قرار الجيش السوداني تشكيل قوة مشتركة تحت قيادة الفريق الركن ياسر العطا عضو مجلس السيادة يثير قلقا كبيرا من وجود خلفيات سياسية لهذا التوجه. العرب اللندنية – أعلن الجيش السوداني عن خطة لتشكيل قوة مشتركة "لحسم التفلتات الأمنية" وفرض هيبة الدولة في العاصمة الخرطوم وعلى مستوى البلاد، في الوقت الذي تخيم فيه أشباح الأزمة الاقتصادية والتوترات الإقليمية على فترة انتقالية هشة. وصدر الإعلان بأمر من الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان، ونُشر في ساعة متأخرة من مساء الخميس. ومحمد دقلو، الملقب باسم "حميدتي"، هو قائد قوات الدعم السريع التي ستكون جزءا من القوة الجديدة إلى جانب الشرطة والقوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة و"ممثلين" من الجماعات المتمردة وممثل النائب العام بحسب نص القرار. ويثير تشكيل هذه القوة قلقا كبيرا من وجود خلفيات سياسية لهذا التوجه، لاسيما مع عودة قوى الثورة إلى الشارع، على خلفية الاحتقان المتصاعد من تدهور الأوضاع الاقتصادية، فضلا عن تباطؤ السلطة الانتقالية في تنفيذ التزاماتها. وحذر رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، في كلمة ألقاها هذا الأسبوع للدفاع عن إصلاحات تهدف إلى معالجة الأزمة الاقتصادية، من مخاطر حدوث فوضى أو اندلاع حرب أهلية يغذيها موالون للقيادة السابقة. وأثارت آخر الإصلاحات التي أقدمت عليها الحكومة والمتمثلة في إلغاء دعم الوقود الأسبوع الماضي في وقت قفز فيه معدل التضخم السنوي إلى 379 في المئة، غضبا شعبيا كبيرا. وتحذر السلطات السودانية من "عصابات وجماعات إجرامية" تنحي عليها بالمسؤولية في الاضطرابات بالعاصمة الخرطوم في الأيام الأخيرة. وبالتوازي مع تصاعد الغضب في الخرطوم يشهد إقليم دارفور هو الآخر تزايدا في أعمال العنف الدموية وكذلك الإقليم الشرقي. وهناك مخاوف من أن يقود تشكيل هذه القوة إلى مزيد إضعاف جهاز الشرطة المترهل بطبعه، عبر تمكين عناصر غير مؤهلة ولا تمتلك عقلية نظامية. ودعا اتفاق سلام وُقع أواخر العام الماضي إلى دمج الجماعات المتمردة في جيش وطني موحد، لكن ذلك لم يبدأ بعد. وقال مبعوث الأممالمتحدة الخاص فولكر بيرثيز خلال مؤتمر صحافي في وقت سابق إن الشرطة هي أفضل الأجهزة لحماية المدنيين. وينظر الكثيرون في البلاد بارتياب لقوة الدعم السريع التي يقودها دقلو، التي خرجت من عباءة ميليشيا الجنجويد في صراع دارفور خلال أوائل الألفينات. ووفقا للأمر، فإن القوة التي أُعلن عنها الخميس ستتشكل على الفور تحت قيادة الفريق الركن ياسر العطا عضو مجلس السيادة. كما أمر دقلو الجماعات المتمردة الموقعة على اتفاق السلام "بضبط وحسم منسوبيهم وتحديد أماكن تجمعهم". وانتقل الكثير من الجنود المتمردين إلى الخرطوم مع انضمام قادتهم للحكومة بعد توقيع الاتفاق.