«1» الإنصاف أيتها الوزيرة!! الأخ الكريم الأستاذ/ علي يس السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم والأمة جميعاً بخير وأمان أولاً وباختصار شديد كتبت إليك لأني أعلم أن أمرنا هذا لا يصل إلى مرماه إلا عن طريق عمودك الصغير في حجمه الكبير جداً في معانيه ومفرداته وألفاظه. وأنا أتكلم عن إخوتي: في المؤسسات الحكومية «خريجي الجامعات وحملة الماجستير والدكتوراة». والذين فرضت عليهم الظروف أن يتم توظيفهم بمؤهلات غير مؤهلاتهم الجامعية لظروف »المضطر يركب الصعب« «لا توجد وظائف غيرها»، وظللنا هكذا عشرات السنين مجمدي الأفكار لا يُستفاد من علمنا لأن وظائفنا تحتم علينا التفكير المحدود حتى تجمدت العقول وأصبحنا مثل الرجل الآلي. استبشرنا خيراً عندما فطن أخيراً ديوان الخدمة لهذا الأمر، والكم الهائل من الأفكار والعقول المجمدة في الثلاجات، فقام بمخاطبة هذه المؤسسات الحكومية بأن تحصر حملة الشهادات الجامعية الذين يشغلون درجات وظيفية أقل من مؤهلاتهم، وتم الحصر فعلاً وسلمت الكشوفات منذ شهر 3/2011م إلى ديوان الخدمة الذي أكمل جميله ورفع الكشوفات بعد معالجة الأمر بميزانيته الجديدة إلى السيد وزير المالية، وقام الأخ الكريم عادل محمد عثمان مدير عام الوزارة بدعم الأمر بمذكرة وافية من عنده، إلا أن الأمر منذ ذلك التاريخ ظل قابعاً في أدراج السيد والوزير حتى غادر الوزارة، بحجة أنه ليست هنالك ميزانية، وله فى ذلك الحق ونحن نعذره، لكن أن يظل الأمر حتى هذه اللحظة في الأدراج، خاصة بعد وظائف الجنوبيين التى شغرت بالانفصال، فما أظن يا أخى أن يكون هنالك عذر.. ومازلنا ننتظر السيدة الوزيرة الجديدة لتنصف هؤلاء الشباب ليكونوا إضافةً حقيقيةً لمشروع التنمية فى البلاد. وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين سر الختم محمود حسن- الأراضي «2» متى نفهم؟ ماذا أصابك يا سودان؟! سؤال يجب أن يطرح على المستوى الشخصي لكل فرد من بني السودان، لكل من أنشد .. نحن جند الله جند الوطن .... يا بني السودان هذا رمزكم... رمزنا واحد، علمنا واحد، ووطننا واحد في مجتمع واحد. وتبدل حالنا الآن .. كم رمز لدينا؟، كم علم وراية لدينا؟ فوقائع الحال وقرائن الأحوال تجيب علينا: كل حزب له رمز وعلم، ومجتمع خاص يمثل له وطناً، كل الجهد لأجله، كل الخطط لتطويره وكل التضحيات لتمكينه.. وضاع معها الوطن الأم.. وطن أصبح مجرد اسم وشعار، تصبه المكائد من بنيه ليل نهار، ولسان حالهم يقول حزبنا أولى لا نبالي لهذا الوطن إن انتهك أو انهار. كنا آمنين فيما مضى، لا يعرف الناس إلا الحب بينهم ، كنا وكنا، كنا جبالاً في الجبال، وربما صرنا مع موج البحار بحارا، حتى دخلت علينا لعنة السياسة ولله در القائل: لا تطلبن من السياسة رحمة هي حيث كل دم وحلّ دمار الكذب والتمويه خير صفاتها وشعارها ألا يدوم شعار الصيد غيرك إن سهرت وإن تنم فالصيد أنت ولحمك المختار سؤال يقود إلى سؤال.. وحال يغني عن السؤال، وكل حزب بما لديهم فرحون، ماذا تريدون؟! هذا هو السؤال وعشرات الإجابات والتبريرات تأتي كلها باسم السودان، وتكمن في اللعنة التي حلت بنا.. «السياسة»، ولكن الإجابة الفعلية الوحيدة داخل النفوس هي المصلحة الشخصية والمكاسب الحزبية، وهذا هو واقع الحال، أما أقصر الطرق للوصول إليها فهي معارضة النظام القائم ومناهضة الحزب الحاكم بأية وسيلة كانت، وما دروا أن السودان هو الضحية وشعبه هو الفريسة، يتلوى بين صائدين هما سهم الأنا، وقوس حب الذات، وذات الأحزاب التي انتهجت في حكمها سياسة الضياع الشامل والعدم الكامل، هي من هيأت الظروف لثورة الإنقاذ التي أرادها الجميع في حينها. ليت الأخضر المنصور قد بقي وما تبدل ليته انتظر ليريحنا من شرٍ أراه قد أقبل متى نعود لديننا ونعدل ومن غير الله أعدل متى يجتمع شمل هذه الأمة؟ متى نعلم أنه بتفرقنا نعين عدونا علينا؟ متى نعلم أن قوتنا في وحدتنا؟ متى نعلم أن اختلافنا يضعفنا؟ متى نعلم أن السودان وطن غالٍ؟ متى نخشى الله في عباده؟