الحركة الشعبية حزب تحت التأسيس من النواحي الإجرائية كي يمارس نشاطه السياسي تحت الشمس، ولذلك فهو في انتظار شهادة ممارسة العمل السياسي من مسجل تنظيمات الأحزاب. والحركة الشعبية التي أعنيها هنا هي ليست الحركة الشعبية لتحرير السودان التي طعن فيها منبر السلام والدكتور تابيتا بطرس، على اعتبار أنها حزب له جذور في دولة أخرى، إنما هى التنظيم السياسي الذي يقوده القائد دانيال كودي والقائد محجوب عبد الرحمن وتابيتا بطرس ويحيى حماد وآخرون. كل هؤلاء قادة وقيادات خلفهم آلاف بل ملايين من أهل جنوب كردفان بمختلف قبائلهم وقبيلة النوبة على وجه التحديد، رفضوا توجهات عبد العزيز الحلو، رفضوا الحرب وخراب ودمار المنطقة مرة أخرى وأرادوا السودان، أرادوا أن يؤسسوا مع أهلهم في السودان المستقبل لوطن جذوره واحدة هناك في أقاصي الشمال في دنقلا وحلفا امتداداً إلى أعماقه وأقاصي جنوبه في جبال النوبة. هذا أيها السادة حزب جاهز له أرضية جماهيرية عريضة، لهذا نقول إن المطلوب من التيار الرافض لنهج عبد العزيز الحلو ومن تمرد معه من أبناء الجنوب أن يسارعوا لتنظيم صفوفهم عبر طرح برنامج لشراكة سياسية عريضة مع المؤتمر الوطني للاتفاق على برنامج وطني موحد لخدمة قضايا جنوب كردفان، خاصة أن تمرد عبد العزيز الحلو الأخير ترك في النفوس ما ترك. إذن على السيد القائد دانيال كودي الذي يوجد هذه الأيام بالخرطوم، وأن يطرق كل أبواب الحوار السياسي مع المؤتمر الوطني والقوى الأخرى المنضوية تحت لواء حكومة القاعدة العريضة من أجل التوافق على رؤية تدفع بنشاطهم لآفاق أرحب تخرج ولاية جنوب كردفان وأنصار برنامجهم في ولايات السودان الأخرى إلى سطح العمل السياسي والمشاركة السياسية بقوة وثقة يتجاوزون بها محطة الخراب الذي خلفته أزمة تمرد الحلو، والثقة من جانب دانيال كودي ومجموعته لا بد أن تقابل بثقة أكبر من المؤتمر الوطني. واعتقد أن الدكتور نافع أكثر من يتحمس لهذه المجموعة، ويوفر لهم الدعم السياسي الذي يجعلهم ينخرطون بسهولة ويستوعبهم المجتمع السياسي مرة أخرى. وما تعيين الدكتورة تابيتا وزيرة للدولة بالكهرباء والأستاذ محجوب عبد الرحيم وزير دولة بالشباب والرياضة، إلا رسالة واضحة من المؤتمر الوطني لأبناء النوبة العائدين من الحركة، بأن كل الأبواب مفتوحة لهم وفي انتظارهم تحدٍ كبير لاستقرار المنطقة. والمحك الحقيقي هو أن يسارع القائد دانيال بدعم سياسي مركزي إلى القيام بدور كبير يؤثر به في أبناء جنوب كردفان الذين خرجوا مع عبد العزيز الحلو، ليعودوا للداخل ويضعوا السلاح وينخرطوا في العمل جنباً إلى جنب مع حكومة الولاية لإزالة آثار الحرب واقناع الناس بفك الارتباط بالجنوب، لكونه أصبح دولة أخرى لا تربطهم بها إلا صلة الجوار. والرصيد السياسي والجماهيري لمجموعة دانيال كودي كبير في جنوب كردفان، ومحل هذه المجموعة مازال شاغراً، والناس هناك في انتظارهم هم الحزب الوحيد صاحب الوجود الحقيقي.. وهذا ما تفسره نتائج الانتخابات الأخيرة، وإذا كان السيد الوالي مولانا أحمد هارون يفكر في أية مجموعة سياسية لها وجود حقيقي لتعينه في الهم السياسي بالولاية، فعليه بمجموعة دانيال كودي، لأن نتائج الانتخابات الأخيرة أوضحت أن الأحزاب السياسية الأخرى كلها لو اجتمعت لن تستطيع أن تأتي بدائرة انتخابية، فمن باب أولى أن يحرص مولانا هارون على تمثيل مجموعة دانيال كودي بنصيب كبير في أجهزة الحكم بالولاية.. نصيب يسكت صوت الرصاص ويقطع الطريق على الذين يعملون لصالح دول أخرى تعمل على أخذ السودان من أطرافه. ونحن هنا نوجه الرسالة للدكتور نافع علي نافع، لأننا نعرف كم هو مجتهد في التعاون مع الأحزاب الفاعلة في خدمة القضايا الوطنية.