على مدى الثلاث الايام الماضية، أجرى رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ثلاث زيارات قصيرة إلى مصر والإماراتوجنوب السودان، في أول جولة خارجية له بعد أكثر من 40 يومًا على تولّيه منصبه، في أعقاب عزل الرئيس السابق عُمر البشير في 11 أبريل الماضي. عقد البرهان مُباحثات ثُنائية مع زعماء البلدان، بحثت الأوضاع في السودان وتضمّنت إشادة بجهود مصر والإماراتوجنوب السودان لدعم الشعب السوداني والمُساهمة في تحقيق استقرار بلادهم، على وقع الاضطرابات التي تشهدها في مرحلة ما بعد البشير، لاسيّما بعد أن تعثّر مفاوضات المجلس العسكري وقِوى الحرية والتغيير. جاء ذلك بعد زيارة لنائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق أوّل محمّد حمدان دقلو، المُلقّب ب"حميدتي"، إلى السعودية يوميّ الخميس والجمعة الماضيين، التقى خلالها الأمير محمد بن سلمان. وجاءت الزيارة بهدف "تقديم الشكر للمملكة"، بحسب بيان للمجلس. "ساعات في القاهرة" في زيارة قصيرة استغرقت عِدة ساعات، عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي مُباحثات ثُنائية مع البرهان في قصر الاتحادية، تلتها جلسة موسّعة بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، وعباس كامل، رئيس المخابرات العامة. واتفق السيسي والبرهان، السبت، على "استمرار التشاور المكثف بن البلدين بهدف المساهمة في تحقيق استقرار السودان، وتفعيل الإرادة الحرة للشعب السوداني الشقيق، والانحياز لخيراته"، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية. وأكّد السيسي، وفق البيان، دعم مصر الكامل لأمن واستقرار السودان، ومساندتها للإرادة الحرة ولخيارات الشعب السوداني الشقيق في صياغة مستقبل بلاده، والحفاظ على مؤسسات الدولة، مُشددًا على حرصه على الدفع بسرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة كالربط الكهربائي وخط السكك الحديدية. كما أعرب عن ثقته في قدرة الشعب السوداني ومؤسسات الدولة على استعاده الاستقرار وتحقيق الأمن والحفاظ على مُقدّرات البلاد، مُشيرًا إلى أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمساعدة السودان الشقيق على تحقيق استحقاقات هذه المرحلة ومواجهة أزماته الاقتصادية، بحسب البيان. من جانبه، أكد البرهان التقارب الشعبي والحكومي المتأصل بين مصر والسودان، مُشيدًا بالجهود القائمة للارتقاء بأواصر التعاون المشترك بين البلدين، ومُثمّنًا الدعم المصري غير المحدود لصالح الشعب السوداني وخياراته وللحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي المهم الذي يمر به. كما استعرض البرهان تطورات الأوضاع في السودان والجهود المبذولة للتعامل مع المستجدات في هذا الصدد، مُعبرًا عن التقدير للحرص الذي تبديه مصر من اجل دعم الشعب السوداني. جاءت هذه الزيارة قبل أيّام من إضراب عام دعا إليه قادة حركة الاحتجاج في السودان، يوميّ الثلاثاء والأربعاء المُقبلين، لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السُلطة إلى مدنيين. "يوم في أبوظبي" بعد أقل من 24 ساعة من زيارته للقاهرة، توجّه البرهان، ظُهر اول أمس الأحد، إلى الإمارات في زيارة رسمية استغرقت يومًا واحدًا، بحسب بيان للمجلس العسكري السوداني، دون أن يوضّح أسباب الزيارة. أجرى البرهان مُباحثات ثُنائية مع ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، بحثا خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع في السودان. وأكّد الشيخ بن زايد دعم بلاده الكامل لجمهورية السودان في ظل الظروف والمتغيرات الحالية التي تمر بها، ووقوفها إلى جانبها في كل ما يحفظ أمنها واستقرارها، ويحقق طموحات شعبها إلى التنمية والتطور ويضمن الانتقال السياسي السلمي في إطار من التوافق والوحدة الوطنية، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام). وعبّر ولي عهد أبوظبي عن ثقته الكبيرة بقدرة الشعب السوداني الشقيق ومؤسساته الوطنية على تجاوز المرحلة الحالية، والتوجه إلى المستقبل بروح وطنية واحدة، وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة على مساندة السودان في كل ما فيه الخير لشعبه. كما شدّد على أهمية "الحوار بين السودانيين في هذه المرحلة الحساسة"، مُضيفًا أن "السودان سينجح ويحقق مراده ويعزز استقراره وبناءه ويبدأ مرحلة جديدة ومزدهرة بخطى واثقة تجاه المستقبل، من خلال الحوار الذي يسعى إلى تحقيق الوفاق". وأشار ولي عهد أبوظبي إلى أن العلاقات الإماراتية-السودانية "أخوية ومُتجذّرة على كافة المستويات". من جانبه، أطلع البرهان ولي عهد أبوظبي على تطورات الأوضاع في السودان، وجهود المجلس العسكري الانتقالي والقِوى السياسية للوصول إلى حلول مُرضية تعزز مكاسب الثورة وصولا إلى ديمقراطية مستدامة، بحسب وكالة أنباء السودان (سونا). كما أعرب البرهان عن شكره وتقديره لمواقف دولة الإمارات تجاه الشعب السوداني، مُثمّنًا الدعم الإماراتي إلى السودان بهدف تعزيز اقتصادها. البرهان في جوبا : بعد ساعات من العودة من الامارات، توجه البرهان الى جوبا امس الاثنين في زيارته الثالثة خلال الاسبوع الجاري وكان في استقباله بمطار جوبا الفريق أول سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان وعدد من المسؤولين بالدولة. وقد تباحث الجانبان في عدد من القضايا التي تهم الدولتين. فيما أطلع رئيس المجلس العسكري الانتقالي الرئيس سلفاكير على تطورات الأوضاع بالسودان الذي أكد بدوره اهتمامه المتعاظم بالشأن السوداني، متمنيا للسودان الاستقرار والنماء. وكانت جوبا من أولى العواصم التي اعترفت بالمجلس العسكري بعد الإطاحة بالرئيس البشير الشهر الماضي، وذلك في رسالة خطية بعث بها كير إلى البرهان عبر مستشاره للشؤون الأمنية توت قلواك. وكان سلفاكير قد طالب المجلس العسكري فى السودان الأسبوع الماضى بضرورة تسليم السلطة لحكومة مدنية ممثلة لقوى الشارع السودانى، كما أبدى ترحيبه بنجاح الثورة السلمية فى السودان. متابعات + مصراوي + وكالات