اليوم إخوتي الأعزاء رفقاء السلاح قدامى المحاربين نكتب عن حامية الخرطوم النشأة والتاريخ وقبل اليوم ما كنت أعرف من أين أبدأ وأين أجد من يحدثني عن تاريخ وحدة عاصمة السودان ومن اسمها تعرف أنها المسؤولة عن حماية مديرية الخرطوم «ولاية الخرطوم اليوم».. نسمع بطابية الخرطوم وسكان الخرطوم لا يعرفون مكانها ولا من كان يقيم فيها وهي عبارة عن قلعة مصممة للدفاع عن الخرطوم ويرجع تصميمها لتاريخ قديم وبدأت حامية الخرطوم من تلك الطابية. واليوم طابية الخرطوم أصبحت مقر المتحف العسكري وفي هذا المتحف تجد الدرر من تاريخ القوات المسلحة. إتصلت بالأخ اللواء الركن دكتور عمر النور مدير المتحف العسكري سألته، هل أجد عندكم توثيق لحماية الخرطوم؟ رد قائلاً: تجد عندنا تفاصيل تاريخ الحامية ونشأتها.. ذهبنا إلى المتحف الحربي وليست هذه الزيارة الأولى فكثير من المعلومات منذ بداية أول صفحة للاتكاءة كان تواصلنا مع المتحف الحربي قائماً. الشاهد وجدنا في المتحف الحربي كم هائل من الوثائق والمعلومات تحكي عن تاريخ القوات المسلحة. واليوم تجد أخي القارئ الكريم في صفحتنا معلومات وتوثيق عن وحدة قام بأمرها قامات عسكرية كانت مكان فخر واعزاز صاحبة تاريخ يشهد له الشعب السوداني منذ قوة دفاع السودان قبل الاستقلال وما بعد ذلك. حامية الخرطوم لم تكن قوة عسكرية بحتة بل كانت منارة ثقافية وكانت لها مجلة ثقافية متنوعة يخرجها مجموعة من الضباط عندما تقرأ أسماءهم في تلك المجلة التي سنكتب عنها تعلم أن القوات المسلحة كانت منارة ثقافية لها أدبها وبين قادتها وضباطها شعراء وأدباء كانوا أصحاب حضور في المجتمع مؤثر. شعار حامية الخرطوم الذي تجده في صفحة الاتكاءة اليوم صُمم بدقة كبيرة من قراءته تعرف مكونات هذه الوحدة أما علمها «البيرق» صاحب اللونين الأزرق والأبيض يشير للنهرين «النيل الأزرق والنيل الأبيض عند ملتقاهما بجانب جزيرة توتي». إخوتي قدامى المحاربين ندائي لكم ولأبناء قدامى المحاربين الذين رحلوا عنا وأحفادهم عليكم واجب وطني في حق قواتنا المسلحة يتمثل في ضرورة إيداع كل ما بين أيدينا وأيديكم من وثائق للمتحف الحربي. لا شك أن هنالك الكثير من المفكرات والمذكرات والصور التي تتحدث عن حقبة من تاريخ القوات المسلحة تركها أسلافكم. إن ما لدينا من وثائق مهما كان شكلها مكانها المتحف الحربي؛ فالنبدأ جميعاً بالبحث في أغراضنا ما يفيد المتحف العسكري من معلومات وصور ومخطوطات ومجلات ونسارع بتسليمها للمتحف الحربي. اليوم يجري التخطيط لقيام متحف عسكري متكامل في موقع النقل الميكنيكي ببحري وعلينا جميعاً المساهمة في رفد هذا المتحف بما لدينا من وثائق ومعلومات.