الرجل الثالث في الحكومة والمؤتمر الوطني إلى القاهرة.. بالقطع للأمر مابعده أن يحل د. نافع علي نافع ضيفًا على الأشقاء في القاهرة والبون شاسع مابين آخر زيارة للرجل للقاهرة والتى على ما أعتقد تلك التى تمت فى سبتمبر 2009 وللمصادفة كانت فى شهر رمضان حيث شرّف احتفال حزبه بالقاهرة حفل إفطاره وفى تلك الزيارة التقى وفى جلسة لم ينشر مادار فيها جمعته بمدير المخابرات المصرية عمر سليمان لم يحضرها سوى سفير السودان حينها عبد الرحمن سرالختم وكذلك التقى جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الوطنى .. بينما الزيارة الحالية تأتى وحدث ضخم وقع بمصر تمثل فى الاطاحة بنظام مبارك الذى عرقل عجلة الانقاذ لفترة من الوقت سيما فى أعقاب محاولة الاغتيال التى تعرض لها الرئيس المصرى المخلوع فى أديس أبابا فى 1995م والتى اتهم على إثرها نظام الانقاذ وامنه والذى كان يديره حينذاك د. نافع علي نافع بتدبيرها ولكن من المؤكد أن الدكتور سيستنشق هواء مصرياً نقيًا من رائحة الحزب الوطنى. زيارتان لنافع للقاهرة فى رمضان الاولى 2009 حضر فيها حفل إفطار حزبه بمصر فى العاشر من رمضان الذى يصادف ذكرى انتصار الجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973وقد كان الرئيس حسنى مبارك قائد القوات الجوية وصاحب أول ضربة جوية على العدو الاسرائيلى ولكن وصل نافع بالامس الى القاهرة حسبما هو متوقع ومبارك خلف القضبان وقد بدأت بالامس الجلسة الثانية لمحاكمته بيد أن محاكمة أخرى سيجريها نافع فى زيارته الرمضانية هذه بشأن الزيارة التى قام بها مؤخرًا زعيم المؤتمر الشعبى د. حسن الترابى الى العاصمة المصرية إذ أن زيارة نافع تعتبر زيارة تاريخية فى مسار علاقات البلدين على المستوى الحزبى بعد أن استعد نحو «23» حزبًا مصريًا لاستقبال د. نافع والاهم أن الدكتور سيعتمر قبعة الحكومة أيضًا وهو مايضفى على الزيارة بعداً إستراتيجيًا واهمية كبيرة من خلال اجتماعاته المتوقعة مع كلٍّ من رئيس الوزراء المصرى عصام شرف والامين العام للجامعة العربية نبيل العربى فضلاً عن لقاء سيجمعه بالنخب السياسية والفكرية المصرية. من الممكن أن تفسر زيارة نافع أنها عوض عن زيارة كانت متوقعة لنائب الرئيس علي عثمان تأجلت فى أعقاب التوترات التى نشبت فى القاهرة بين شباب الثورة والحكومة مما ادى لتسمم الجو السياسى لزيارة طه والتى ستكون زيارة نافع بديلاً لها ويكون المؤتمر الوطنى بذلك قد لكم المؤتمر الشعبى ووضع زيارة الترابى فى أرفف ارشيف الزيارات خاصة وان جهات ما اتهم بان الشعبى وراءها سرّبت أن الهدف من زيارة طه المؤجلة هو لقاء الترابى، واعلن حزب الاخير رفضه أى لقاء يجمع زعيمه بطه. لكن بزيارة نافع يسترد الوطنى مكانته فى الساحة المصرية على الاقل لجهتين الاولى أن الزيارة تحمل بعدًا سياسيًا ضخمًا من كثرة الاحزاب التى وجهت للمؤتمر الوطنى، والثانية أن نافع يعتمر أيضًا قبة كونه مسؤولاً حكوميًا رفيعًا سيجتمع بالحكومة المصرية وهو ما افتقده المؤتمر الشعبي.. ومهما يكن من أمر فان زيارة نافع والتى تأتى فى الشهر الفضيل شهر الانتصارات والفتوحات وغدًا ذكرى فتح مكة فإن نافع من المتوقع أن يحقق فتحًا لحكومته وحزبه وانتصارًا على غريمهم د. الترابى بيد أن الذى لا يمكن تجاهله أن الزيارة لن تغفل الشأن الجنوبى وتقاسم مياه النيل بين السودان والجارة الجنوبية وموقع مصر من الإعراب من تداعيات الانفصال وتأثيره على الامن القومى للخرطوم والقاهرة خاصة وان الاخيرة ترقب وبحذر «تمرد» دول حوض النيل عليها وتنتوي أن تتكئ على حائط الخرطوم.