{ اختتمت دورة الألعاب الرياضية العربية بالدوحة مساء أول أمس الجمعة وأطفئت شعلتها وأسدل ستارها وبدأت الوفود في المغادرة والعودة إلى بلادها بما حققته من الدورة من ميداليات ذهبية.. ويا للأسف كل الوفود عادت وهي ترفع رأسها بذهبية أو ذهبيتين أو ثلاث أو كم وثمانين ذهبية عدا وفد واحد فقط - يا حسرة - عاد بدون أي ذهبية، هذا الوفد ليس من بين وفود جيبوتي أو موريتانيا أو فلسطين أو جزر القمر أو الصومال أو اليمن.. ولكنه وفد السودان!!. { بعد إعلان القائمة النهائية لم يصدق أهلنا الرياضيون العرب أعينهم ويأتي السودان في ذيل القائمة.. نعم «الطيش» وبجدارة وبالمزيكا كمان.. مما جعلهم يتساءلون: هل القائمة حقيقية أم هناك خطأ ما.. معقول السودان الذي علّم العرب مبادئ الرياضة يكون طيش العرب، معقول السودان أحد حاملي ذهبية السلة العربية هو طيش العرب، معقول السودان الذي دخل قبل ثلاثة أعوام نادي الميداليات الأولمبية العالمية هو طيش العرب.. معقول السودان الذي حمل ملاكموه الذهبيات هو طيش العرب، معقول السودان الذي كان أبطاله نجوم العرب في الثمانينيات في كافة الاستفتاءات التي أجريت.. هو طيش العرب. { كتبنا وذكرنا أننا لن نسكت ونود أن ننطق ونكتب ولكن لا نجد الكلمات التي نعبِّر بها ونبدأ بها.. طبعاً أسهل الحلول ومن أكثر العنتريات التي تظهر عقب كل إخفاق عبارة «الحل في الحل» وحل الأجهزة الرياضية وتعيين غيرها.. والحال يا هو نفس الحال، فلماذا لا نفكر في حلول أخرى، قبل أن يضحك علينا العالم ويجدنا نكرر أسطوانة «الحل». نقطة.. نقطة { مبروك للشقيقة العزيزة مصر تصدُّر الترتيب العام في الدورة.. ونسعد لمصر.. ونتذكر أنه حتى في مصر هذه كان لطيش العرب السودان وجود في شكل محترفين في رياضتها.. وليس وجوداً عادياً بل عشرات وربما مئات الرياضيين الذين أثروا الملاعب المصرية بدءاً من جيل عبد الخير صالح وآدم الجراح وحمدتو في الترسانة، وجيل سليمان فارس وأسامة يوسف وقرن شطة ومصطفى النقر في الأهلي وعلي شرف والجندي وعمر النور ونوح آدم في الزمالك وحتى جيل أبوك جون كابتن منتخب مصر في الكرة النسائية. { تخنقني العَبْرة وأنا أكتب: مبروك لقطر والسعودية وهؤلاء يعترفون على لسان كبارهم مثل أمير الشباب الراحل فيصل بن فهد أن السودانيين علمونا الرياضة.. وهناك جيش المحترفين في الرياضوجدة والدمام والدوحة حيث «أبو هيوت» وعبد الحفيظ ميرغني وسيد مصطفى ومحمود بليه وجنجا وحريان وكشيب وزرقان وخليل المفتي وأبو ياسين وعبد الله الكنج وعم أحمد عبد الله وابنه ماجد وعماد وعاطف ومحمد الخوجلي وبكري منزول وقاقارين والنقر وحمام وفيصل كوري والنيل حسن والديب هؤلاء عينة في السعودية، أما في الدوحة فهناك ابراهومة سيد الاسم وخيري وحسن دقدق.. أفتكر كفاية كده فالقلم لم يطاوع.
