الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(المجهر) تنتزع كل المتاح وغير المتاح من رئيس المؤتمر السوداني "عمر الدقير" (12)
نشر في المجهر السياسي يوم 05 - 04 - 2016

المؤتمر الوطني قطاع موجود لا يمكن أن نستأصله.. ولكن لابد من محاسبته وفق قواعد العدالة
نحن ضد الإقصاء.. والوطني له الحق في الوجود إذا احترم قواعد الديمقراطية
أرسلنا خطاباً لمجلس الأمن والاتحاد الأفريقي والأوربي لشرح مواقف "أمبيكي" المنحازة
جرأة كبيرة ووضوح شديد يتحدث بهما رئيس حزب المؤتمر السوداني (الشاب) "عمر يوسف الدقير" في نقده للواقع السوداني وللنظام الحاكم، دون أن يستثني من هذه الجرأة الكيانات المعارضة التي ينتمي إليها حزبه، لكنه في مقابل النقد يمتلك رؤية للمعالجات وطرقاً لإيجاد مخارج آمنة من الواقع البائس والملتبس الذي يعيشه الجميع.
ونحن جلوس معه في مكتبه بضاحية الخرطوم (2) أبت إدارة الكهرباء إلا أن تسانده في موقفه الناقم على الحكومة بقطعها للتيار الكهربائي لتجعل الحوار يستمر وسط ظلام دامس لم يُخرجنا منه إلا صوت المولِّد الكهربائي الرابض أمام مدخل المبنى.. دون أن يعلق الرجل على الأمر، مواصلاً إلقاءه لكل ما يراه صواباً ومعززاً لرؤاه وتاركاً للظلام مهمة التأييد.
حوار - عقيل أحمد ناعم
{ اتهمتم في المعارضة الوسيط الأفريقي "ثابو أمبيكي" بعدم الحياد والانحياز للحكومة.. ولكن الآن الأمر تجاوز "أمبيكي" وأعلنت "مفوضية الاتحاد الأفريقي" مهلة محددة للمعارضة للتوقيع على خارطة طريق أديس.. فهل تتهمون الاتحاد الأفريقي نفسه بعدم الحياد؟
- فعلاً ما تم في "أديس أبابا" يوضح أن "ثابو أمبيكي" لم يتعاط في اللقاء التشاوري بين الحكومة والحركات المسلحة الأربع وحزب (الأمة القومي) بحيادية، وكان واضحاً أنه منحاز لرؤية الطرف الحكومي لأقصى حدود، وكان متعجلاً في الوصول إلى خلاصة دون بذل أي مجهود كما يتطلبه مستوى دور أي وسيط محايد. سمعنا أن هناك مهلة من الاتحاد الأفريقي ونحن في المعارضة وجهنا رسالة تفصيلية لمجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي والإتحاد الأوربي من قبل القوى التي شاركت في الملتقى التشاوري، لشرح حقيقة ما حدث وحقيقة تصرفات "أمبيكي" وشرح كل الحقائق، وفيها باختصار أن المعارضة في اللقاء التشاوري كانت متمسكة بمطلوبات الاتحاد الأفريقي نفسه، التي ساقها في القرار (539) الذي يدعو لحوار شامل يضم كل أطراف التشكيل السياسي والاجتماعي، ويشمل كل القضايا، وأن تكون البداية بمؤتمر تحضيري تُبحث فيه المسائل الإجرائية قبل بدء الحوار.
{ وما هو موقفكم إذا أمّن الاتحاد الأفريقي على موقف "ثامبو أمبيكي"؟
- إذا تماهى الاتحاد الأفريقي مع موقف "ثابو أمبيكي" ستنطبق عليه صفة الانحياز للحكومة السودانية، نحن في النهاية نعتقد أن الاتحاد الأفريقي دوره مجرد مساعد، والقضية أصلاً بأيدي السودانيين (100%)، والمواجهة مع نظام الإنقاذ ميدانها داخل الوطن، وهي مواجهة سياسية بامتياز نستخدم فيها الوسائل السلمية الحديثة والمجربة.
