إن التغلغل الأسرائيلي في شرق أفريقيا لم يكن علنياً في معظمه حيث يقع جزء كبير منه في نطاق السرية كما أن أهدافه غير معلنة إن هذا التغلغل أو الزحف الإسرائيلي الإستراتيجي البطيء يرتبط بشكل مباشر بالمصالح الاسرائيلية الاقتصادية والعسكرية والعقائدية وأهمها الأبعاد الإسراتيجية للأمن الإسرائيلي ومصالحه الحيوية ليس فقط في زمن الحرب بل في زمن وظل السلام.. وقد تعاظم هذا النشاط المشبوه في إفريقيا في بدء مسيرة السلام في السودان «اتفاقية نيفاشا» مما جعله يمثل إحدى ساحات المواجهة الخلفية للأمن القومي العربي وعلى وجه التحديد الأمن القومي المصري، وإسرائيل كما تمثل خطورة على أمن الطوق الأمني أي أمن دول الطوق الأمني الإسرائيلي!!.. ولقد نجحت إسرائيل في تغيير الأنظمة الحاكمة في العديد من دول الطوق الأمني الإسرائيلي وذلك على خلفية هزيمة إسرائيل من قبل حزب الله.. والذي أظهر تعاطف هذه الدول وتأييدها المباشر وغير المباشر لحزب الله وهذه التغيرات التي حدثت في بعض دول المنظومة وبطبيعة الحال كانت إفريقيا مجالاً خصباً للتسلل الصهيوني إليها والسودان على وجه الخصوص لأنه يمثل أهم الأضلاع التي تمثل مهددات الأمن الإسرائيلي ولأن السودان يضم منطقة مهمة وحيوية بالمعنى الإستراتيجي بالنسبة للعرب والإسلام حيث يمثل خط الدفاع الأول بالنسبة للمعتقدات والمقدسات الإسلامية من ناحية الشاطئ الغربي لأمن البحر الأحمر ومن أهمها مناطق ومنابع نهر النيل والقرن الإفريقي والمدخل الحيوي للبحر الأحمر فضلاً عن أن هذه المنطقة تعاني من بؤر التوتر والصراع التي يمكن لإسرائيل استغلالها بأشكال مختلفة بالإضافة لكل هذا كانت إفريقيا تعاني من فراغ الوجود العربي مما دفع بإسرائيل إلى المبادرة وقدمت إسرائيل في مجالات الأمن الاقتصادي والجوانب الفنية والتكنولوجية. { ما هي الأهداف الإسرائيلية من تفتيت السودان؟! 1/ لتحقيق نظرية الدفاع الإسرائيلية القائلة بمنظور الهجوم الوقائي لإجهاض أي تحرك عربي في غير صالحها. 2/ تحقيق الأمن الإسرائيلي وفق توسع مفهوم الشرق الأوسط الكبير. 2/ فرض واقع الشرعية السياسية. 3/ الهيمنة الإقليمية والبحث عن موارد جديدة 4/ تحقيق النظرية العسكرية الانتشار السريع وذلك بهيمنة إسرائيل على المواقع العسكرية وهي تشمل كل الجزر الواقعة على الأرخبيل من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي وباب المندب ومضيق موزمبيق ومداخل الخليج العربي. 5/ وجود كم هائل من العمالة وهي قوات سرية توزعت في المرافق الحيوية في المطارات وفي الموانئ البحرية.. إلخ.. وهي تغطي عواصم وموانئ الخليج العربي وتعرف بالذراع الأمريكي. 6/ وفي إطار هذه الأهداف الكبرى للكيان الإسرائيلي وأهمها احتلال آبار النفط وفق السابقة الأمريكية «احتلال العراق» ولاسيما نفط الخليج العربي. { وفي مجال توسيع المدى الحيوي الإستراتيجي الإسرائيلي تطويق العرب وحصارهم والالتفاف حولهم وحرمانهم من أي نفوذ في القارة وبالتحديد مصر وذلك وفقاً لنظرية الأمن الإسرائيلي وأمن الخليج العربي ثم الضغط على العرب لإيجاد تنازلات في عملية السلام. {إسرائيل وجبال النوبة ونظرية شد الأطراف وبترها: ترى إسرائيل بل تفاجأ بالدعم للأهداف اليهودية في جنوب السودان وفي جبال النوبة.. وذلك حسب ما ورد في التقارير التي ضمنها تقرير الموساد «.. قليل من العلماء اهتموا بأسباب التحول المفاجئ في دعم المسيحيين للإهداف اليهودية والتي حملت البروتستانت على كتابة المؤلفات المطولة عند الرؤى التوراتية التي تعطي اليهود «والذين ينظر إليهم على أنهم أعداء تقليديون للكنيسة موقعاً متميزاً في الفكر المسيحي، فبعد الإصلاح أصبح المسيحيون الأوروبيون أكثر اهتماماً باليهود وغيروا اتجاههم نحوهم.. وعلى ضوء هذا التضامن ترى الصهيونية الأمريكية أن التنمية التي أطلت برأسها كالنبت الشيطاني تتضاءل أمامها أهداف وآمال وتطلعات الحركة الشعبية في الشمال.. فالتنمية منحت فرص الاستخدام لكل قطاعات أبناء جنوب كردفان ولم تعد الخدمة العسكرية في الحركة الشعبية ذات نفع أو مستقبل في ظل التنمية والتي تدر مالاً مقبولاً لكل العاملين بقطاعاتها المختلفة وتوجد استقرارًا للأسر تنتظم به المدارس والعلاج وسبل كسب العيش الشريف وهذا مدعاة لفض سامر معسكر الحركة الشعبية في معسكراتها في كل من الأبيض وكاوده وأجرون.. كما أن التغيير الثقافي الذي أحدثه السلام طور مفهوم السلم والتعايش السلمي ومعنى الإخوة ووسائل الإنتاج .. كل ذلك جعل إنسان الولاية وهذه الطفرة الانمائية أكثر أملاً وطموحاً في تغيير مستقبل أبنائه وبذلك يشق عصا الطاعة على الأهداف العنصرية واإثنية ودخول حرب لا يعرف أسبابها وأهدافها وبالتالي يبعد شبح استقلال أبناء الولاية وزجهم في حروب بالوكالة.. والتي تحدد منها معظم إنسان القارة وما عادت الشعارات القديمة البراقة بذات جاذبية أو قناعة «الاشتراكية والشيوعية والعلمانية» لأن إنسان القارة الذي يعاني من نقص في الغذاء والصحة والتعليم وانعدام التنمية والسلام والأمن.. لا يتوق لمعرفة المصطلحات التي يطول شرحها أو معانيها؟! { التنمية في جنوب كردفان؟! المساحة: الكلية : 155.000 كيلو متراً عدد السكان 2.508.268 نسمة في الكيلو متر المعدل السنوي 2.56 { تشكل التنمية نقطة تحول كبيرة في ولاية جنوب كردفان التي عانت من أوجاع الحرب وويلاتها عشرين سنة ذاقت فيها أمر سنوات الحرمان والتوجس من المجهول القادم.. تحطمت فيها آمال الأنفس وانكسرت القلوب من ثقل أوزار الحرب حتى صار إنسان الولاية يتشبث بكل ضوء أو بادرة أمل تحقق السلام والأمن والاستقرار حتى قيض الله له أحمد محمد هارون ليقود حكومة ولاية ناجحة وخلافة تلمست رغبات إنسان الولاية واحتياجاته الحقيقية.