في الثامن والعشرين من فبراير المنصرم، وبقاعدة "إلميندورف – ريتشاردسون" المشتركة، خلال توقف للتزود بالوقود في ولاية ألاسكاالأمريكية، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لقوات بلاده: "سيطرنا للتو كما تعرفون، سمعتم عن 90 بالمئة، ثم 92 بالمئة من (الخلافة) في سوريا، الآن سيطرنا على 100 بالمئة من (الخلافة)"؛ مُعلنًا طي صفحة تنظيم الدولة الإسلامية على الأراضي السورية، لافتًا إلى أن القوات الكردية المدعومة من واشنطن في سوريا، استردت كل الأراضي التي كان يسيطر عليها، ذات يوم، تنظيم (الدولة الإسلامية). ومع استمرار توجيه الضربات الجوية، من جانب واشنطن وحلفاؤها، بجانب النظام السوري المدعوم من الروس، والدفع بقوات عسكرية على الأرض؛ لمواجهة التنظيم المتطرف ودحره، باتت الأراضي السورية على موعد قريب من إعلان نهاية "داعش"، وبداية حقبة جديدة تحمل عنوان "سوريا بلا داعش".. ويؤخذ في الاعتبار أن التنظيم الإرهابي في سوريا تقاتله أطراف دولية متعددة، على رأسها "التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية – روسيا – فرنسا"، إلى جانب النظام السوري الذي يجابه كافة الفصائل المتطرفة، والأكراد المدعومون من واشنطن، فأي وجهة يقصدها "تنظيم الدولة الإسلامية"؛ عقب تضييق الخناق عليه في الداخل السوري؟ «نائب في البرلمان العراقي قال، إن أبوبكر البغدادي، موجود في الصحراء الغربية للبلاد بحماية القوات الأمريكية» داعش وأمريكا العميد مساعد شؤون التنسيق في مقر "خاتم الأنبياء" الإيراني المركزي، العميد علي شادماني قال: "إن أمريكا تسعى إلى نقل داعش الإرهابي إلى أفغانستان بأموال بعض الدول العربية"، حسبما نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية، مُضيفًا أن محاولات أمريكا لنقل داعش إلى أفغانستان ستُلحق الضرر بالصين وروسيا وجميع دول المنطقة. وأوضح شادماني، أن "بعض قادة الدول العربية في المنطقة يتولون الدعم المالي لنقل داعش إلى أفغانستان، وهذه الأعمال ليست إلا محاولات مستميتة، لربما يتمكنون من تحقيق بعض أهدافهم التي لن يتمكنوا أبدًا من تحقيقها لأن بنية داعش مدمرة وضعيفة"، مشيرًا إلى أن "الأعداء اعترفوا بأنهم أوجدوا داعش ونشروه في سورياوالعراق واستهدفوا مصالح هذين البلدين لكنهم في النهاية لم يحققوا أي نتيجة"، دون الإشارة إلى بلد بعينه. زعزعة أمن العراق بحسب حديث نُقل عن مسؤولون أمريكيون وعراقيون، في تقرير نشرته وكالة "يورونيوز" الأوروبية أواخر فبراير الماضي، فإن مسلحو التنظيم الإرهابي بدأوا يتسللون إلى العراق؛ حيث العمل مجددًا على زعزعة استقرار بلد -وصفته الوكالة بأنه- "يعاني وضعًا أمنيًا هشًا بالفعل"، على الأرجح أكثر من ألف مسلح عبروا الحدود الصحراوية المفتوحة، خلال الشهور الستة الماضية؛ في تحد واضح لعملية عسكرية واسعة يشنها الأمريكيون والكرد، وقوات متحالفة أُخرى؛ للقضاء بشكل كامل على فلول الجماعة المسلحة في الشرق السوري، ونتاج لما سبق فإن مؤشرات توسع انتشار الجماعة المسلحة في العراق باتت واضحة. "داعش تحاول تأكيد وجودها في العراق؛ بسبب الضغوط التي تتعرض لها في سوريا"، يقول الناطق باسم الجيش العراقي، العميد يحيى رسول، كما أن أحد مسؤولي الاستخبارات يوضح أن عدد المسلحين قد يتراوح بين 5 آلاف، و7 آلاف مقاتل على الأراضي العراقية، حيث يتخفون في مناطق وعرة نائية، تذكر "يورونيوز"، مُضيفة، نشر العراقيون أكثر من 20 ألف جندي؛ لحراسة خط الجبهة القريب من نهر الفرات والبالغ طوله 600 كيلومتر؛ بعد محاصرة السوريون مقاتلي التنظيم في آخر جيب له بقرية "الباغوز"، لكن مُعظم المسلحين يتسللون نحو شمال منطقة الصراع؛ عبر أنفاق، أو تحت ستار الليل. «برلماني عن تحالف الفتح، قال إن القوات الأمريكية درّبت وجهّزت أكثر من 3000 عنصر من داعش الإرهابي في وادي حوران، ونقلتهم لمحافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين» داعش في سيناء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لم تغب أجهزة