أخيراً أدركت قيادة الدولة أنَّ هناك أزمة حادة في إدارة مرفق التلفزيون فأقالت مديرة الأستاذ "محمد حاتم سليمان"، كما أعفت مدير الإذاعة الأستاذ "معتصم فضل" الذي جددت له من قبل بعد بلوغه سن التقاعد وقد كان جديراً بالتجديد فلم تكن في الإذاعة مشاكل مالية ولا إدارية ولا مهنية. التغييرات في التلفزيون تأتي بعد أن بلغت أرواح العاملين فيه حلاقيمهم، وتلاحقت الشكاوى والاحتجاجات و(الوقفات) داخل حوش التلفزيون بسبب تأخر استحقاقاتهم فأخذوا معهم أطفالهم صارخين ومستصرخين الدولة والحزب الحاكم، ولكن أحداً لم يسمع لهم ولم يستجب لنداءاتهم طيلة ثلاث سنوات طويلة!! الآن، تغير الحال باعتماد قانون جديد قديم لاتحاد الإذاعة والتلفزيون في هيئة قومية كما كانت قبل سنوات، فتم فصلهما، ثم هاهما يعودان في (حركة تجريب) مستمرة لا تهدأ رغم مرور خمسة وعشرين عاماً على حكم (الإنقاذ)، ويفترض أنها قد تجاوزت عمر (التجريب) بعد مرور العشرية الأولى. المهم أننا رغم اتفاقنا وخلافنا حول شخصية "السمؤال خلف الله القريش"، خاصة في ما تعلق بمهرجانات تكريمه لبعض الفنانين، وتحفظه على إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية، إلا نه يبقى عندنا شخصية مقبولة ومجتهدة وناجحة، ويستطيع أن يصيب نجاحاً معتبراً في إدارته لهيئة الإذاعة والتلفزيون. فقط بأن واجب علينا أن ننصحه ينأى بنفسه عن المجموعات والتكتلات، ويركز في عمله ولا يشغله عنه شاغل بما في ذلك تقديمه للبرامج الثقافية والدينية، فللرجل تجربة في التقديم التلفزيوني، غير أنَّ الحاجة هنا له في الإدارة واستقطاب المبدعين ومعالجة الخلل المالي والإداري بالتلفزيون وإعطاء كل ذي حق حقه. كما أننا نوصيه خيراً بقناة النيل الأزرق وربانها الناجح الأستاذ "حسن فضل المولى"، وأن يمنح الشريك الجديد السيد "وجدي ميرغني" حقه في الأسهم التي اشتراها بحر ماله من دولار عائدات صادر الذرة والسمسم التي أنجز في فلاحتها بولاية القضارف فكرمه السيد رئيس الجمهورية بوسام الإنتاج الذهبي. إعفاء الأخ "محمد حاتم" وإن تأخر رسالة لكل من لا يعمل ويعتمد على (العلاقات) في بقائه، ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح مهما تطاول الزمن. من أبطأ به عمله، لا ينفعه رضا (الكبار)، لأنهم عاجلاً أم آجلاً سيعرفون الحقيقة، ركزوا في أعمالكم، سيرضى عنكم الكبار باستدامة. جمعة مباركة.
