طيلة الأسابيع الماضية انشغل الرأي العام بزواج الرئيس التشادي إدريس دبي من كريمة الشيخ موسى هلال أحد أبرز زعماء قبيلة الرزيقات في الفخذ الرئيس من أفخاذها الثلاثة المحاميد، والرزيقات ينحدرون من ثلاث شكلوا البطون الرئيسة لهم: «محمود، ماهر، ونايب» والشيخ موسى هلال هو زعيم المحاميد وهي أكبر بطون الرزيقات، ثم الماهرية الذين ينتمي إليهم آل مادبو وزعامة القبيلة في جنوب دارفور وعبد الحميد كاشا والصادق محمد علي وزير الدولة بالاستثمار والنوايبة الذين ينحدر منهم المهندس عبد الله علي مسار وزير الإعلام.. مصاهرة الرئيس التشادي للرزيقات ممثلة في أسرة الشيخ موسى هلال، هي امتداد لتاريخ قديم بين قبائل غرب السودان وتشاد أو في كل السودان والممالك والسلطنات القديمة وهو أسلوب متبع حتى بين الدول والحكومات في كل مكان، وتوجد مصاهرات من هذا النوع في دارفور بين النظار والسلاطين وزعماء القبائل، وهذا ما يؤدي لتمتين العلاقات وتقويتها، وبالرغم من أن الزواج صلة اجتماعية وترابط أرحام إلا أن زواج دبي من كريمة موسى هلال لا يخلو من المغزى السياسي العميق، وأوله أن تشاد هي امتداد طبيعي للسودان مثلما السودان لتشاد، والقبائل المشتركة بينهما هي دعامة قوة وتفاعل إيجابي، ولم تفلح الحدود الاستعمارية في قطع الصلة والأواصر وظلت الدماء والأرحام متصلة، وربما ينعكس هذه الزواج على العلاقات السياسية نفسها، والكل يبحث عن السلام والأمن والاستقرار. مراسم العقد لزواج الرئيس إدريس دبي من كريمة موسى هلال تمت أمس، بفندق السلام روتانا، وكان وكيل العروس السيد رئيس الجمهورية بينما أوفد الرئيس دبي أحد أخواله على رأس وفد كبير وكان الخال وكيلاً عنه، كبار قيادات الدولة والوزراء ورموز المجتمع السوداني وزعماء القبائل وعدد من الدبلوماسيين الأجانب والسفراء توافدوا لحضور عقد القران، وأقيم مساء نفس اليوم حفل غنائي كبير احتفالاً بهذه المناسبة السعيدة. وأجرى مراسم العقد حفيد الشيخ أحمد التيجاني مؤسس الطريقة التيجانية من منطقة أبو ماضي بالجزائر، وقد دعي خصيصاً لهذه المناسبة، علماً بأن الشيخ موسى هلال من أتباع الطريقة التيجانية.