قال لقّاف أبو كبيرة لكاتم أسراره وذراعه الأيمن: * أسمع جهزت العطاء عشان نودي ننشره في الجرائد؟ أيوه جاهز أهو شايلوا معاي، «ثم يمده له وينهمك لقّاف أفندي في القراءة باهتمام كبير ثم يخلع نظارته ويقول: * أنا عندي ملاحظات مهمة أولاً، لازم تصعِّب الشروط لأنها دي فيها فوائد كبيرة منها حتدي الناس انطباع أنو نحن بتاعين شفافية، ثانياً، الشروط بتقلل عدد المتقدمين وفي النهاية حتدينا مشروعية قوية عشان نختار صاحبنا أبو كبلو بعد ما نفصل العطاء على مقاسو. جدا خليك مطمئن دي جلابية وخلاص لبسها، طيب عندك ملاحظة تانية؟ * أيوه عايز تكتب في الشروط التأمين لا يسترد في حالة فشل المتقدم وحنعملوا مبلغ بسيط خمسة ملايين بس. لكن طبعاً بعد التوجه الإسلامي حكاية لا ترد دي إتلغت لكن ممكن تزيد قيمة التقديم لكراسة العطاء. * خلاص ما في مشكلة بس في مشكلة يا سعادك، أنو حنقدر كيف نزحلق الناس التقال الحيقدموا للعطاء بشروط مغرية. * بسيطة أنت ما حتكشف طبعاً لأبو لقفة بيانات المتقدمين بعدين إن شاء الله يزيد جنيه عليها وطوالي حنفوِّزا. خلاص ده موضوع منتهي، لكن حنعمل شنو مع الكلام الكل يوم بتكتب في الجرائد؟ * حنعمل إعلانات تحريرية وردود وبعد كم يوم كل شيء حيتنسي. خلاص أنا بجيب ليك صحفيين شطّار، لكن برضو في مشكلة تانية. * شنو؟ حنرد كيف رداً فضفاضاً والمرة دي الناس ديل عندهم مستندات؟ * طيب، ما الجرائد كل يوم بتجيب مستندات الحصل شنو وبعدين نحن حنعملك كبش فداء مؤقت؟ ينزعج حبرتجي أفندي ويتساءل كبش فداء كيف يعني؟ * أنت مش ماضي في المستندات دي خلاص حنوقفك من العمل وحنعمل لجنة تحقيق فيها أبو المخارج رئيسها وعلي الطلاق ده كان أنت كاتل رقبة يمرقك زي الشعرة من العجين. ما ممكن أجازف بسمعتي. * يا ما في أبرياء ظلموا وبرأتهم لجان التحقيق وأنت حكتون واحداً منهم، فيها شنو؟ وبعدين يا أخي كلو بتمنو أنت عندك هبرة رد شرف مني أنا. «يصمت حبرتجي أفندي وهنا يعتدل لقّاف أفندي في جلسته ويفتح حقيبته ويخرج دفتر الشيكات ويمسك بالقلم ويقول: نحن عشان نكون عمليين أنا هسه بكتب ليك شيك خمسين مليوناً عربون وبعد ما تنتهي لجنة التحقيق حأديك عشرين تانية. ولجنة التحقيق حتقدر تطلعني براءة كيف مع المستندات دي؟ * يا أخي ده شغل أبو المخارج هو عندو مرافعة دائمة تقنع أبليس ذاتو وفي النهاية حيقول الحصل دا ما فيهو نية فساد لكن شوية تبديد للمال العام ويقترح تأخيرك من الترقية لمدة خمس سنوات ونقلك، وكل حاجة بعد فترة حتنتهي، وأنت حتكون نمت بسبعين مليون ده طبعاً غير المبلغ اللقفتو أصلاً. «هنا يحك حبرتجي أفندي رأسه ويصمت قليلاً ويقول بحماس موافق يا سعادتك، وينظر إليه لقّاف أفندي نظرة خبيثة ثم يمسك بالقلم ويكتب الشيك وعندما يفرغ يمده إليه ويقول وهو ضاحك: علي الطلاق الشاف بكرة واطاتك في الصافية شطبت ما كضب، أنا عارفك أبو السريع، لكن بس أنا بنصحك تهدّي اللعب شوية عشان ما تلفت النظر وحتقوم تغيِّر عربتك بواحدة تعبانة شوية وتدعي قدام الناس أنو عندك ظروف صعبة لحدي ما تخرج من الورطة بالسلامة، وبعدين كان عايز تركب همر ما في مشكلة بعد كده، يضحك ويقول سعاتك، علي الطلاق ما عارفين كنا نعمل شنو لو ما أنت معانا كل ما أشوف غرتك وسبحتك دي بطمئن.