بدأ تدفق اللاجئين الإريتريين إلى السودان منذ العام 1968 إبان حرب الاستقلال الإريترية، وقد استقر هؤلاء اللاجئون في السودان واتخذوه مقرًا لهم حتى إن بعضهم حصل على الجنسية السودانية وذلك أنهم ينتمون لنفس المجموعات العرقية الموجودة بشرق السودا ن والمنتشرة على جانبي الحدود مثل قبائل البجة والرشايدة واليوم يدخل أكثر من 1600لاجئ إريتري يوميًا للأراضي السودانية طلبًا للجوء في مخيم الشجرابي بشرق السودان وتشير تقديرات الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أن عددهم يزيد على 100ألف لاجئ غير أن ملف اللاجئين قد شهد تغيرات كبيرة خلال ال43 عامًا الماضية، ويقول محمد أحمد الإغبيش معتمد وكالة اللاجئين لوكالة إيرين إن معظم الوافدين من الشباب المتعلمين وهم عادة لا يكونون روابط عرقية أو ثقافية مع السكان المحليين وعادة ما يستخدمون السودان كمعبر يبقون به حتى تتاح لهم فرصة التحرك شمالاً إذ يسعى بعضهم إلى عبور البحر الأبيض المتوسط والذهاب إلى أوروبا بينما انخرط أكثر من 40 ألف لاجئ في المجتمع المحلي. الوافدون الجدد يقول جيديون تفازيون لايرين: لقد اختلف الوضع بالنسبة للاجئين الإريتريين وذلك أننى حضرت للسودان فى العام 2008ولم أحصل على المستندات الخاصة باللجوء إلا بعد عام وكمعارض للحكومة أُقيم بالخرطوم وقد اشتغلت بوظائف ذات أجر متدنٍ لأنه يحظر علينا شغل الكثير من الوظائف حتى في المنظمات الدولية الموجودة بالخرطوم ونعمل فقط في الشركات الخاصة كعمال نظافة أو دهان ويخشى اللاجئون الإريتريون أن تشدد الإجراءات ضدهم بعد تنفيذ الحكومة السودانية لقانون الرقم الوطني ويضيف تفازيون قائلاً: سيكون الوضع أكثر سوءا بعد الانفصال، فبالرغم من أننا نشبه السودانيين ونتصرف مثلهم لكن السودانيين يتوجسون منا، حيث يأتون للخرطوم بطرق غير شرعية ويتنقلون من منزل صديق إلى آخر حتى يتمكنوا من العبور إلى أوربا وعادة ما يفشلون في ذلك إذ إن الرحلة مكلفة وتحتاج إلى 5000 دولار على الأقل. مخاطر التهريب وفي المخيمات الاثني عشر الموجودة على جانبي الحدود الإرترية السودانية، أقامت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ورش عمل لتحذير الناس من الاستعانة بالمهربين ويقول بوراي أساديج، أحد محامي اللاجئين في مخيم الشجرابى لقد شرحنا لهم أن ذلك الأمر خطير جداً وأنهم قد يلقون حتفهم أثناء الرحلة إذا غرق قاربهم على سبيل المثال في البحر الأبيض المتوسط ولكن ليس من السهل إقناعهم لأنه من المستحيل تقريباً بالنسبة لهم. الحصول على تصريح لمغادرة المخيم إلى الخرطوم والأكثر صعوبة من ذلك هو تمكنهم من مغادرة البلاد ككل فى وقت قامت فه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبالشراكة مع المعتمد السوداني لشؤون اللاجئين بتسجيل جميع الوافدين الجدد باستخدام بروتوكول تحديد وضع اللاجئين إذ يسهل التسجيل حصول اللاجئين على وثائق اللجوء ولما كان معظم اللاجئين الإريتريين رجال وجنود فارون من الخدمة العسكرية المحددة رسميًا ب18شهرًا ولكنها قد تدوم إلى أجل غير مسمى يقوم المحققون بسؤالهم عن وحداتهم والأسلحة التي كانوا يحملونها الاندماج ركزت جانيت ليم مساعد المفوض السامي لشؤون اللاجئين على دمج اللاجئين مع السكان المحليين أثناء زيارتها إلى مخيم الشجراب وترى ليم ان دمج اللاجئين مع المواطنين المحليين الوسيلة الفعالة الوحيدة لمكافحة ظاهرة تهريب البشر وتوفير حياة افضل للاجئين واشترطت ليم سماح السكان المحليين للاجئين الجدد بالعمل والاندماج فى مجتمعاتهم من اجل قيام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمات الدولية بتركيب مضخات مياه وتوزيع الغذاء عليهم وبين خيار العمل الشاق وسط المجتمعات المحلية او الانتقال للخرطوم فى رحلة محفوفة بالمخاطر يقول تيلوبر هومز البالغ من العمر 60 عامًا المعارض السياسي لقد تمكنت من الذهاب إلى اليابان بمساعدة اخي غير الشقيق فى العام 1981 وبعدها قادني الحنين الى الوطن فى العام1995 بعد اكثر من عشرين عامًا فى المهجر الا أننى عندما عدت وجدت نفسي ما زلت مسجلاً كناشط سياسي وبمساعدة شقيقاتي تمكنت من الفرار إلى مخيم الشجراب.