استخباراته عن المشهد، فخرج أوائل ديسمبر العام قبل الماضي، ليُعلن أن قادة "تنظيم داعش" المتطرف الذين فروا من مدينة الرقة أصبحوا في سيناء، مُضيفًا، في خطاب ألقاه أمام كتلة حزبه (العدالة والتنمية) في البرلمان قبل انعقاد الجلسة الأسبوعية للمجلس حينها، أن "قادة داعش وُكلت لهم مهام جديدة، هناك (سيناء)"، مُستطردًا: "سنعرف هذه المهام خلال الفترة المقبلة"، حسبما ذكرت "سكاي نيوز". ليبيا صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، حذّرت، في تقرير منشور على صفحاتها أواخر العام قبل الماضي، من أن داعش طلب من مقاتليه الانتقال من سوريا إلى ليبيا؛ نظرًا لتضييق العمليات العسكرية الخناق عليه في مناطق سيطرته في العراقوسوريا، لافتة إلى أن "التنظيم يعتبر ليبيا مدخله الرئيس إلى أوروبا"، نقلاً عن قيادي سابق في التنظيم عمل بمدينة الرقة يُدعى "أبو براء الأنصاري"، ويقيم في تركيا بعد انشقاقه عن داعش، كما كشف مقاتل آخر، مُنشق عن التنظيم أيضًا، أن "ليبيين تدربوا على استخدام وبناء الأسلحة في معسكرات التنظيم في الرقة، وبعض أجهزة التفجير كانت مخصصة للاستخدام المحلي وللاستخدام في الميدان، والبعض الآخر مُخصص لتنفيذ هجمات في أوروبا، ومعظم مكونات تلك الأجهزة متاحة، وشراؤها وبناؤها سهل جدًا". «تركيا كانت، دائمًا، ممرًا للمسلحين إلى سورياوالعراق، كما كانت تقدم دعمًا لفصائل متشددة» وفي هذا الشأن، نُقل عن مسؤول ليبي قوله: "إن القوات في الجنوب تراقب مجموعة من عناصر (داعش)، وصلوا إلى السودان قادمين من سورية، ويحاولون العبور إلى ليبيا"، تقول الصحيفة، وتُضيف، نقلاً عن مسؤول أوروبي، أن مقاتلي التنظيم ينتقلون إلى ليبيا انطلاقًا من تركيا، ومنها إلى السودان جوًا، ويدخلون الأراضي الليبية عن طريق البر، وهو الأمر الذي صرّح مسؤول المكتب السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، ربيع عبد العاطي، بأن السودان على علم بمجموعة من المقاتلين يحاولون التسلل إلى ليبيا عبر حدود السودان الغربية، مؤكدًا أن الحكومة نشرت قوات لمنعهم من المرور. الإرهاب العالمي وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي العام الماضي، تُشير الإحصائيات إلى تصدر داعش قائمة الإرهاب للعام الجاري 2019، يليه حركة طالبان، ثُمّ، حركة بوكو حرام في المركز الثالث، تليها في المرتبة الرابعة حركة الشباب الصومالية، لتأتي بعد ذلك شبكة القاعدة بفروعها وأبرزها فرع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والقاعدة في شبه الجزيرة العربية، محتلة المرتبة الخامسة بتنفيذ 63 هجومًا إرهابيًا؛ أودى بحياة 250 قتيلًا. في المرتبة السادسة يأتي حزب العمال الكردستاني، بواقع 34 هجومًا أوقعت 95 قتيلًا، وأخيرًا جاءت "ولاية خُراسان" التابعة ل"داعش" والنشطة في أفغانستان وباكستان بتنفيذها 17 هجومًا إرهابيًا أودى بحياة 872 شخصًا، في المرتبة السابعة. ويُرجح استمرار تصدر الدول العشر الأكثر تأثرًا بالنشاط الإرهابي، خلال العام 2019، والتي تشمل بحسب مؤشر الإرهاب العالمي 2018 "العراق – أفغانستان – نيجيريا – سوريا – باكستان – الصومال – الهند – اليمن – مصر – الفلبين"، ويتحمل تغير ترتيب الدول داخل القائمة ذاتها لتصعد أفغانستان إلى رأسها بدلاً من العراق، بينما سيتصاعد النشاط الإرهابي، أيضًا، في دول أخرى، مثل نيجيرياوالفلبين، وتتراجع مصر، مثلاً، من المركز التاسع، محتلة المركز العاشر بين القائمة. عناصر من حركة طالبان وتُشير الإحصاءات، إلى أن أفغانستان كانت مسرح العمليات الذي شهد العدد الأكبر من العمليات الإرهابية، ووقع فيه العدد الأضخم من الضحايا خلال العام 2018، حيث نفذت "طالبان، وولاية خُراسان" 250 هجومًا إرهابيًا أودى بحياة 2471 شخصًا، بينما نفذت "داعش" 120 هجومًا في العراقوسوريا مجتمعتين، أودت بحياة 569 إنسانًا فقط. ويُتوقع خلال عام 2019، تحول مركز ثقل النشاط الإرهابي إلى أفغانستان التي ينشط على أراضيها ما لا يقل عن 45 ألف مقاتل من عناصر السلفية الجهادية.