{ في حال تمسك الاتحاد الأفريقي بموقفه المساند ل"أمبيكي" هل ستتخذون قراراً في المعارضة بعدم القبول بالاتحاد الأفريقي كوسيط في الأزمة السودانية؟
- أستبعد أن ينحاز الاتحاد الأفريقي لما طرحه "أمبيكي"، لأن قضية المعارضة واضحة ويسندها المنطق وحقائق الواقع، ولكن إن حدث هذا فهو خصم على مصداقية الاتحاد الأفريقي، وهم في النهاية دورهم مساعد، ولن نرفع يدنا عن التعامل مع الاتحاد الأفريقي، وسنتعاطى مع المجتمع الدولي والإقليمي بما يخدم مصالح وأشواق شعبنا.
{ في تقديرك ما هي الأسباب التي دفعت "أمبيكي" للانحياز للجانب الحكومي – حسب اتهاماتكم؟
- هنالك كلام كثير يقال في هذا الأمر، ولا أريد الخوض فيه، لكن غريباً بالنسبة لي أن "أمبيكي" وهو منتمٍ لحركة تحرر من أجل الحرية والعدالة وخاض تجارب تفاوض مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وكان يطالب بكثير من المعاني التي نطالب بها نحن الآن، غريب ومحير أن يكون هذا هو موقف "أمبيكي" بالانحياز لرؤية الحكومة، ولكن ليس لدي تفسير لهذا التحول في موقفه.
{ البعض يرى أنه ربما يبحث عن مجد شخصي متمثل في انجاز تسوية سريعة بين الفرقاء السودانيين.. هل يمكن أن يكون هذا سبباً؟
- أي مجد شخصي هو قرين المصداقية، لا تستطيع أن تحقق أمجاداً شخصية ب(الفهلوة) واللعب على الحبال.
{ هل تتوقع إمكانية خضوع الحركات المسلحة وحزب (الأمة) للضغوط الأفريقية والدولية المطالبة بتوقيع المعارضة على خارطة الطريق التي وقعت عليها الحكومة؟
- هم أعلنوا أنهم لن يرضخوا لأية ضغوط، واستبعد أن يرضخوا للضغوط ويقبلوا بأية تسوية عرجاء أو مائلة، لأن هذا سيضعهم في مواجهة مباشرة مع جماهيرهم في الداخل، وستصورهم على أنهم مجرد طلاب سلطة.
{ أبديتم تحفظات على خارطة الطريق مستندين إلى قرار مجلس السلم الأفريقي.. ماذا كان رد "أمبيكي"؟
- أطلق تهديدات ضد قوى المعارضة بأنه سيرفع الأمر لمجلس السلم والأمن الأفريقي، ويعلن بأن الحكومة متعاونة والمعارضة غير متعاونة وذهب ووقع مع وفد الحكومة في سابقة خطيرة، ليس هناك وسيط يوقع مع طرف واحد.
{ هل فعلاً أطلق هذا التهديد بأنه سيعلن بأن المعارضة غير متعاونة؟
- نعم أطلقه، وهو لم يكن عادلاً في هذا التهديد، لأنه من قبل دعا للاجتماع التحضيري في (مارس) الماضي وتخلفت الحكومة وحضرت المعارضة، فلماذا لم يوقع حينها مع المعارضة؟! هذا دليل واضح على أن "أمبيكي" كان منحازاً ويريد أن يضع المعارضة أمام أمر واقع، ويظهرها بمظهر أنها عقبة أمام تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
{ لكن يا باشمهندس قد يبدو منطقياً أن تلتقي الحكومة بالحركات المسلحة بالخارج باعتبار أنها تتخوف من الحضور للداخل.. ولكن الحكومة ترى أنه ما من مبرر لتلتقي بالخارج أحزاباً تمارس نشاطها داخل البلاد؟
- المبرر أنه قد بحت حناجرنا في المطالبة بتهيئة الأجواء للحوار، لا يمكن أن يتم اللقاء في الداخل لأننا نريد حواراً حقيقياً، لا يتسق مع ما يجري من تضييق للحريات وحظر للمعارضين من السفر بشكل يومي، وتحريم العمل السياسي الجماهيري الحر للأحزاب، لكن إذا تم حوار بوساطة خارجية يتم فيه الاتفاق على المسائل الإجرائية وتلتزم الحكومة بتنفيذها بعدها يمكن أن يتم الحوار بالداخل.
