زادت في الآونة الأخيرة عمليات الاحتيال التي تقوم بها العصابات الإفريقية بالسودان عبر الطرق المباشرة مع الشخص أو من خلال اعتراض طريقه والتهجم والتهديد وأخذ الممتلكات، كما وصلت طرق الاحتيال التي ينفذونها عبر الرسائل الإلكترونية التي ترسل لبعض ضحايا تلك العصابات كما أنها ترتِّب وتخطِّط لذلك بأن تختار الضحايا ولا يتم اختيارهم عشوائيًا وإنما بعد دراسة طويلة الأمر الذي قاد لتخوف البعض من المواطنين.. والخطير في الأمر أنه قد وردت معلومات أن هناك تسريبًا في معلومات عن عطاءات لشركات تتعامل مع هذه العصابات إلا أن السلطات المختصة قامت بالسيطرة لاحتواء جرائم هذه العصابات المتفلتة، وكان المجلس التشريعي لولاية الخرطوم قد أعلن عن تشكيله لآلية من إدارة الشرطة والجهات الأمنية لمحاربة تلك العصابات بولاية الخرطوم وقد باشرت عملها بصورة مستمرة ومكثفة مما جعل نشاط هذه العصابات يمضي في انحسار ملحوظ وجلب الأمن والاطمئنان للمواطنين خاصة في المحليات التي كانت منتشرة فيها بصورة كبيرة. احتيال مضاعفة الأموال كشفت مصادر شرطية ل «الإنتباهة» عن معلومات خطيرة عن انتشار عصابات إفريقية جديدة دخيلة متخصصة في الاحتيال على المواطنين تنتشر ببعض المناطق بالعاصمة وجوار جامعة إفريقيا والمناطق المجاورة لعفراء للتسوق وشارع المطار بادعائهم المقدرة على مضاعفة الأموال عن طريق التنزيل والاحتيال بالدولار الأسود.. وقالت المصادر إن الشرطة قد تلقّت أعداداً كبيرة من البلاغات عن هذه الشبكات وردت لأقسام بالخرطوم، و بلاغات لجهات أمنية أخرى عن عمليات احتيال تمت عليهم من أشخاص من جنسيات دول إفريقية مجاورة بنصب كمين لهم في بادئ الأمر حول مقدرتهم على مضاعفة الأموال والتي تتم بالفعل عندما تحوِّل للضحية مبلغاً مالياً بسيطاً ما بين « 300 500» جنيه ومن ثم تسلمه الشبكة الدولارات، وفي المرة الثانية يُطلب منه مبلغ كبير ومن ثم يختفون عن أعين الضحية، وأشارت المصادر أن الشرطة ألقت القبض على أعداد من أفراد هذه العصابة وقيّدت بلاغات في مواجهتهم، ولا يزال البحث جارياً عن بقية أفرادها، وأضافت المصادر أن المعلومات التي وردت تشير إلى تزايد عمليات الاحتيال على المواطنين، وقالت: اتضح خلال المعلومات أن أغلب المشتبهين من الأجانب الذين دخلوا البلاد بأسماء منظمات لأغراض أخرى وأن التحريات مستمرة وأكدت انخفاض نسبة البلاغات واختفاء أفراد العصابات الإفريقية التي روَّعت وزعزعت أمن المواطنين بالخرطوم في الفترة الماضية بعد إحكام الأجهزة الأمنية السيطرة على الأماكن التي يترددون إليها وبعض مناطق الخرطوم وشارع المطار وجوار جامعة إفريقيا بدعوى مقدرتهم على مضاعفة الأموال والاحتيال المبتكر بالدولار الأسود. القبض على شبكات إجرامية ومع تواتر هذه الأنباء اتخذت الأجهزة الأمنية حزمة من الترتيبات والإجراءات الأمنية للحد من انتشار هذه العصابات وأكد مصدر موثوق ل«الإنتباهة» أن السلطات قد تمكنت من القبض على المتهم الأول «الرئيس» من جنسية إفريقية وهو مستجلِب ومموِّل لمعظم الشبكات الإجرامية الإفريقية في السودان، والتي من بينها شبكات