حتى لا تستمر الأزمة !! نجل الدين ادم كنت أتوقع أن لا تتعامل أي من الجماعات الإسلامية مع قرار وزير الإرشاد بحظر (الوعظ) على الأسواق والطرقات العامة على مبدأ منتصر ومهزوم، لأن الأمر أمر دين والخير والصواب فيه ينبغي أن يسري دون النظر إلى هذا الانتماء الذي يبدو أنه حول القرار إلى هذه الحالة التي كنت أخشى منها!. حسناً فعلت رئاسة الجمهورية بأن تدخلت في أعقاب حالة الشد والجذب بين جماعة وزارة الإرشاد من جهة، وأنصار السنة والصوفية من جهة أخرى. وعقد نائب رئيس الجمهورية اجتماعاً بالخصوص دعا له ممثلين للجماعات الدينية المختلفة للبلاد، وهذا الاجتماع نجح في إحداث اختراق كبير في تجاوز الخلاف الناشئ، وأقر الحق في مسألة (الوعظ) في الطرقات العامة، ولكن وفق ضوابط وشروط في الوعاظ ومكان إقامة هذه الخُطب. لكن بالأمس حملت عدد كبير من الصحف خبراً بأن وزير الإرشاد قد تراجع عن قراره بوقف حلقات الوعظ في الأسواق والطرقات، لكن تبين أن الأمر ليس كذلك ونحن نتقصى عن ما دار داخل هذا الاجتماع التنسيقي، الوزير نفسه أكد بأنه لم يحدث أي تراجع في القرار، وإنما ثمة ضوابط وشروط تم وضعها لتجاوز هذه العقبة، ولكن البعض من الدعاة روجوا بغير ذلك. أيقنت تماماً وأنا أقرأ في خبر أورده الزميل "عقيل أحمد ناعم" في ثنايا حوار مع الوزير دكتور "عمار" بعدد الصحيفة اليوم، بأنهم رصدوا بأن حلقات الوعظ المفتوحة هذه تسببت في مقتل وجرح (80) شخصاً، وهذا لعمري ينذر باتساع دائرة عواقب ما يتم من حديث ودعوى دون ضوابط وإجراءات، بالتأكيد هذا يوقع عباد الله في المهالك. لذلك لا بد من التعاطي مع القرار بمستحقه دونما أي تهويل أو اعتباره انتصاراً أو هزيمة كما أشرت. أتمنى أن تكون المقترحات الوفاقية التي قدمها الاجتماع الذي دعا له نائب رئيس الجمهورية، هي الهادي للعمل الدعوي والله المستعان.