ضيفنا لهذا اليوم في «تقاسيم» هو من منطقة البادية حيث الطبيعة والسحر والجمال والذكاء وسرعة البديهة المعروف بصلاح ابن البادية وهو صلاح ابن الشيح الجيلي محمد أبو قرون أخذ الطريقة على يد الشيخ أحمد محمد ود بدر أساس قرية أبو قرون هو الوحيد الذي أتى وجلس في شجرة في هذه المنطقة والله سبحانه وتعالى منَّ عليه بروحانيات واكتملت المنطقة من كل الخدمات المتاحة فكانت لنا وقفة معه فإلى إفاداته: بداية حدِّثنا عن الطريقة الصوفية لأسرة أبو قرون؟ «عندنا» في الصوفية إذا انتقل الشيخ إلى رحمة الله سبحان وتعالى يتم تخليف الابن الأكبر فكانت الخلافة أولاً ليوسف بعد أن انتقلت الخلافة بعد ذلك إلى حسن وبعده إلى ولده الجيلي محمد أبو قرون وبعدها إلى عوض الجيد بعد ذلك من المفترض أن تكون الخلافة لي ولكن تحولت إلى أخي النَّيل. حدِّثنا عن مشوارك الفني؟ أنا عشقت الفن منذ الصغر من قبل أن أعرف الموسيقا، والفن الذي عرفته هو فن الدوبيت، والدوبيت هو الأشعار التي يتلونها الناس بحناجرهم وهي الطنبور وليس الطنبور المعروف لكل الناس (الكرير بالحلق أو ما يشبه الجراري في غرب السودان ويؤدى بأربع نغمات مختلفة وإيقاعات مختلفة) وبدأت أغني منذ ذلك الوقت حتى جاءت الإذاعة في الأربعينيات حيث لم يكن الراديو متوفرًا ولشدة حبي للفن اشتريت راديو بموجة واحدة للاستماع للإذاعة في الليل حيث كنت أستمع لأحمد المصطفى وعبد الحميد يوسف وحسن عطية وإبراهيم الكاشف وكنت أمضي الليل ساهرًا مع هؤلاء الفنانين الكبار وفي فترة الصباح أكون في الخلوة فكنت سريع البديهة وأحفظ الأغاني بسرعة. ثم أتينا إلى شمبات وكنت أعمل في دكان وحول الدكان كان يجتمع عدد كبير من أهل الفن عازفين وفنانين وشعراء وصحفيين ورؤساء صحف ومن بينهم مؤسسو صحيفة الأيام، وفي تلك الفترة كنت أحفظ أغاني الحقيبة ومجموعة من الأغنيات أتغنى بها في مناسبات الأصدقاء وكانت عندي فرقة من ثلاثة عازفين على العود عبد العزيز عبد الله وعلى الكمنجة إسماعيل الماحي والإيقاع محمد سليمان والأغنيات هي: «الليلة سار يا عشاية، وخاتمي خاتم الياقوت الجنن البنوت والأوصفوك، وذلك كان في الخمسينيات، وبعد ذلك أتى الطيب صالح طلب مني أن أغني في المسرح والطيب صالح في ذلك الوقت كان يعمل في تسجيل الأغنيات لإذاعة «البي بي سي» في قسم العرب. من أين أتى اسم صلاح ابن البادية؟ أتى الاسم من والدتي فكانت تطلق عليَّ صالح ووالدي كان يناديني بصلاح فأخذت اسم والدي صلاح والبادية هي من أهلي. هل بدأت الغناء من غير إجازة صوت؟ من غير إجازة صوت؛ لأني لم أكن أريد أن أكون فنانًا وكنت أريد أن أكون ممثلاً؛ لأن التمثيل يسمح لك أن تجسد أكثر من شخصية وفي الغناء تكون شخصية واحدة وهذه رغبتي الأساسية، أما بالنسبة لإجازة الصوت فرأوا أن صوتي جديد ومتفرد وطلبوا مني أن أسجل «أغنياتي» في الإذاعة فسجلتها في الإذاعة ثم استمع إليها محمد عامر بشرى وهو مدير الاستعلامات والعمل مثل وزارة الثقافة حالياً.. وكانت تقام سهرات على المسرح وطلب مني أن أغني فيها. هل صلاح بن البادية يمدح؟ لدي ديوان في مدائح الرسول صلى الله عليه وسلم واسمه (حُب وذكر وروح) وتوجد به ثلاثة أجزاء البداية مدائح ووسطه موعظة ونهايتها عن الصوفية وألفت كتابًا في الأدب الشعبي به الدوبيت والهجاء والرثاء وكذلك قمت بتأليف كتاب عن حياتي الفنية واسمه ابن البادية وشريط الذكريات. هل صلاح يلحن؟ معظم الأغنيات التي أغنيها هي من ألحاني، وقمت بالتلحين لفنانين آخرين مثل حمد الريح أغنية «طير الرهو»، وللأمين عبد الغفار ثلاثة أغنيات ومنها «إنتو وين يا أهلنا وحب الناس يحبوكا». من هم الشعراء الذين تعاملت معهم؟ تعاملت مع أكثر من ثلاثين شاعرًا أذكر منهم محمد يوسف والصادق إلياس وبقية الشعراء تعاملت معهم في أغنية أو أغنيتين. ما رأيك في الغناء الموجود في الساحة الفنية الآن؟ القبيح قبيح والجميل جميل الموجود حالياً في الساحة لا يشبه الفن في شيء؛ لأن الفن ليس رسالة فقط بل توجد به شفافية وإحساس مرهف. أين ابن البادية الآن؟ موجود في الساحة ولديه كثير من الأغنيات الجديدة، وهنالك مقولة يقولها خضر بشير عندما يُسأل عن أين جديدك يقول جديدي هو قديمي ولذلك أنا أقول نفس المقولة ولكن لدي أغنيات جديدة منها ما تغنيت به في أماسي أم در وهنالك أغنيات سترى النور قريبًا.