(1) أي خزيٍ هذا وأي عارٍ ذلك الذي تسبب في موت مواطنة غلبانة، توسلت وهي تعاني آلام المخاض لمستشفى حلفاالجديدة.. الخبر الأليم والغريب يقول إن إدارة المستشفى تجردت من كل مروءة ورفضت إجراء عملية قيصرية لها لعدم سداد الرسوم؟!.. فقط (550) جنيهاً هي الرسوم المطلوبة لإنقاذ تلك المواطنة..ألسنا في السودان؟ ألسنا ذلك الشعب الذي يتفاخر بالمروءة ويبز الشعوب الأخرى لأن فيها صفات خوارم المروءة؟.. حتى لو لم يكن هناك قرار من وزارة الصحة الاتحادية بمجانية العمليات القصيرية، فلا مبرر البتة لذلك السلوك اللا إنساني.. يقول الأحنف إن المروءة هي: العِفَّة والحِرْفة.. ويقول الجوهري إنها: الإنسانية، وقيل إنها: كمال الرجولة.. ويقصد بخوارم المروءة (جمع خرم)، تلك النقائص التي تفقد الشيء تمامه يقول الشاعر: مررتُ على المروءةِ وهي تبكي فقلتُ علام تنتحب الفتاةُ؟ فقالت: كيف لا أبكي وأهلي جميعاً دون خلق اللهِ ماتوا أما وقد حدث ما حدث، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإن مرور هذا الحدث مرور الكرام دون مساءلة أو محاسبة فعلى مجتمعنا وعلى دولتنا السلام. (2) فيما يسرح القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم "جوزيف استانفورد" بين الطرق الصوفية في الوقت التي تحدد بلاده مساحة تحركات الدبلوماسيين والمسؤولين الأجانب بالسنتميتر والملميتر، فإن هذا ال"ستانفورد" يذرف دموع التماسيح على الأوضاع في دارفور ويبدي (أسفه) ويطالب الحكومة بمضاعفة المجهود لاحتواء أحداث العنف وتعزيز الاستقرار الأمني.. ودموع التماسيح التي يضرب بها المثل ليست دموعاً لأن عيون التماسيح ليس بها غدد دمعية وما نراه على عيونها ما هي إلا بقايا فهي إذن دموع خداع زائفة ولذا يضرب بها المثل في الخداع والزيف.. "ستانفورد" وحكومته ليس من فطرتهم الشفقة والحرص على الآخرين.. قبل عدة أسابيع عندما وقعت الحكومة اتفاقاً مع حركة العدل والمساواة في الدوحة لم تُبد أمنا أمريكيا أي ارتياح أو حماس كما توقعنا أن يصدر البيت الأبيض أو وزارة الخارجية بيان تأييد أو مباركة حتى نصدق اليوم أنها (قلقة) بشأن دارفور!!.. "ستانفورد" قال عقب لقائه لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان إن زياراته للطرق الصوفية تأتي من مبدأ احترام الحكومة الأمريكية للأديان وقال: (أمريكا تحترم الدين الإسلامي بنسبة 100%)، بالله عليك!!.. بالمناسبة أمريكا لا تحترم البرلمان السوداني، فعندما زار "جون كيري وزير الخارجية للأمريكي الحالي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس حينها السودان في 2011 لم يكلف نفسه بزيارة البرلمان السوداني أو حتى لقاء نظيره وهذا طبيعي، وكنا فرحين بزيارة الرجل التي أقمنا لها سرادقات الفرح دون أن يسأله أحد ألا تعترف بالبرلمان.. الولاياتالمتحدة التي تعلمنا دروس الرقي هي أكبر دولة مجرمة في تاريخ النظام الدولي.. جرائمها كثيرة ومتعددة في حق البشرية وفي حق الطبيعة أيضاً، فإن تركنا الجرائم ضد البشرية، فإننا سنجدها أكبر مهدد للبيئة وأكبر مساهم في الكارثة الطبيعية المتمثلة في ثقب الأوزون، الولاياتالمتحدة ترفض التوقيع على بروتوكول كيوتو المعني بمعالجة الانبعاثات المتسببة في ثقب الأوزون، وكان من الأوجب أن تكون في مقدمة الدول الموقعة ليس لأنها تنافق وتدعي التحضر والحفاظ على حقوق الشواذ جنسياً والكلاب، ولكن لأنها أكبر دولة تنفث ثاني أكسيد الكربون في الجو.. وإن تركنا جانباً إبادتها الجماعية للهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين، فإننا لن نستطع تجاهل جرائمها في فيتنام الجريحة وأفغانستان السليبة والعراق الكسير.. صدقوني لا تغرنكم دموع "ستانفورد". • آخر الكلام: أعلنت الحكومة اكتمال سحب جميع قواتها خارج المنطقة الآمنة منزوعة السلاح، لكن لا نعلم مدى التزام جوبا؟.. وزير الدفاع الفريق أول "عبد الرحيم محمد حسين" قال إن القوات المسلحة لم يعد لها أي قوات الآن جنوب الخط الحدودي الفاصل مع جنوب السودان وفق حدود 1-1 1956.