لكل شخص رائحة مختلفة عن الآخر، فالرائحة كالبصمة، وشم الروائح المختلفة عملية معقدة لم يكتشف العلم إلى الآن كل أسرارها، فبينما يعتبر الأوربي أن الأسود له رائحة لاذعة، يعتبر الأسود أن الأوربي له رائحة الجيف. وتنتج الرائحة البشرية من نوعين، من الغدد التي تنتشر على سطح الجلد وتسمى بالغدد العرقية وتقوم بمهمة تنظيم درجة حرارة الجسم، ويقول علماء النفس إن الغاية الأساسية من استخدام العطور هي محاولة الإنسان اللاواعية إخفاء رائحة جسده. كل شيء من حولنا له رائحة مميزة، الأثاث، الأشجار، التراب، المطر... إلخ، ولكل بيت رائحة خاصة يميزها القادم ولا يميزها المقيم، ويختلف الشعور الذي تستثيره الرائحة، فرائحة المستشفيات ينفر منها الكثيرون ويصومون عن الطعام وهم فيها، ورائحة الطائرات تثير البعض كالمستشفى خاصة إذا تأخرت الرحلة ودخل الركاب قبل نظافة بقايا الركاب السابقين. كما اكتشف العلماء تأثير العطور على العقل الباطن فقالوا إن العطر كالمسك والعنبر والصندل عطور روحانية تساعد على الخروج من حالة التشاؤم والاكتئاب إلى الهدوء. ذكرياتنا المخزنة في أعماقنا مرتبطة بالروائح التي «نشمها» في مواقف الحياة المختلفة، فالرائحة دعامة للذاكرة كرائحة شخص تكون له عاطفة، رائحة الكعك مرتبطة بالعيد، ورائحة «الآبري» مرتبطة برمضان، المحلب وبخور الصندل مرتبطان بمناسبات الأفراح، وقيل في ارتباط الرائحة بالذكرى (إن الروائح ليست مجرد ذرات تتطاير في الهواء، إنها شذى تلتقطه الحواس فينتقل إلى مراكز الحس والتذكر). سيدنا يعقوب عليه السلام استطاع تذكر رائحة ابنه يوسف عليه السلام بعد مضي عشرات السنين لغيابه، وقد أكد العلماء قدرة الإنسان على تذكر الروائح لفترات طويلة من الزمان، فرائحة قميص سيدنا يوسف اثرت ونشطت منطقة الرؤيا في الدماغ مما أدى لتصحيح الرؤيا، مما يؤكد وجود علاقة بين حاسة الشم والمزاج والذاكرة والعواطف وجهاز المناعة.. بقي أن نعرف أن حاسة الشم لدى المرأة أكثر حدة من الرجل.