فضوها سيرة !! نجل الدين ادم بعد (24) ساعة فقط من إعلان الحكومة رفع ميزات المواطنة عن رعايا دولة الجنوب في البلاد والتلويح بقفل الحدود، سارعت "جوبا" على لسان مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية "توت جاتلواك" بإعلانها سحب قواتها من الحدود وأن وحدات الجيش الشعبي المتمركزة على الحدود مع السودان تراجعت بالفعل واحد كيلو متراً على الأقل جنوب الحدود المشتركة، وفقاً لحدود يناير 1956. وقال المسئول الجنوبي فيما قال إن قواتهم امتثلت لهذه الأوامر منذ وقت طويل. منذ انفصال دولة الجنوب واختيارهم الذهاب إلى حالهم للدولة الوليدة وجه رئيس الجمهورية المشير "البشير" بأن يعامل الرعايا الجنوبيين كمواطنيين في السودان، وتحدى في ذلك محاولات المنظمات العالمية لتنصنيف الجنوبيين كلاجئين، وتحمل كل التبعات رغم التجاوزات المتكررة لحكومة بلادهم بإيواء ودعم الحركات المسلحة. ورغم الأعباء التي تقع على الحكومة، قد لا يعرف اللاجئ الجنوبي المسكين في شوارع الخرطوم أو أي من ولايات السودان أسباب هذا القرار المفاجئ من قبل الحكومة، وقد تنسم الحرية وبات مواطناً شأنه شأن السودانيين لا يعترضه أحد، لكن المسئولين في دولة الجنوب يعرفون تماماً أسباب هذا القرار الحكومي من الخرطوم .. وكيف أنهم لم يلتزموا بالاتفاق الذي تم بشأن العلاقات وفتح الحدود ووقف أنشطة الحركات السودانية السالبة في جنوب السودان. برغم أن الجميع استبشروا خيراً من توجيهات الرئيسين "البشير" و"سلفاكير" بتنزيل ترتيبات فتح الحدود ودعم العلاقات، إلا أن أرض الواقع كان مختلفاً، حيث لم تتوقف "جوبا" عن إيواء الحركات المسلحة سواء في دارفور أو قطاع الشمال. وكان آخر ذلك ما تسرب أن اجتماعاً أقر دعم الحركة الشعبية بالعتاد، ماذا كانت تنتظر دولة جنوب السودان وهي تنقض عهد المضي بالعلاقات وتختار أصدقاء الأمس أعداء الحكومة، لتقتل المواطن المسكين في جنوب كردفان والنيل الأزرق. الخرطوم لم تتضرر من قرارها السابق بقفل الحدود مع جنوب السودان، ولم يمت مواطنوها جوعاً أو تتهددهم المجاعة. لذلك مطلوب من سطات دولة جنوب السودان أن تجيب لماذا تأخرت طوال الفترات السابقة التي أعقبت اتفاق إعادة تقوية العلاقة بين البلدين، لتحدثنا عن سحب جميع قواتها على الحدود وتنفيذ الاتفاق الذي تم بين الرئيسين على النحو المطلوب، لتأتي اليوم وبعد هذا القرار الحكومي ليقولوا إنهم أبرياء من دم يوسف. دولة جنوب السودان لم تتعلم من الأيام ولا من الحالة التي وصلت إليها وهي تملك البترول لكنه معطل، ولم تتعظ من التدهور الأمني المريع وحالة الجوع التي جعلت المواطن الجنوبي يهرب فاراً إلى السودان، حيث المأوى والمأكل والمشرب، حكومة جنوب السودان لم تتعظ من حالة التشظي والعراك بين الأصدقاء واتجاه دولتهم الوليدة إلى هاوية السقوط بعد أن أكلت الحرب التي دارت بين الرئيس "سلفاكير" ونائبه السابق د. "رياك مشار"؟. أسئلة كثيرة تحتاج أن تجيب عليها "جوبا" حتى تجد موطئ قدم، الإجراءات التعسفية بشأن أوضاع الرعايا الجنوبيين سيكون وقعها على البسطاء وليس على متخذي القرار، فإن أردنا أن نذيق سلطات جنوب السودان مذاق حصاد يدها فإنه ليس من قرار أنسب من إغلاق الحدود والسلام.