الألغاز والفوازير واحدة من معينات المعرفة والثقافة، ولها مقدرة على رياضة الذهن وتقوية التفكير متجذرة في ثقافة كل الشعوب وإرثها.. الألغاز والفوازير أخذت مناحي شتى بعد سيطرة الشبكة العنكبوتية التي استحدثت كثيرًا من فنون التسلية.. وقديماً لنا تراث في أحاجينا ما يُعرف «بالغلوتية» والفزورة مصرية واللغز أيضاً يعتبر وافدًا. ولكن كثيراً من القديم قد لا يفهمه الطفل الحديث وإن كان الأطفال أكثر شغفاً وحبَّاً ورغبة لذلك، بل ونحتاج إليه في تنمية الذكاء لدى النشء. فإذا قلت لطفل اليوم مثلاً: «جدي في ديوانو يأكل في مصرانو» وطبعاً الحل هو «القيطان داخل الفانوس».. هذه قد لا يتصوّرها طفل اليوم الذي لا يعرف فانوسًا ولا قيطانًا يأكله اللهب.. لكن إن قلت له: طائر بقول ناووو ناووو يرد عليك ضاحكاً: «كديس ضربوهو شلوت».. ربما تكون الفوازير هنا اختلطت بخيال طريف وفي الماضي كانت وصفًا بليغًا. والفوازير أيضاً تطوّرت للجانب الساخر والناقد ويبدو أن ذلك «في المجتمع المصري» وبين الشباب أخذت منحى آخر.. فزورة تقول: ما الفرق بين الإرهابي والزوجة الثائرة؟ والحل يقول: يمكنك التفاوض مع الإرهابي. أنت تشعر هنا بأن الفزورة مقصود بها السخرية أو إعطاء إشارة إلى مدى شراسة الزوجة، فالمصريون مثلاً يسخرون كثيراً من الزوجة ويخصون النسيبة. أما في مجتمعنا السوداني فقلما نجد توجهًا لاختبارات الذكاء في الألغاز أو «الغلوتيات» فهي تنصب فقط في المسائل التصويرية التمثيلية الخادعة وذات الصياغة الشعرية المختصرة سجعاً أو نثراً كالتي تقول «حبوبتي شين سوّت لمن شعيراتا إتلوت» والإجابة «الزرِّيعة» التي يصنع منها الآبري، أو تكون وصفًا بليغًا مثل التي تقول: «رابطة راسا بلا وجع» وهذه حلّها «القطية» فلقد تضحك حينما يعجبك التشبيه. عموماً هذه أمثلة تمتع وتبعث على الضحك وهي كثيرة وللتراث الشعبي فيها الكثير خصوصاً في أقاليم السودان، وهي تراث جدير بأن نعنى بجمعه ونتيح فرصة عبر مقهى المفاكهات من خلال رسائل القرّاء لتبادل تلك الألغاز، أما الألغاز التي نعرضها اليوم هنا فإنها «لغزان محيِّران» سبق أن طرحنا أحدهما «لغز الكدايس المحيِّر» فهو حيَّر كثيراً من الذين انكبوا عليه حلاً، نعيده اليوم للتسلية ولمن فاتته المشاركة أيضاً، ونتلقى الإجابات خلال الأسبوع عبر الأرقام التي نعرضها في ختام اللغزين.. كما سننشر الحلول الصحيحة أيضاً في عدد الجمعة القادمة إن شاء اللّه.. نبدأ أولاً بلغز الكدايس المحير: يقول: سبع بنات.. أيّ بنت عندها سبع شنط.. أي شنطة فيها سبع كدايس كبار.. أي كديسة عندها سبع كدايس صغار.. السؤال: كم مجموع الأرجل كلها.. يعني أرجل البنات والكدايس معاً؟. اللغز الثاني المصنع الحرامي: هناك عشرة مصانع للتعبئة.. كل مصنع من هذه المصانع ينبغي أن يعبئ باكتات سكر سعة البكتة «واحد كيلو جرام» لكن من بين هذه المصانع مصنع يتلاعب يعبئ الباكتة ناقصة جرام.. ويوجد ميزان تستطيع استخدامه مرة واحدة فقط لكي تحدد أي المصانع الذي يغش من بين المصانع العشرة.. ماذا تفعل؟ وكيف تتعرّف على المصنع الغشاش من وزنة واااحدة. الحلول في العدد القادم: ارسلوا إجاباتكم بالرسائل على الأرقام 0122031371/ 0114809093 / 0912838876