تصدَّرت تصريحات رئيس حزب الأمة الصادق المهدي تلك التي اتَّهم فيها المؤتمر الشعبي بالتدبير لانقلاب رفضوا المشاركة فيه، عناوين الصحف السبت من قبيل (المهدي: الشعبي شاورنا في انقلاب عسكري)، ليجيء الرد سريعًا وغليظًا من ربان المؤتمر الشعبي حسن الترابي في صحف الأمس كالتالي: (الترابي: الصادق كضاب)، واستشهد بالتاريخ ليبين كيد المهدي للإسلاميين عندما اعتقلهم الرئيس جعفر نميري، ذات الصحف حملت بيانًا للمهدي مفاده أن الانقلاب الذي قصده كان في ثمانينيات القرن الماضي، وليس الوقت الراهن، ازدياد وتيرة الخشونة بين الحزبين مؤخرًا، تعود لانتقادات المهدي لتجمع المعارضة الذي لا إجماع فيه كما قال، وبينما يدعو الشعبي ومعه أحزاب التحالف لإسقاط النظام بانتفاضة شعبية، يدعو المهدي للتغيير عبر الجهاد المدني، فبدا التحالف وكأنه اصطف لفريقين، يدور بينهما صراع حول زعامته كل وفق مذهبه، وقد أشار المهدي لذلك صراحة بقوله: إن الشعبي أدرك أن وقت التغيير قد حان وأنه بانتظار العاصفة التي تسقط النبق لينعم بجنيه، بهذه الخصومة تسجل المعارضة أهدافًا عزيزة في مرماها، لصالح غريمها الوطني. الدابي في غابة الأسد.. ورطة التصريحات وقع رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا الفريق محمد أحمد الدابي في كمين التصريحات بعد أن نفى ما جاء منسوباً على لسانه من أنه «لم ير شيئاً مخيفاً في سوريا» في بداية مهمته مما اضطر الجامعة العربية إلى إصدار بيان قالت فيه إن هذه التصريحات «لا أساس لها من الصحة ولا تمت إلى الحقيقة بصلة»، وبالعودة للمهمة التي تصدى لها السودان ممثلاً في الدابي فإنه ما من شك أنه ليس هناك فائدة واحدة قد يجنيها السودان من هذه المشاركة بعد أن تأكد تنصل كل الدول من قيادة البعثة التي تحاول إيجاد مخرج للأزمة السورية بمحاولة إيقاف عنف مستمر منذ تسعة أشهر نتيجة لتعنُّت نظام الأسد النفي لن يعالج الجرح سيما وأن الثوار السوريين ظلوا ينتظرون موقفاً مغايرًا من الخرطوم التي ناصر مواطنوها من وراء ظهر الحكومة الثورة السورية وهو ما يعقد مهمة الدابي التي هي في الأصل أكثر تعقيدًا في ظل عدم وجود بارقة أمل أو حالة من المرونة لدى نظام الأسد، فضلاً عن اتهامات متكررة للبعثة.