عند سؤال والي الوحدة تعبان دينق عن مصير أبناء النوبة بالجيش الشعبي كان رده واضحًا أنهم استعانوا بهم لمهمة وهذه المهمة قد انتهت وأن أبناء النوبة الذين قاتلوا معنا في النفير والنفير الآن انتهى وأن الناس عندما يشاركون فيه لا يأخذون شيئاً.. بهذه الكلمات كافأت الحركة أبناء النوبة الذين يرى خبراء ومحللون عسكريون أنهم يشكلون أكثر من 80 % من الجيش الشعبي مما يخلف أثرًا خطيرًا على مستقبل الجيش الشعبي ولكن الآن فقد أدرك أبناء النوبة أن مستقبل وجودهم أصبح في أيدي الحركة التي اعتبرها عديد من أبناء النوبة مهمشين حين علموا أنهم أصبحوا موضع مقايضة بين الحركة والحكومة الأمر الذى جعلهم يطالبون جون قرنق بعدم التفاوض عنهم برغم أن قرنق في وقت سابق قد أكد لهم أنه لن يتخلى عنهم.. الآن الفريق دانيال كودي أبرز المؤسسين للحركة بمنطقة الجبال أطلق صرخة مدوية بضرورة أن يعي النوبة ما أحيك ضدهم، وبذلك قلب الطاولة على الجيش الشعبي باطلاقه مبادرة لوقف الحرب. الخبير العسكري اللواء عبد الرحمن أرباب يرى أن الأثر الذي سيخلفه أبناء النوبة ينعكس سلبًا على الجيش الشعبي خاصة وأنهم يشكلون نسبة كبيرة قد تؤثر مستقبلاً وذلك واضح من هذا الكم من الجنود الذين فروا من معسكرات الجيش الشعبي لأسباب مختلفة أهمها التهميش الذي طالهم سواء ضباط أو عساكر وعدم صرف مستحقاتهم وغيرها من الأسباب التي أدت إلى انسلاخ أعداد كبيرة منهم، وفي اتصال هاتفي ل«الإنتباهة» أكد القيادي بوطني الخرطوم د. نزار محجوب أن الهدف الرئيس من استغلال أبناء النوبة في جنوب كردفان هو تحقيق مصالح وطموحات شخصية، ويرى أن الأمور الآن أصبحت واضحة جدًا أن هذا الطريق الذي تسلكه لن يؤدي إلى نتيجة أو تحقيق أهدافهم فإن أي تحرك عسكري من جنوب كردفان يعتبر تعديًا وخرقًا واضحًا، لذلك لا مجال للحلو إلا أن يتصالح مع حكومة الشمال وأن أي طموح يظن أنه سيحققه فهو سيكون مستحيلاً إن لم يكن شبه مستحيل. ويرى مراقبون أن على الحكومة أن تضم أبناء النوبة وتحفزهم بعد أن أُصيبوا بخيبة أمل من الجيش الشعبي فبالرغم من تنكر الحركة لتضحيات ونضال أبناء النوبة إلا أن هناك من يرى أنها لن تستطيع ذلك بل إنهم في أشد الحاجة لأبناء النوبة الموجودين بالجيش الشعبي وذلك لما لهم من قدرة عسكرية ومراكز إستراتيجية مهمة قد تشكل خطرًا على جيش الحركة، والدليل اعتقال أحد قادتها وهو اللواء تلفون كوكو الذي مازال معتقلاً الأمر الذي يؤكد أن قوة أبناء النوبة ونفوذهم قد أرهبت الجيش الشعبي وجعلت منهم مهددًا قد يشكل خطرًًا عليهم.. بينما يرى محافظ أبيي السابق الفريق عبد الرحمن حسن أن اتفاقية نيفاشا لم تضع وضعية الشماليين في الجنوب بمن فيهم أبناء النوبة في الجيش الشعبي لذلك نجد أن أبناء النوبة قد «انخدعوا خدعة كبيرة جدًا من الحركة الشعبية» ولم يخرجوا من النفير الذي سمته الحركة بالهروب من معسكرات الجيش الشعبي واللجوء إلى الشمال مما يشكِّل خطرًا على الجيش وخلق فجوة كبيرة خاصة وأنهم يمثلون الجزء الأكبر والأهم. بينما تذهب بعض الآراء أن مكافأة الجيش الشعبي لأبناء النوبة لم تكن بالمستوى الذي يستحقونه وقد يشكل خطرًا وتهديدًا على الدولة الحديثة التي ستواجه تحديات يصعب على دولة جديدة الوقوف أمامها وأمام تهديدات قادة النوبة بالجيش الشعبي بنقل الحرب داخل الجنوب إذا لم تعطيهم الحركة الشعبية كافة حقوقهم مقابل نضالهم الطويل مع الحركة يتضح جليًا أن الجيش الشعبي يواجه تحديًا كبيرًا يصعب تجاوزه وقد يظهر ذلك في الأيام القيلة القادمة.