{ عفواً.. ولكن المعارضة تتحدث عن تضييق في العمل الجماهيري.. ولكن عندما أتاحت الحكومة الندوات الجماهيرية لم تقم كل المعارضة سوى ندوتين أو ثلاث تقريباً.. فكيف تتحدثون عن تضييق في العمل الجماهيري.. وأنتم تبدون غير قادرين على ممارسة هذا الحق؟
- لا العمل الجماهيري غير متاح، ولازالت الندوات قصراً على دور الأحزاب، وغير مسموح بإقامتها في ميدان عام، نظرياً مسموح، لكن عندما نقدم لها لا يسمح لنا، ونحن لدينا تجارب في عدة ولايات، جاءنا فيها الرد بأن الوضع لا يسمح، وهذا حتى خلال الأسبوع الماضي تم رفض السماح لنا بإقامة ندوات جماهيرية في إطار الاحتفال بذكرى ثورة أبريل. النشاط لازال مقيداً والهامش ضيق، وصحيح المعارضة لم تستغل هذا الهامش جيداً، ولازال مطلوب منها جهد أكبر، وأن تشغل كل المساحات بشكل أفضل من هذا.
{ ظللت لفترة طويلة تردد أن تحالف قوى الإجماع الوطني جسم معطوب وضعيف.. هل لازلت على هذا الرأي أم إن الحال تغير؟
- نعم لازلت على هذا الرأي.. قوى الإجماع أداءها غير مرضٍ بالنسبة لنا، ومطلوب منها تجاوز حالة الركود الراهنة لتتحول لكيان فاعل وتغادر نشاط الغرف المغلقة وتكون على اتصال يومي بالناس، فهذا واجبنا كلنا بما فيهم نحن المؤتمر السوداني.
{ ما هي أهم أسباب عدم فاعلية قوى الإجماع؟
- واحدة من الأسباب التي أضعفت بقوى الإجماع هو موقف بعض أطرافها من (نداء السودان)، فهناك بعض الأطراف رافضة فكرة (نداء السودان) ومشروعه، لذلك دعونا لمواجهة هذا الأمر، وبدأنا سلسلة مواجهات مع أطراف كثيرة في قوى الإجماع، ونتوقع أن نصل لحسم حالة السيولة والإرباك الموجودة لتكون قوى الإجماع موحدة حول برنامج الحد الأدنى المتفق عليه ولتتسق مع عضويتها في كونها كياناً فاعلاً ضمن تحالف (نداء السودان)، لأنه هو المنصة الأعرض التي يجب تطويرها وتفعيلها للمواجهة مع النظام.
{ ما هي الأحزاب الرافضة لفكرة (نداء السودان)؟
- هي تحديداً حزب (البعث العربي الاشتراكي الأصل) وبعض الأحزاب الأخرى بدرجات متفاوتة.
{ ما هي تحفظات هذه القوى على (نداء السودان)؟
- يعتقدون أن (نداء السودان) مصمم لانجاز التسوية مع النظام، وهي ترى أن النظام لا يجب الدخول معه في حوار على الإطلاق، وأن (نداء السودان) يدعو للحوار بالتالي مصمم على التسوية، وهذا كلام غير صحيح، ف(نداء السودان) خطه الأساسي مقاومة النظام وإسقاطه، ولكني إذا لاحت فرصة لحل سياسي شامل يلبي أشواق شعبنا في الحرية والسلام والديمقراطية فليس لدينا مانع، هذا هو تحفظهم.
{ هل هذا هو التحفظ الوحيد؟
- ربما هناك بعض الأطراف – لا أجزم – لديها تحفظات على التحالفات مع الحركات في "دارفور" أو "جبال النوبة".
