} قضية (أبيي) شكلت حضوراً في مسرح الأزمة الجنوبية الحالية.. و"دينق ألور" رهين المحبسين و"د. لوكا أبيونق" يتخذ موقفاً أقرب لمساندة "رياك مشار" في مواجهة "سلفاكير".. وقبل نشوب الأزمة الأخيرة.. كان "مشار" وحده من قادة (الحركة الشعبية) من زار منطقة (أبيي) أثناء الاستفتاء من طرف واحد، الذي أقامه أبناء (أبيي) في (الحركة الشعبية) بدولة الجنوب وقاطعه أبناء (أبيي) في المؤتمر الوطني بدولة السودان. } و"د. مشار" يلعب بورقة (أبيي) حتى يكسب لصفه (دينكا نقوك).. و"سلفاكير" يمضي في تجاهل الاستفتاء كأن شيئاً لم يكن وبعض المتطرفين من أبناء (أبيي) يتهمون الرئيس "سلفا" ببيع قضيتهم مقابل تحسين علاقة (جوبا) بالخرطوم.. تلك التطورات على جبهة الجنوب وضعت (أبيي) في دائرة الضوء في الأزمة الجنوبية. } (أبيي) في السودان قضية أكثر حساسية من الجنوب، ف(المسيرية) يعتبرونها قضيتهم الأولى، وولاء (المسيرية) للمؤتمر الوطني والدولة السودانية رهين بمواقف المؤتمر والحكومة من حق (المسيرية) في (أبيي) إذا تخلت الحكومة عن (أبيي) وتنازلت عنها لأي سبب من الأسباب وقف (المسيرية) بكل رمزيتهم في صف آخر مناوئ للإنقاذ.. والرئيس "عمر البشير" شخصياً يعتبر نفسه واحداً من أفراد قبيلة (المسيرة)، حيث عاش وسطهم ويرتبط بصداقات عشائرية مع بعض رموزهم السياسية والقبلية ولا يثق (المسيرية) إلا في الرئيس "البشير" ويعتبرون وجوده في السلطة ضمانة تحفظ حقوقهم خاصة بشأن قضية (أبيي). } لكن الحكومة مع إقرارها بشمالية (أبيي) واعترافها ب(دينكا نقوك) كقبيلة شمالية لها كامل حقوق المواطنة، وقد تم تسجيل أفراد القبيلة في السجل المدني وتم منحهم الرقم الوطني وعاد بعضهم للخدمة في الشرطة والقوات المسلحة والخدمة المدنية، إلا أن تمثيل أبناء (دينكا نقوك) في الحكومة الولائية والاتحادية ما يزال ثغرة كبيرة جداً.. فالسيد "الخير الفهيم المكي" الرئيس المشترك للآلية لا يمثل كل مجتمع (أبيي).. باعتباره من (المسيرية) القياديين.. ول(أبيي) ضلع آخر أسمه (دينكا نقوك) كان أحرى بالمؤتمر الوطني منحهم وزارة في الحكومة الاتحادية وتمثيلهم في حكومة (غرب كردفان) بوزير ومعتمد وأعضاء في المجلس التشريعي حتى يشعر أبناء (دينكا نقوك) أن حقوقهم في السودان محفوظة في الوقت الذي أزاحت فيه حكومة دولة (جنوب السودان) أغلب أبناء (أبيي) عن الجهاز التنفيذي وجعلت تمثيلهم هامشياً، بل إن بعض قادتهم ذهبوا لغياهب السجون معتقلين على ذمة التحقيق. } تمثيل (دينكا نقوك) في الحكومة إشارة إيجابية تثبت أن حقوق كل الجماعات الشمالية محفوظة وتعزز من فرص بقاء (أبيي) ضمن السودان.. ويدحض التمثيل مزاعم بعض الجهات التي تتحدث عن أن السودان يريد أرض (أبيي) لا إنسانها وثرواتها في باطن الأرض وظاهرها، والدليل على ذلك تغييب أبناء (أبيي) وعدم تمثيلهم في المركز وولاية (غرب كردفان).