اجتمع ولاة جنوب وغرب ووسط دارفور وبمبادرة منهم مع مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع أمس الأول وجاء بغرض بحث الظروف التي تمر بها الولايات إلى جانب الاهتمام بالأولويات المتمثلة في إنفاذ اتفاق الدوحة، بالمقابل غاب والي شرق دارفور عبد الحميد كاشا كبور الذي ما يزال يمارس سياسة قد تمر بالمناورة أو المراوغة أو التلكؤ وما إلى ذلك، وذلك بتوقُّف قطاره في محطة «التعنُّت» إذ لم يؤدِّ القسم حتى الآن رغم مرور نحو أسبوع من تعيينه، ولا يزال مواطنو الولاية في انتظار ما ستسفر عنه الصورة الضبابية التي رسمها كبور، إذ بحسب مصادر مقربة منه أنه وقف كثيراً حيال عدم مشاورته في إعفائه من جنوب دارفور بينما تؤكد مصادر «الإنتباهة» إبلاغه في وقت سابق بواسطة قيادات نافذة بالمركز، بينما تقديرات الرجل استبعدت انتقاله رغم المطبّات الكثيرة التي اعترضت طائرته أثناء ولايته بجنوب دارفور منها السلسلة الطويلة من حوادث الاختطاف والتي تعد الأوسع ومنها اختطاف سيارات المدير التنفيذي لبلدية نيالا، الشرطة الشعبية، مدير عام وزارة الزراعة، محلية رهيد البردي وبها سبعة أشخاص، أبو عجورة وبها مواطنون، إسعاف محلية قريضة، إسعاف كاس، واختطاف رجل الأعمال جمعة بخت من منزله بحي النهضة والسطو على بنك التضامن الإسلامي بسوق نيالا في وضح النهار ونهب رجل الأعمال عبد الوارث محمد بداخل سوق نيالا وجملة من حوادث القتل منها مقتل تاجرين وجُرح آخرين بمنزل بحي الجمهورية وسط نيالا، وأبناء أستاذ بالثانوي في مدرسة نيالا الثانوية ومدير مستشفى نيالا الأسبق محمد صالح كرسي بمزرعته، وامتد الأمر إلى اختطاف أمريكي وسودانيين يعملون في منظمة أجنبية، واختطاف طيارين روس وأمريكي وسيدة أمريكية كل على حدة أمضت في الأسْر نحو مائة يوم وكل هذه الوقائع مثبتة وهي بمثابة تحدٍ حقيقي للوالي الجديد حماد إسماعيل. وضع كاشا حتى لحظة إعداد هذا التقرير مساء أمس هيبة المركز في المحك وبحسب مصادر الصحيفة فإن حجج كبور التي قدَّمها لمساعد الرئيس د. نافع لدى لقائه به الأسبوع الماضي لم تكن مقنعة بدليل بقاء الحكومة على رأيها بألّا رجعة في قرار الإقالة من جنوب دارفور والتعيين في شرقها، وبالتالي أمام الرجل خياران إما القبول بالمنصب الجديد أو رفضه صراحة عبر بيان مكتوب أو عقد مؤتمر صحفي والفكرة هذه تبدو خارج حساباته، إذا ماقارنا موقفه مع الوزير الأسبق حاج ماجد سوار ومستشار الرئيس رجاء حسن خليفة ومحمد عبد الله شيخ إدريس الذين اعتذروا من قبل وفي أوقات مختلفة لوالي الخرطوم عن عدم المشاركة في حكومته، وكذلك فعل المستشار بالخارجية إدريس محمد علي مع والي القضارف كرم الله عباس وآخرين.. وبالتالي تشير قرائن الأحوال إلى قبول كاشا التكليف بيد أن المعلومات التي رشحت وعقب وصول أكثر من «25» رجلاً من مدينة الضعين للخرطوم بطائرة خاصة مساء الجمعة الفائتة تجمعهم به القبيلة لمناصرته أو معرفة موقفه أُشيع بعدها حديث حول تبعية الولاية مالياً لرئاسة الجمهورية، ومعلوم أنه ليس في القصر الذي به القرار والسلطة، كما أنه إجراء لم يسبق أن تم إعماله لمناطق ذات خصوصية مثل أبيي، وشرق دارفور ليست كذلك، أيضًا أن الوفد القادم من الضعين أرسل رسالة سالبة لبقية مواطني الولاية إذ صوَّر وكأنما الولاية خاصة بقبيلة الرجل ذات المكانة الكبيرة والتاريخ الناصع.. على كلٍّ الوطني مطالب بحسم الأمر وهناك سابقة سحب مرشحه لمنصب الوالي بشمال كردفان فيصل وتسمية معتصم زاكي الدين قبل ساعات من إغلاق باب الترشيح اضطر لتأجير طائرة من الخرطوم للأبيض.