قوبل التعديل الوزاري الذي أجراه والي جنوب كردفان مولانا أحمد هارون الأسبوع الماضي بارتياح كبير في مدن الولاية وأريافها الختلفة إذ لأول مرة بعد خروج عبد العزيز الحلو قائد الحركة الشعبية قطاع جبال النوبة والحرب التي شهدتها المنطقة بعد خروجه تأتي حكومة تلبي طموحات الناس في جنوب كردفان لحد كبير وأبلغ دليل على ذلك ذهاب وفد اتحادي من أبناء جنوب كردفان المقيمين بالخرطوم من سياسيين وتنفيذيين للولاية لمشاركة المواطن هناك والحكومة أفراحها بالأعضاء الجدد في الجهاز التنفيذي وقد حدثني عدد من أهالي جنوب كردفان أن اختيارات مولانا هارون لحكومته الجديدة وفق فيها لدرجة عالية وروعي فيها التوازن القبلي والسياسي والمناطقية في جنوب كردفان. غير أن المتغير الأساسي في حكومة مولانا هارون أنه اشرك وبقوة عناصر من القيادات الفاعلة جداً في الحركة الشعبية تيار السلام الذي يقوده القائد دانيال كودي، ومن أبرز هذه المجموعة الدكتورة تابيتا بطرس وزير الدولة بالكهرباء والأستاذ محجوب وزير الدولة بوزارة الشباب والرياضة فقد دخل من مجموعة دانيال كودي المستشار السابق لحكومة الجنوب ونائب الوالي في حكومة جنوب كردفان السابق سبعة من أبرز القيادات الأساسية في تنظيم عبد العزيز الحلو ومن بين هؤلاء القادة يحيى حماد الذي عين مستشاراً في الحكومة وحماد يعتبر أمين سر الحركة الشعبية وتنظيم كومولوا ويتمتع بنفوذ قوي وسط مجموعات النوبة وله علاقات أيضاً مع مجموعات نافذة في الأحزاب الأخرى بالولاية ويعول على يحيى حماد ليكون الذراع الفاعل في الحكومة من أجل استرجاع ابناء وقيادات النوبة الذين ذهبوا مع الحلو الى تيار السلام لكون حماد ومن معه أمثال رجب الباشا الذي عين وزيراً للاعلام والثقافة والأمير المهندس احمد كوكو وزير الزراعة ومعتمد أم دورين فيليب عبد المسيح والفريق آدم النيل معتمد هيبان ورحمة مهنا دوي المعتمد برئاسة الولاية كون جميع هؤلاء من القيادات الفاعلة في الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو وقد اختار هؤلاء السلام ورفضوا العودة مجدداً للحرب بقناعة أن قضايا جبال النوبة وجنوب كردفان لا صلة لها بقضايا الجنوب وأن الجنوب أصبح وطناً لشعب آخر لا تربطه صلة بجنوب كردفان ومكوناتها الاثنية والقبلية. ولذلك رأى هؤلاء أن السلام فيه خير للمنطقة وأن حصاد الحرب هو مزيد من الدمار والخراب والموت لإنسان جنوب كردفان وتكللت مساعي هؤلاء بعودة القائد دانيال كودي أولاً من مدينة جوبا ثم بلورة الرؤى من أجل الانطلاق مجدداً في تنمية واستقرار المنطقة. وقد كان لقرار هارون بإشراكه عناصر الحركة الشعبية في الحكومة صدى طيب في نفوس عناصر الحركة وقاعدتها العريضة التي رفضت الحرب فقد شاهدت المئات يتدفقون على مكتب وزير الدولة بالشباب الأستاذ محجوب وهم يتبادلون التهاني لكون جنوب كردفان بهذه الحكومة قد بدأت تتعافى وتتجاوز حقبة من الحرب اللا مسؤولة والتوتر من جانب جماعة الحلو، والملاحظة الثانية في حكومة مولانا هارون اتساع قاعدة المشاركة بدخول ممثلين لحزب العدالة الأصل الذي يقوده الأستاذ مكي علي بلايل مما يعني أن الوالي يسعى للانفتاح على كل القوى السياسية التي لها تأثير في جنوب كردفان كما شارك في الحكومة الحزب القومي السوداني الديمقراطي برئاسة منير شيخ الدين والقومي السوداني المتحد بتمثيل عبد الله الإمام كما تمثل محليات وليدة مثل محلية الدبب في المنطقة الغربية ومحلية قدير التي عين لها الأستاذ آدم الفكي في المنطقة الشرقية من ضمن المحليات الوليدة إضافة حقيقية لتفعيل السلطة القاعدية وتوفير فرص لإشراك الجميع. المهم أن الشراكة السياسية في جنوب كردفان بين المؤتمر الوطني وأحزاب أخرى فاعلة كالحركة الشعبية تيار السلام بقيادة دانيال كودي وحزب العدالة الذي يقوده مكي علي بلايل ومع مراعاة التمثيل المتوازن للمنطقة الغربيةوالشرقية وللقبائل والأفخاذ في جنوب كردفان المهم هذه خطوة أولى وخطوة كبيرة في طريق الإصلاح، فالمطلوب من هذه الحكومة برنامج متكامل للسلام وايجاد الحلول للقضايا والهموم الأخرى الداخلية كهدف يسبق القضايا والهموم الأخرى والسعي والاجتهاد مع الوالي في تنشيط المشروعات التنموية التي توقفت بسبب الحرب. هذا كله يجب أن لا ينسي الحكومة في كادوقلي وينسينا أن هناك قضية تحتاج لحل وأن هناك جماعة من أبناء هذا الوطن لا بد أن يعودوا الى حضنه ويتركوا الحرب بالوكالة. اذن حان وقت التفكير الجاد في تفعيل آليات تحريك عملية السلام والسلام الداخلي أولاً وأعتقد هنا أن المسؤولية في هذا تعود أولاً للقائد دانيال كودي ورفاقه فماذا هم فاعلون.؟