يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب.. هذا حال جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي.. البعض لم يستطع اخفاء سعادته بزيارات كيري المكوكية واطرائه على مواقف الحكومة السودانية.. السياسة الأمريكية هي سياسة عدائية ضد السودان مهما فعل كيري أو غرايشون، وهذه حقيقة لا تغيب عن كل حصيف.. لكن ما سرّ اللطف الذي نزل على كيري وجعله يهيم في (حب) الحكومة السودانية؟.. لاشك أن الولاياتالمتحدة تدعم انفصال الجنوب ليس سياسيا فحسب وانما بمليار دولار سنويا، فهي تريد أن يتم هذا الأمر ويمر الاستفتاء (بسلام) وأن تسكت الحكومة عن أي تزوير، ولذلك فإن مهمة كيري أن يربّت على الحكومة حتى يقع الانفصال ومن بعد ذلك تدير لها ظهرها بل تلهب جسدها باصوات (العنج) وتخرج لها ملف (الجنائية).. كيري اليوم يشيد بحكمة الرئيس البشير ويلوح برفع السودان من قائمة الارهاب، كل ذلك ضحك على الذقون و(استهبال) مكشوف لأصحاب البصيرة.. رغم أن الرجل رئيسا للجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس إلا أنه لم يكلف نفسه بزيارة البرلمان السوداني أو حتى لقاء نظيره وهذا طبيعي، ونحن فرحون بزيارة الرجل التي اقمنا لها سرادقات الفرح دون أن يسأله أحد ألا تعترف بالبرلمان.. إن كان ذلك التجاهل بسبب عدم وعي الذين يمسكون ببرنامج الزيارة من الجانب السوداني فتلك مصيبة وإن كان ذلك بسبب بعدم اعتراف الجانب الأمريكي بممثلي الشعب فتلك مصيبة أكبر. الولاياتالمتحدةالأمريكية تتولى اليوم كِبر زخم إعلامي وسياسي يدخل بدون شك في محاولات تزوير الاستفتاء، وهذا الزخم نوع الارهاب المقيت، فعندما يتحدث الناس عن ضمانات لاستفتاء حر ونزيه تقوم القيامة ويُتهم من يطالب بتلك الضمانات بأنه يريد عرقلة الاستفتاء، بل والتنصل منه تماما.. هذا الجو الارهابي أحد أهم أدوات التزوير.. لقد كانت قمة الجرأة والتحدي قيام الحركة وأذنابها بعرقلة تسجيل الجنوبيين ليس في الشمال فحسب وانما في قلب العاصمة وإن كان ذلك حالها في الشمال فقد كان حالها في الجنوب أدهى وأمر.. الولاياتالمتحدة أكبر دولة مجرمة في تاريخ النظام الدولي.. جرائمها كثيرة ومتعددة في حق البشرية وفي حق الطبيعة أيضا، فأن تركنا الجرائم ضد البشرية، فإننا سنجدها أكبر مهدد للبيئة وأكبر مساهم في الكارثة الطبيعية المتمثلة في ثقب الأوزون، الولاياتالمتحدة ترفض التوقيع على بروتوكول كيوتو المعني بمعالجة الانبعاثات المتسببة في ثقب الأوزون، وكان من الأوجب أن تكون في مقدمة الدول الموقعة ليس لأنها تنافق وتدعي التحضر والحفاظ على حقوق الشواذ جنسيا والكلاب، ولكن لأنها أكبر دولة تنفث ثاني أكسيد الكربون في الجو.. وإن تركنا جانبا ابادتها الجماعية للهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين، فإننا لن نستطع تجاهل جرائمها في فيتنام الجريحة وأفغانستان السليبة والعراق الكسير.. صدقوني لا تعجبكم ابتسامات كيري. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 10/1/2011م