أواجههم أعريهم لوجه الشمس أكشفهم وأهديهم حقيقة أمرهم جرحاً على بيت من الشعر أميط لثامهم عنهم وأكشف سر أعينهم ذئاب وجهها حجري ولا أدري بأي صحيفة أبدا بأي خرافة فيهم بأي لغاتنا اقرأ لأي الأرض أنفيهم فلا يوماً لنا كانوا نهاراً قائماً يذكر ولا التعليم قوّمهم ولا الإحساس بالمظهر فهل يجدي لك التنظير يا وطني بكل سياسة الدنيا .. وهل يبقى لك الإحساس محلولاً بكف الساسة المُنية؟ وهل عمالنا كانوا تروساً لا تواجهها جيوب عمالة كُبرىَ؟ وهل زراعنا صاروا محاريث تزين الأرض بالخُضرة وهل أحزابنا عاشت تضيء المجد بالفكرة وهل حفت سواعدنا رؤى الأجيال بالذكرى وهل اضرابنا يبقى نضالاً يولد البشرى؟! *** فحقاً ساقنا الوجدُ والتاريخ يتأسّف لنهش الناس والأعراض للتجريح لا يدري لأي جزيرة يزحف لأي حقولنا يسعى لأي سحابة يألف ولم تشدو حمائمنا نشيداً ساطعاً أشرف سوى خنق الهوى فينا وقتل الحس بالإنسان ننحره بأيدينا فلن يفديك يا وطني من لا يفقه الدرس ولن يحميك من داء طبيب يفقد الحس فيا حزني على وطني ويا حزني على جيل بلا رب ولا وثن ويا حزني على أهلي .. على من حطم الإحساس عند مداخل الأمل .. ويا خجلي على رؤيا نواياكم على سعي اتيتوه وبئس السعي مسعاكم وبئس وشاية جئتم وبئس القول ذكراكم هنا مجلسْ هنا حزبٌ هنا جبهةْ .. هنا كذب هنا زورٌ هنا شُبهةْ هنا حس بفقد هوية الوطن ِ هنا قبر لعملتنا هنا بحر من الشجنِ فيا وطني أنا أعلنت عصياني لأي سحابة حُبلى بغير بنيك أو دونك سأبدا رحلتي جرحاً يضمّده مدى طولك أُصلّي فيك يا وطني صلاة الغائب الحاضر وأبدا منك إحساسي بجرح نازف غائر يجوب العرض والطولا ويكتب للدنا صحوي بنار جروحي الأولى أنا شمسان تقتحمان حد الشرق والغرب أنا من خط للإنسان شاهد أول الدرب أنا سوداني المنبع وقمة عمقي الفرقان لا أجثو ولا أركع لغير الله والأوطان للإحساس بالأروع فهل يشفع لمن باعوك يا وطني إلى الدولار مرهوناً عطاءات وتسوية وسر مات مدفونا وما زالت تراقبنا عيون الأمن والعسكر ووزراءٌ من الموتى وأحزاب من المنفى ليبقى السادن الأقدر ليبقى اللص نفس اللص والشحاذ نفس الجائع الأفقر والأسعار في العلياء تتألق والإنسان بين الغاب والصحراء يتمزق وثورتنا هنا تغرق وليس يضيرهم وطني يعيش يموت أو يحرق فليس لمثلهم حسٌ ونحن على المدى نصغر شعب كالح المظهر ونقبل مالهم فدية .. وننسى أنهم تركوا جرحاً تحته مدية بسم الموت يتدثر فيا وطني سيأتي مجلس ثاني بعد المجلس الأول ويأتي مجلس ثالث بعد المجلس الثاني ونفس يميننا الرجعي ونفس يسارنا القاني ونفس العسكر العسكر ونفس الحزب نفس القائد الملهم ونفس الوجه والمنظر ونفس ضياعنا المزري والخطوات تتعثر ونفس البنك والدولار نفس اللجنة الأولى والإعلام والوجهاء والجهلاء باسم الدين نفس القوم والمعشر فيا وطني متى ندري بأن ننحاز للإنسان للتجديد والثورة متى نلتف حول الأرض حلف واحد الدورة بلا حزبٍ ولا جبهةْ ولا ريبٍ ولا شبهةْ بلا هم سوى السودان ذاك الواحد الأكبر سوى الفقراء والجوعى سوى الإيمان يتصدر صدر الساحة الكبرى وكالبركان يتفجر هو السودان فليبقى مع الإشراق محمولاً بكف بنيه نبنيه وبالإحساس نفديه وفي الأعماق نحميه فلا حزب سيحكمنا ولا ملك ولا عسكر