الخرطوم: نيالا: هيثم عثمان - حسن حامد حمّلت وزارة الداخلية مجموعات لم تسمها بالوقوف خلف الأحداث الدامية التي وقعت عند استقبال والي جنوب دارفور الجديد لدى وصوله إلى عاصمة الولاية نيالا، وجزمت بأن مجموعة من الطلاب اندسّت وسط الحشود الحاضرة لاستقبال الوالي حمّاد إسماعيل حماد مما اضطر الشرطة للتدخل لفضّ الاشتباكات، وأكد وزير الداخلية إبراهيم محمود حامد في تنوير خاص لمجلس الوزراء أمس أن الأحداث لا تشير إلى صراعات قبلية بالولاية.وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء عمر محمد صالح في تصريحات صحفية إن وزير الداخلية أوضح للمجلس أن مجموعات ذات أجندة سياسية خاصة حاولت استغلال الموقف لإحداث اضطراب أمني جازمًا بأن الشرطة احتوت الموقف بشكل عام وستقدم المتورطين في الأحداث للمحاكمة. في غضون ذلك شهدت مدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور، حالة هدوء نسبى بعد تصدي واحتواء الأجهزة الأمنية وشباب المؤتمر الوطني لمظاهرة انطلقت من سوق موقف الجنينة وبعض أحياء الجير بنيالا، تم بموجبها حرق موقعين لبسط الأمن الشامل، في وقت وصل فيه وفد رفيع من الوطني من المركز بغرض احتواء الأزمة بقيادة الفريق آدم حامد موسى، ويضم كلاً من «د. أزهري التيجاني، د. فرح مصطفى، البروف إبراهيم أحمد عمر، عبد الله صافي النور والشريف عمر بدر». وفور وصول الوفد دخل في اجتماع مغلق مع أعضاء حكومة الولاية بقاعة الخليفة استمر حوالى ساعة ونصف الساعة، حيث لم يصرح أحد للصحافيين عن مخرجاته، بينما تجول والي الولاية حماد إسماعيل عقب الاجتماع راجلاً في الأطراف الشمالية لسوق نيالا الكبير، متفقداً أحوال المواطنين، حيث تعهد لدى مخاطبته مجموعة من المواطنين بالسوق بعدم مضايقة أي شخص في معيشته، وقال إنه جاء لخدمة أهله، وسوف «يشيل» كل الناس معه ويمسكهم بيد واحدة. وأضاف قائلاً: «لن نسمح لأجهزتنا بأن تؤذي أي إنسان أو تخلق له مشكلة». وفي أروقة المؤتمر الوطني عقد اجتماع مغلق بالمكتب القيادي وسط تدافع المئات بمقر أمانة الحزب. وقال د. أزهري التيجاني أمين أمانة دارفور بالوطني لدى مخاطبته أعضاء الحزب، إن الأحداث التي جرت بنيالا تحتاج من الوطني إلى ترتيب صفوفه، وأضاف أن قيادات الوطني مطالبة بأن تنطلق من جذور فكرية قاعدتها جهاد النفس أولاً. وأكد أن أحداث نيالا لو تمت مواجهتها بالتنظيم «الحزب» لما احتاجت لطلقة أو مسيل للدموع، مشدداً على أهمية تحريك أمانات الحزب المتخصصة وسط المواطنين لتبصير الناس بقيمة الأمن والتراضي، فيما أكد الوالي حماد إسماعيل للشباب أن نتائج اجتماع المكتب القيادي ستنعكس قريباً على الأرض حتى يكون حزبه قائداً ورائداً، متعهداً بأن الحكومة ستكون حكومة حزب وليس العكس، وتابع قائلاً: «إذا لم يكن الحزب سباقاً وفارضاً نفسه ستتجاوزه الحكومة والمعارضة»، ووجه حماد بمنع حمل السلاح إلا للقوات النظامية فقط.