{ هل التحفظ لأنها تحمل السلاح؟
- لا ليس لأنها تحمل السلاح، أنا أقصد معنى آخر.
{ بمعنى أنه تحفظ لأسباب جهوية؟
- نعم.. نعم، وهذا التناقض لا بد أن يتم حسمه، فالخط السياسي الرئيسي هو مواجهة النظام وتغييره، ولكن لا بد أن نتفق أن هذا التغيير يتم عبر انتفاضة شعبية، ونحن نسعى لهذا الخيار، ولكن هناك مجتمعاً دولياً يطرح مبادرات نتعاطى منها وفق شروطنا التي منتهاها تحقيق سلام وتحول ديمقراطي وحل سياسي شامل.
{ على ذكر الانتفاضة.. البعض يدعو لإقصاء المؤتمر الوطني من الساحة السياسية في حال حدوث أي تغيير غير ناعم على غرار اجتثاث البعث في العراق.. هل تؤيدون هذا الرأي؟
- نحن لا ندعو للإقصاء، ولا نتفق مع هذا الرأي، ونعتقد أنه بعد التغيير يبقى لمجموعة المؤتمر الوطني الحق في أنها تكون موجودة إذا احترمت قواعد اللعبة الديموقراطية، فهم قطاع موجود ولا يمكن أن نستأصله، لكن محاسبتهم موضوع آخر، فلا بد من المحاسبة وفق قواعد العدالة، لكن نحن ضد الإقصاء وإلا سنصبح مثلهم.
{ في بيانكم المشترك هددتم القوى غير المتحمسة للعمل داخل (نداء السودان) بأنكم ستتجاوزونها.. ما هو سقف هذا التجاوز.. هل ستخرجونها من قوى الإجماع؟
- أطراف (نداء السودان) التي وقعت على البيان في "أديس أبابا" لاحظت أن هناك أطرافاً داخل قوى الإجماع مترددة تجاه (نداء السودان)، ونحن نرى أنه المنصة الأشمل واتفقنا على تطويره وإكمال هيكله القيادي وميثاقه، ثم النظر في توسعته لاستيعاب آخرين من القوى المعارضة، بالتالي رأينا أن أي حزب متردد تجاه (نداء السودان) أو له تحفظات ويعيق مسيرة (نداء السودان) لا بد من تجاوزه، وهذا التجاوز يتم بأن نستمر في خطنا، ومن أراد أن يبقى فليبقى حيث هو، لكن (قوى الإجماع) إن رأت أنها لا تريد أن تكون جزءاً من (نداء السودان)، فنحن كمؤتمر سوداني سيكون خيارنا أن نمضي مع (نداء السودان).
{ بما يعني أنكم ستخرجون من قوى الإجماع؟
- نحن لن نخرج، ومن خلال اتصالاتنا نعلم أن هناك قوى مهمة في قوى الإجماع حريصة أن تمضي معنا في (نداء السودان).
{ هذا يعني أن الأولوية عندكم كمؤتمر سوداني ل(نداء السودان) وليس (قوى الإجماع)؟
- لا أريد أن أضع الأمر ضمن أولويات، نفتكر أن طموحنا الأكبر والواجهة الأكبر هي (نداء السودان)، فمن الطبيعي أن نحرص عليه، وفي ذات الوقت حريصون جداً جداً على وجود (قوى الإجماع) كتحالف سياسي له دوره وموجود في الأرض، لكن إن لم يتم هذا سنمضي في طريقنا وحيدين.
