السرقة إحدى العادات السلوكية السيئة المكتسبة التي لا ترجع إلى أية دوافع فطرية، بل يكتسبها الأبناء من المحيط الذي يعيشون فيه عن طريق التقليد، فهي إذًا ليست حتمية، وبالتالي يمكن تجنبها إذا ما نجحنا في تربية أطفالنا تربية صالحة، وحذرناهم من عواقب هذا السلوك الذي لا يجلب لهم إلا الشر والأذى.. وهي عادة سيئة ومحرجة في الوقت نفسه إذ تجلب العار لأفراد الأسرة حينما يسرق الابن أو الابنة المنتميان إليها.. ولحساسية هذا الموضوع آثر «البيت الكبير» أن يطرق نوافذ الأسر دون إحراج ليفتحوا قلبهم بكل شفافية: بداية كانت لنا وقفة مع الآباء والأمهات يقول «م .ر»: بكل أسف اكتشفت أن ابني يسرق بالرغم من أنني أقوم بتوفير كل حاجاته الشخصية دون البنات لأنه ابني الوحيد وهو مازال يدرس في الأساس وعندما تابعتُه وجدتُ أنه يتبع ثلة سيئة علّمته السرقة وأصبحت ألوم نفسي لأنني دللته أكثر من اللازم. «م .ن» موظفة: السرقة عادة سيئة بالطبع، وقد علمتُ من بناتي اللاتي يدرسن في الجامعة أن أختهم تسرق لأنهنّ كل ما يضعن نقودًا في حقائبهن يجدنها اختفت، وعندما واجهتُ ابنتي لم تنكر وصارحتني أنها تقوم بذلك حتى تجاري صاحباتها في الجامعة لأنهنّ من طبقة غنية ولا تريد أن تكون أقل منهن. «ع .س» موظف: كنتُ في الخارج وجئتُ إلى السودان مؤخرًا وبحمد الله وضعي الآن مستقر وأقوم بتوفير كل شيء لأبنائي، وبحكم عملي لا أجد وقتًا للجلوس معهم لأن عملي يتطلب هذا الغياب التام ولكن أوكلت مهمة التربية لوالدتهم وفاجأتني ذات مرة أن أحد أبنائي يسرق موبايلات من زملائه فأحدهم أخبرها بالرغم من أنني أجلب له أحدث الموبايلات. بعد عرض تلك الحالات رأى «البيت الكبير» معرفة الرأي المحايد: يرى مدثر «موظف» أن السرقة نوع من السلوك يعبّر به صاحبه عن حاجة شخصية، أو نفسية أساسها الرغبة في التملك بالقوة، وبدون وجه حق، أو بسبب العوز والحاجة، وخاصة عند ما يجد الطفل زملاءه يحصلون من ذويهم على كل ما يشتهون ويطلبون، وعدم قدرته على إشباع حاجاته ورغباته أسوة بزملائه، وعادة السرقة ذات تأثير اجتماعي سيء جداً، لأن ضررها يقع على الآخرين. ويرى الباحث الاجتماعي معاوية: أنه وقبل كل شيء لا بد من معالجة هذه الظاهرة لدى أطفالنا كما يتطلب منا أولاً أن نتعرف على دوافع السرقة والتي تتمثل في عدة رغبات في إشباع الحاجة، ويتمثل أخطرها لدى المراهقين المدمنين على المخدرات أو التدخين.. أيضًا الرغبة في إشباع الميول والعاطفة حيث نجد الطفل يحاول أن يلفت نظر آبائه بالسرقة لأنه يفتقد لحنانهم.. أيضًا يكون دافعها الرغبة في التخلص من مأزق أو الرغبة في الانتقام.. وهنالك دوافع لا شعورية وهي ناجمة عن علاقة السارق بالبيئة التي يعيش فيها، والعلاقات الاجتماعية السائدة فيها، حيث يتعلم الأطفال من المحيطين بهم من المنحرفين سلوكياً، ولا بد أن أشير إلى أن السرقة لها حالتان: سرقة فردية وأخرى جماعية.