لأنه أنكر شيوعيته فإني أكفُّ هذه المرة عن وصفه بها... والحديث عن الأستاذ حيدر المكاشفي الذي خصّص مقالاً كاملاً في «الصحافة» للحديث عني وبعنوان صارخ يقول (تدليس الطيب مصطفى) والسبب هو أنني أوردتُ جزءاً من مقال لأحد القراء كان قد نشره في عمود المكاشفي كتبتُه باسم ذلك القارئ بدون أن أُشير إلى أنه منقول من عمود المكاشفي. أقول يا حيدر يا مكاشفي إن ذلك فات عليَّ ولم أهتم أو أُفكر فيه كثيراً لأني ما كنتُ معنياً بما قاله ذلك الكاتب الفصيح عنك وهو يوجِّه إليك نقده اللاذع بقدر ما كنتُ معنياً بمنطِقه المُبين وهو يفضح دعاوى المتمرِّد خليل إبراهيم الذي تصدَّيت في مقالك للدفاع عنه وذلك ما جعلني أختار ذلك المقال وأُعيد نشره وعلى كل حال أقول.. معك حق فقد كان الأولى أن أشير إلى أن ذلك المقال مقتطَف من مقالك وأعتذر عن الأذى (الجسيم) الذي سبَّبه لك ذلك التصرُّف. وبالرغم من ذلك فإني أوكد أني لو كنت مكان المكاشفي لما ثُرتُ تلك الثورة «المضرية» وأضعتُ على القراء مساحة عمود كامل ولتفهمتُ الأسباب التي ساقت الكاتب (المدلِّس) لارتكاب ذلك التدليس!! كل ما ذكرتُه يا حيدر «كوم» وما سأذكرُه «كوم» آخر أهم بكثير فبالرغم من أنك لستَ شيوعياً كما ظللتَ تؤكد فقد كتبتَ متحسِّراً يا مكاشفي ولطمتَ الخدود وشققتَ الجيوب حزناً على الدجال محمود محمد طه الذي تمر هذه الأيام ذكرى مقتله جرّاء حكم الردة الصادر بحقه وسمّيتَ موقفَه دفاعاً عن الحرية وقلتَ حرفياً (وبقيت ذكرى الشهيد ومواقفه الشجاعة في مواجهة الحيف والزيف والهوس)!! بربِّك يا مكاشفي من هو الدجال المهووس؟! أليس هو ذلك المرتدّ الذي لم يكتفِ بالتوقُّف عن أداء الصلاة وإنما قرَّر أن وحياً نزل عليه وأبلغه أنها رُفعت عنه بالرغم من أنها لم تُرفع عن الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم حتى وفاته وماذا عن ادّعائه أنه رسول «الرسالة الثانية» التي ألّف لها كتاباً نقض فيه كل أركان الإسلام وعُراه ولماذا تحرصون على التغني (بأمجاد) مُتوهَّمة لهذا الدجّال الغريب الأطوار وهو يخرج على الإسلام؟! ولماذا لم تحتفوا بمسيلمة الكذاب كما احتفيتم بهذا الضلالي؟ ألأنه غير سوداني؟! عجبتُ يا مكاشفي أنك قلتَ عن المهووس محمود محمد طه إنه (أول سوداني يدخل السجن بسبب نضالاته منذ أيام الاستعمار) ولكن هل تعلم أن محموداً هذا اُعتُقل بواسطة الاستعمار لأنه خرج في تظاهرة تحتجّ على حظر الختان الفرعوني؟! هل هذا نضال لإخراج الإنجليز ثم هل تعلم رأي هذا المرتدّ المساند لإسرائيل والمطالِب بالتطبيع معها؟! سؤال أخير.. هل تعلم أن المرتد محمود الذي قلت إنه مضى إلى المقصلة بثبات (اتجرّس عديل كده) وأنه سقط عكس القبلة؟! على كل حال والله إني لأعجب من جرأة من يدافعون عن هذا المرتد الدجال المعادي للإسلام.. أعجب من جرأتهم على الله الذي يعلم ويرصد ما يكتبون وما يفعلون!! عبد الماجد والكومثرا والبرتقال!! الكاتب الظريف والاقتصادي اللامع د. عبد الماجد عبد القادر الذي ينشر الفرح كل يوم بمقالَين مختلفَين في كلٍّ من «الوطن» و«الرائد» كتب مقالاً طريفاً وممتعاً ومؤلماً في نفس الوقت في صحيفة «الرائد» فقد ذكر أن إجمالي قيمة الفواكه المستوردة إلى البلاد تزيد عن المائة مليون دولار بما يساوي ربع قيمة إجمالي صادراتنا غير البترولية وأن البرتقال المستورد من مصر تزيد قيمتُه عن «75» مليون دولار في العام علماً بأنهم لا يستوردون منا أي نوع من الفواكه وقال إن بعض الأوساط التجارية رفض مجموعة من حاويات الموز التي رُدَّت إلينا بحجة أن مصر بلد يزرع الموز!! د. عبد الماجد أضاف أننا نستورد العنب واليوسفي والتفاح والكومثرا في وقت نجد فيه أن الشمالية ونهر النيل وسنار تنتج ما يزيد عن حاجة البلاد ولا ينقصها إلا المخازن المبرّدة!! كلام د. عبد الماجد يكشف أن هناك تدابير كثيرة لا تحتاج إلى عبقرية يمكن أن تُتخذ بدلاً من التراتيب السهلة الأخرى التي تلجأ إليها الدولة باعتبارها (الحيطة القصيرة) كلما حزبها أمرٌ وأعني تحديداً الاتصالات التي لا يُدرك من رفعوا كلفتها وضخّموا من قيمتها المضافة بما لم يحدث في العالم أنهم يفتكون بمناخ الاستثمار ويشوِّهون من سمعة الدولة ومؤشرات نموها ويؤثّرون في الاقتصاد الكلي ويُحدثون أضراراً بالغة لا يدركون أبعادها.