لم تمنعها سنوات الاغتراب مع زوجها السفير"السيد الطيب" الذي عمل ممثلاً لبلاده في (لبنان) و(هولندا) على مدى سبع سنوات، قضتها بعيداً عن الأهل والوطن، لم تمنعها عن ممارسة رياضتها المفضلة ركوب الخيل، ولم تشغلها عن تحمل مسؤوليتها تجاه أسرتها الصغيرة، ورعاية ابنيها "محمد" و"أمين" اللذين ورثا عنها حب الخيل، وما لبث الفتيان أن أصبحا فارسين لا يشق لهما غبار. وتخبر الفارسة "أماني إبراهيم" أن نشأتها بالقرب من أحد إسطبلات الخيل كانت لها الدور الأكبر في ما وصلت إليه، ولمن لا يعرف هذه الفارسة فهي أيضاً من أسرة أول عميد ل(كلية الفنون الجميلة) الراحل "بسطاوي بغدادي" الذي اختارت أن تواصل طريقه فدرست بذات الكلية. بداية وهواية تقول الفارسة "أماني": بدأت علاقتي بالخيل منذ الصغر بدافع حب الاستطلاع الطفولي بحكم النشأة وقربي من الخيول، حيث كان أحد أقربائي يمتلك إسطبلات لتربية الخيول، وبتكرار الزيارات واقترابي من الخيل ورعايتها في تلك السن، تعلقت بها وحينما كبرت تطورت هذه العلاقة وتحولت إلى هواية محببة إلى نفسي، كما وجدت أن الفروسية وركوب الخيل رياضة مفيدة جداً. بعد واغتراب وواصلت في حديثها بالقول تزوجت من أحد رجال السلك الدبلوماسي، وحال ذلك دون مواصلتي للنشاط في تلك الفترة نسبة لسفرنا خارج السودان لأكثر من سبع سنوات، كما أن مهام زوجي كسفير ب(لبنان) و(هولندا) منعني من مواصلة هذا النشاط خاصة مع تزايد أعبائي الأسرية، حيث أنجبت أبنائي "محمد" و"أمين"، ولكن عقب عودتي لأرض الوطن بشكل نهائي عدت لممارسة هوايتي ركوب الخيل بعد طول انقطاع ولم أجد أية صعوبة تذكر، وواصلت تقدمي فيها إلى أن وصلت إلى مرحلة القفز على الحواجز. جذور فنية: وبالتتبع لأسرة الفارسة "أماني" وجدنا أن جدها هو الفنان التشكيلي الكبير "بسطاوي بغدادي" أول عميد ل(كلية الفنون) بالسودان، والتي تخرجت منها "أماني" فيما بعد، وأرجعت عشقها للخيول إلى حبها للفن والجمال بشكل عام، وترى في تعلقها بالخيول لما للخيول من لمسات جمالية لا تتوفر في أي كائن آخر. رياضة الخيل لم تعد ارستقراطية وحينما سألتها عن رياضة الخيل وعما إذا كانت لطبقة الأغنياء فقط كما يرى الكثيرون، ردت بأن هذه الرياضة بشقيها سباق الخيل والفروسية لم تعد حكراً على الأغنياء أو الطبقة الارستقراطية فقط كما يعتقد الناس في السابق، بل باتت رياضة للجميع، مشيرة إلى أن أسعار الخيول السودانية تتراوح ما بين (8) و(9) آلاف جنيه سوداني، كما أن أسعار الاشتراكات أصبحت في متناول اليد، وأشادت بدور إتحاد الفروسية والنادي في تذليل الصعاب أمام الفرسان. رياضة الفروسية مفيدة للمرأة: واصلت الفارسة "أماني" حديثها عن رياضة الفروسية فوصفتها بالمفيدة جداً للمرأة وليست لها أية تأثيرات سلبية كما يشيع البعض بل تساعد في المحافظة على الرشاقة، وتعطي المرأة الثقة الكاملة بالنفس لأنها رياضة تحتاج إلى قوة وعزيمة وإصرار، وأول ما يستدعي التأمل وأنت تحدثها هو وجود صغيرين لم يتعديا العاشرة من عمرهما برفقتها، تكتشف أنهما ابنيها "محمد" و"أمين" اللذين ورثا عنها حب الخيل وعشق الفروسية حتى أنهما أضحيا يفوقانها في المهارات برغم فارق السن والخبرة لدرجة أنها تستجيب أحياناً لتوجيهاتهما وسط دهشة الجميع، وتؤكد في خاتمة حديثها أنها تجد كل الدعم والتشجيع من زوجها السفير "السيد الطيب" برغم تزايد مهامه وكثرة انشغاله بعمله في السلك الدبلوماسي، وأنه يحرص على متابعة (التمارين) أثناء أوقات فراغه، وشددت على أنها لم تجد منه أية معارضة تذكر. وفي ختام حديثها حثت المراة السودانية على الاقتراب من رياضة الفروسية وتشجيع أولادهن وبناتهن لتعلم ركوب الخيل وممارسة رياضة الفروسية.