{ هناك حديث عن أن التخوفات من هيكلة (نداء السودان) سببها تخوفهم من أنها تهدف إلى رئاسة "الصادق المهدي" للتحالف؟
- ربما يكون هذا في مخيلة بعض الناس بأن الحديث عن الهيكلة يعني تلقائياً رئاسة "الصادق المهدي" ل(نداء السودان)، ونحن نرى أنه ليس بالضرورة أن يرأسه "الصادق المهدي"، وأنا التقيت به وقال لي صراحة إنه غير طامح في أن يكون هو الرئيس، ولكن لا بد أن تكون هناك قيادة للعمل اليومي، أعتقد أن أمر من هو الرئيس يمكن أن يناقش في حينه، ويمكن أن تكون رئاسة دورية وهذا واحد من الخيارات المطروحة، لذلك مسألة الرئاسة لا يجب أن تقعدنا عن القضية الأساسية بضرورة وجود هيكلة، نحن متقدمون بمقترح أن يكون هناك مجلس رئاسي تنسيقي يمثل كل أطراف (نداء السودان)، ويكون هناك جسم تنسيقي تنفيذي فاعل في الداخل يمارس العمل اليومي.
{ لكن (نداء السودان) نفسه لا يخلو من الخلافات.. وكثير من الأطراف انتقدت أوضاعه وطالبت بتفعيله.
- طبعاً (نداء السودان) تأثر بالخلافات داخل بعض مكوناته، مثل خلاف (قوى الإجماع)، والخلاف التنظيمي الذي حدث بين مكونات (الجبهة الثورية)، هذا كله بسبب عدم وجود هيكلة وجسم قيادي وتنفيذي واضح، وهذا أثر في فعالية (نداء السودان) فأصبح جسماً (معسّم) غير قادر على الحركة، إلا أنه رغم خلاف مكونات (الجبهة الثورية) كان موقفهم في اللقاء التشاوري الأخير موحداً، لكن هناك خلافات هنا وهناك داخل (نداء السودان) يجب معالجتها، لذلك مطلوب من الفرقاء عمل صادق مكثف، لأن أكثر ما أضر بالمعارضة انحباسها في خلافات حول مسائل هامشية وإجرائية تقعد بها دائماً عن الارتفاع لمستوى التحديات.
{ هل تتفق معي أن المعارضة السودانية فاشلة في بناء التحالفات وأنها دائماً ما تنتهي إلى التشظي والموت في النهاية؟
- هناك الكلام إلى حد ما صحيح، كل تحالفات المعارضة سرعان مع يصيبها التصدع، هذه حقيقة لا أستطيع إنكارها، لكن أعتقد أن الواقع الآن بلغ درجة من التعقيد والهشاشة جعلت البلد تقف على شفا جرف هارٍ، وهذا يفرض على كل قادة القوى السياسية أن يتساموا فوق الشجون الصغرى والخلافات الهامشية، لان هذا الواقع لا يمكن الخروج منه إلا بالتئام قوى التغيير في جبهة كبيرة على أسس ورؤية واضحة لانجاز التغيير وفترة الانتقال التي لا تقل خطورة عن انجاز التغيير، فإذا لم يتم منذ الآن على رؤية واضحة تحكم فترة الانتقال فستكون مهددة أيضاً بالانهيار.
{ هل كل أسباب الخلافات داخل تحالفات المعارضة متعلقة بمكونات هذه التحالفات.. أم إن الأمر مرتبط باختراق الحكومة لهذه التحالفات؟
- الأمر يتعلق لحد كبير ببنية هذه الأحزاب، فمعظم هذه الأحزاب طالتها الانقسامات، هذا المرض موجود وبصورة أو أخرى ينتقل للتحالفات، لكن الأهم أن المعارضة لأول مرة تواجه نظاماً مسيطراً على كل شيء، وواجهها بقمع شديد وخراب للحياة السياسية وطالت يده كل مرافق الحياة، وأصبح عقبة حقيقية أمام وجود حركة سياسية جادة ومتوحدة، وعبر وسائل متعددة من ضمنها الاختراقات أو الدفع بقيادات زائفة للواجهة.
{ هل الاختراق الحكومي مؤثر في تحالفات المعارضة؟
- لا أحب الحديث بصورة انطباعية، لكن لا يستبعد أن تحاول الحكومة اختراق الأحزاب والتحالفات، هذا أمر غير مستبعد إطلاقاً، لكن التحدي أمام القوى الأساسية أن تحصن نفسها وتواجه قضاياها الحقيقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.