفري القلب «مغسة» أنها لم تغفل عنها إلا برهة ولا يمكن أن تصل الشارع الرئيس والذي هو لا يبعد عن باب منزلها أكثر من أربع خطوات، ألقيت عليها نظرة مستهجنة وأنا اتخيل لو كانت الفتاة وقعت في يد شخص آخر واختفت هل كانت ستطل علينا هذه المرأة باكية وتدعي أن شخصاً اختطف طفلتها من المنزل بعد أن تسحب جزئية الإهمال طبعًا أو أن تصدمها سيارة مستعجلة لتكتب عبارة طفلة تلقي مصرعها وبالتأكيد ستهتف الحناجر «الله يصبر أمها» التي كانت مشغولة بالتقاط شمار بالهاتف؟!