السيدة المحترمة/ والدة الشهيد وداعة الله إبراهيم عليك سلام الله وأدخل طمانينته في قلبك.. وقلب من معك إن التي أنجبت مثل هذا الصنديد، لا يمكن إلا أن تكون على ما أنشأته عليه، من قيم، فلست بحاجة إلى كثير كلام أسأل الله أن يكون القدوة لناشئة هذا الوطن، فوطن يأتي بأمثاله حق له أن يفخر بنفسه ويفخر به كل من ينتمي إليه، لقد رأيت فيه كل بطولات شعبنا مجتمعة وكل أرواح شهدائنا الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فثبّت أقدامهم ووعدهم بحياة عنده ولا يكذب وعد الله. ابنك الشهيد أخجلنا بعطائه.. يا أم الشهيد.. والشهيد من بعد أفضلنا، فاسمحي لي بأن أهديك هذا المصحف إجلالاً لذكراه وامتنانًا بجميله ومحبة فيه. ولد ولا كالأولاد.. أسد ولا كالأسود.. فارس كلمة وفارس ميدان.. وكريم إلى منتهى غايات الجود.. يرحمه الله ويرحم كل شهيد صدق وعده من أبنائنا.. فلئن خصصناه بالذكر فلكي يرمز لهم جميعًا، ولئن خصصتك فلكي ترمزي لكل أمهات الشهداء. وسلام عليهم.. وسلام عليكن باريس في 8 يونيو 1992م