بعد تجاهل تسجيلها عبر الملكية الفكرية الخرطوم: ولاء جعفر : لكل عطر جماله ورائحته الطيبة وأثره العميق الذى يكسب النفس الانشراح حين يضوع في فضاءات الامكنة.. فارتبطت العطور بالزهور وبعض النباتات التى ارتبطت بمكونات العطور النسائية التى تختلف من بلد لآخر. وتميزت المرأة السودانية بعطورها الخاصة التى تجمع ما بين الاصالة ومواكبة الحداثة في مجال صناعة العطور، مثل الخمرة ومستحضرات اخرى لها نفس الرائحة العطرة، منها الدلكة والضريرة والبخور. وتحافظ النساء السودانيات على الرائحة المميزة والطابع الخاص للمرأة السودانية التي ابتكرته وتناقته جيلاً إثر جيل بوصفه نوعاً من أدوات زينة المرأة، حتى فاح عبيره خارج حدود القطر لتنافس البلدان التي اشتهرت بصناعة العطور الباريسية والخليجية الشهيرة، بعد ان أدخلت عليه لمسة حداثة لتتناسب مع الثقافة الخارجية. « العطور السودانية الآن انتشرت في كل بقاع العالم» هكذا ابتدأت نسرين التيجانى الخبيرة في اعداد العطور السودانية حديثها ل «الصحافة» ماضية الى ان العطور السودانية في الماضي تصنع بأيد نساء متقدمات في السن، ومع التقدم والتطور وترويج النساء المغتربات لهذه العطور خرجت الصناعة من المحلية الى الاحتراف، وشاركت بها في مهرجانات عالمية ومحلية، لتتحدى جودة عطور كل من باريس ولندن ونيويورك. وصمتت برهة لتقول إن اغلب العطور مستخلصة من التركيبة السودانية مع بعض الاضافات تنسب الى الدول التى تم فيها التصنيع، لتضيع حقوق الاجداد وتنسب الى بلاد اخرى. «لا يخلو أي بيت داخل او خارج الوطن من الخمرة والدلكة والبخور، فهي جزء لا يتجزأ من ثقافة وأنوثة المرأة» هكذا ابتدرت متخصصة صناعة الروائح المحلية عائشة المهيري حديثها، وأضافت قائلة إنه لا تخلو طائرة من حقيبة يرقد بداخلها عطر سوداني أخاذ، مما ساعد على انتشار العطور السودانية المختلفة والمتنوعة خارج البلاد، لتصطف جنباً الى جنب داخل محلات العطور العالمية، وذلك بعد إضافة بعض المواد للعطر إلى أن يتم وضعه في قوارير من الزجاج مزينة بطريقة جميلة وتنسب الى دول اخرى واصلها سودانى بحت، وغالباً ما تكون روائح تلك الخلطات فرنسية، لكن مكوناتها هي المسك والصندل والمحلب والضفرة، وهذه هي المواد الأساسية لأي عطر محلي. وذكرت عائشة أنها مازالت تنهل بعض المعلومات عن الخمرة والروائح السودانية من النساء القدامى اللواتي لهن باع طويل وصيت في العطور، وتقول: «كثيراً ما أجتمع بهن وأستفسر منهن عن الطريقة القديمة في إنتاج العطور، وما هي الخلطات والمواد التي تضاف إلى تلك العطور، لتكون الرائحة جذابة وقوية». وامام احد محلات العطور المحلية بسوق امدرمان التقت «الصحافة» كيفن هينو «مقيم كندي» الذي ابدى اهتمامه الشديد بالعطور السودانية، قائلا: «إن العطور السودانية آسرة، وهي ليست مجرد روائح جميلة بل أن عبقها يعكس حضارة ضاربة في أعماق التاريخ». ويحكي عن السحر الغامض الذي يغري بالمغامرة والاكتشاف، وقال إنه يحرص باستمرار على اقتناء هذه العطور لزوجته خصوصا عند سفره، ليقدمها هدايا قيمة لأسرته .