الدولار الأسود وتزوير اليورو والدولار بتقنية عالية.. يُذكر أنه وفقًا لمعلومات سابقة واردة عن هذه العصابات فإن الأجهزة قد استطاعت في وقت سابق القبض على «3» من تلك الشبكات اتضح فيما بعد أنها تتبع له، وأنه هو الذي يسافر إلى الدول الإفريقية ويُحضر المتهمين ويموِّلهم ويوفِّر لهم مكان الإقامة بالسودان كما يوفِّر أدوات التزوير بغرض تزييف العملات الأجنبية والاحتيال على السودانيين فيما يسمَّى بالدولار الأسود.. وضبط بحوزتها عملات بقيمة مليون دولار ومليون يورو مزيفة بتقنية عالية يصعب تمييزها من العملات الحقيقية.. وأثناء سير التحريات أطلق سراح اثنين منهم لعدم كفاية الأدلة، إلا أن شعبة الشقق التي كانت متيقظة قامت بحجز جوازي المتهمَين الاثنين اللذين أُطلق سراحهما، وقد حضر المتهم الأول إلى مباني الجهات الأمنية يريد أخذ جوازي رفيقيه وأخرج بطاقة عسكرية تفيد بأنه ملازم أول يتبع لقوات السلام التابعة للقوات المسلحة، مدعياً أنه زميل مما يتوجب على أفراد جهاز الأمن مساعدته وتسليمه جوازي المتهمَين الاثنين، فيما كانت الشعبة تملك معلومات مسبقة حول المتهم وعلاقته بأفراد الشبكات الأخرى على الرغم من عدم ورود اسمه في التحريات، وفى تلك الأثناء تم التحري حول بطاقته ليتضح أنها مزوَّرة وبتفتيشه عُثر على مسدس كبير ماركة «إستار» بجانب رخصة قيادة سودانية، وبطاقة شخصية سودانية، وجواز وجنسية سودانية، على الرغم من أنه من دولة إفريقية أخرى كما تم العثور على شهادة إعفاء من الخدمة الإلزامية «مزوَّرة»، وبعد التحري معه أرشد على المتهم الذي أخرج له البطاقة المزوَّرة بأحد الأسواق في الخرطوم وتم نصب كمين للمتهم وبالتحرك إلى منزله وتفتيشه بعد إصدار أمر تفتيش عُثر على بطاقة عسكرية برتبة ملازم أول يتبع إلى جهة أمنية، اتضح أنها مزوَّرة ومسدس وكميات من الشارات والمهمات العسكرية وسلاح وبطاقات عسكرية وزي عسكري، بجانب العثور على بطاقة مزوَّرة ومستندات عبارة عن كمية من البطاقات العسكرية المزوَّرة وشهادات وعلامات عسكرية برتب مختلفة، وأوامر تحرك كانت بداخل منزله، وبالتحري معه اتضح أنه كان يتبع لإحدى القوات وتمت إحالته للمعاش، وأنه أصبح يحتال ويقوم بتزوير البطاقات الرسمية المهمة.. وبعد التحري مع المتهم الأول أقر بأنه أدخل إلى السودان ثلاث شبكات احتالت على المواطنين بالدولار الأسود والتزييف تم ضبطها بالخرطوم مؤخراً مكوَّنة من متهمين أفارقة من مختلف الدول وتم ضبط عربة برادو بحوزة عدد من المتهمين في العمليات السابقة تخصه.. ومن جانبها فتحت الشعبة بلاغًا في مواجهة المتهمين الثلاثة المتهم الأول والثاني وهو مستخرج البطاقات المزوَّرة وفتح بلاغ تحت المواد«119/24/21» في مواجهة المتهم الثالث الذي كان المتهم الأول ينوي استلام جواز سفره من السلطات الأمنية وعرض المتهمين أمام النيابة التي قامت بالتحري مع المتهمين. ومازالت الإجراءات جارية والخطط الأمنية تنفَّذ للحد من كل أنواع الجرائم بما فيها السيطرة على هذه العصابات وبالفعل بدأت معدلاتها في انخفاض بفعل الترتيبات الأمنية المتَّخذة من السلطات بالدولة.
