قال المدير صاحب الأوداج المنتفخة والقفطان المزركش لمحمد أفندي الكحيان وهو كاتم أسراره وذراعه الأيمن والذي لا يمنحه من خبطاته المالية إلا فتات * اسمع جهزت العطاء عشان نودي ننشره في الجرائد؟ (أيوه جاهز أهو شايلو معاي( ثم يمده له. وينهمك المسؤول السمين في القراءة باهتمام كبير ثم يخلع نظارته ويقول * أنا عندي ملاحظات مهمة أولاً لازم تصعِّب الشروط لأنها دي فيها فوائد كبيرة منها حتدي الناس انطباع إنو نحن بتاعين شفافية ثانيًا الشروط بتقلل عدد المتقدمين، وفي النهاية حتدينا مشروعية قوية عشان نختار صاحبنا أبو كبلو بعد ما نفصل العطاء علي مقاسو. جدًا خليك مطمئن دي جلابية وخلاص لبسها، طيب، عندك ملاحظة تانية؟ * أيوه عايز تكتب في الشروط التأمين لا يُسترد في حالة فشل المتقدم وحنعملوا مبلغ بسيط خمسة ملايين بس. لكن طبعًا بعد التوجه الإسلامي حكاية لا ترد دي اتلغت لكن ممكن تزيد قيمة التقديم لكراسة العطاء. * خلاص ما في مشكلة بس في مشكلة يا سعادتك إنو حنقدر كيف نزحلق الناس التقال الحيتقدموا للعطاء بشروط مغرية. * بسيطة انت ما حتكشف طبعًا لأبو لقفة بيانات المتقدمين بعدين إن شاء الله يزيد جنيه عليها وطوالي حنفوزوا خلاص ده موضوع منتهي لكن حنعمل شنو مع الكلام الكل يوم بتكتب في الجرائد؟ * حنعمل إعلانات تحريرية وردود وبعد كم يوم كل شيء حيتنسي. خلاص أنا بجيب ليك صحفيين شطار، لكن برضو في مشكلة تانية * شنو؟ حنرد كيف رد فضفاض والمرة دي الناس ديل عندهم مستندات. * طيب ما الجرائد كل يوم بتجيب مستندات الحصل شنو وبعدين نحن حنعملك كبش فداء مؤقت، ينزعج حبرتجي أفندي ويتساءل كبش فداء كيف يعني؟ * أنت مش ماضي في المستندات دي خلاص حنوقفك من العمل وحنعمل لجنة تحقيق فيها أبو المخارج رئيسها وعلي الطلاق ده كان انت كاتل رقبة يمرقك زي الشعرة من العجين. ما ممكن أجازف بسمعتي * يا ما في أبرياء ظُلموا وبرّأتهم لجان التحقيق وانت حكتون واحد منهم فيها شنو وبعدين يا أخي كلو بتمنو أنت عندك هبرة رد شرف مني أنا. يصمت حبرتجي أفندي، وهنا يعتدل لقاف أفندي في جلسته ويفتح حقيبته ويُخرج دفتر الشيكات ويمسك بالقلم ويقول: نحن عشان نكون عمليين أنا هسه وبكتب ليك شيك خمسين مليون عربون وبعد ما تنتهي لجنة التحقيق حديك عشرين تانية. ولجنة التحقيق حتقدر تطلعني براءة كيف مع المستندات دي؟ * يا أخي ده شغل أبو المخارج هو عندو مرافعة دائمة تقنع إبليس ذاتو وفي النهاية حيقول الحصل ده ما فيهو نية فساد لكن شوية تبديد للمال العام ويقترح تأخيرك من الترقية لمدة خسم سنوات ونقلك وكل حاجة بعد فترة حتنتهي وأنت حتكون نمت بمية وسبعين مليون ده طبعًا غير المبلغ اللقفتو أصلاً. هنا يحك حبرتجي أفندي رأسه ويصمت قليلاً ويقول بحماس موافق يا سعادتك وينظر إليه لقّاف أفندي نظرة خبيثة ثم يمسك بالقلم ويكتب الشيك وعندما يفرغ يمده إليه ويقول وهو ضاحك: علي الطلاق الشاف بكرة واطاتك في الصافية شطّبت ما كضب، أنا عارفك أبو السريع، لكن بس أنا بنصحك تهدي اللعب شوية عشان ما تلفت النظر وحتقوم تغير عربتك بواحدة تعبانة شوية وتدعي قدام الناس إنو عندك ظروف صعبة لحدي ما تخرج من الورطة بالسلامة وبعدين كان عايز تركب همر ما في مشكلة بعد كده «يضحك ويقول سعاتك عليّ الطلاق ما عارفين كنا نعمل شنو لو ما انت معانا وكل ما أشوف غرتك وسبحتك دي بطمئن.