استضافة المنتدى الإعلامي الأسبوعي للسيد الوالي "أحمد هارون" والي شمال كردفان، كانت متميزة بحق، والوقوف عندها يعد لازماً ولا بد منه لما اشتملت عليه التجربة من فكر وأسلوب عمل وأداء، فمولانا "أحمد هارون" حفظه الله.. حيثما دُفع به ووقع.. نفع إلا أن ما سمعناه عنه في ولاية شمال كردفان، تجربة تستحق أن توزع على كل منابر الحكم والإدارة في البلاد. ولندخل مباشرة في الموضوع، فالسيد الوالي وهو يبتدر حديثه قال ما تسمعون وتقفون عليه من إنجاز هو (إنجاز شعب الولاية) التي مساحتها مائة وواحد وتسعون كيلو متراً، وعدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، وليس الجهاز التنفيذي. وهذه شهادة قل ما نجدها عند الحاكمين، ولكن "أحمد هارون" الذي أطلق سياسة وأسلوب النفير بأبعاده ومشتملاته المختلفة، وعرف بها فيما بعد قال: { النفير بدأ مع كل المكونات الكردفانية التي تشكل منها جهاز من الخبراء وهم كثر ومن كل المستويات في الولاية والمركز. { وكانت (وثيقة النهضة) التي تمت بمشاركة كل القطاعات. نفرة النهضة أو النفير التي وجدت دعماً من المركز ومن الخارج أيضاً، تمت ترجمتها في مشروعات خدمية وتنموية بارزة، وفي كل المجالات من طرق ومدارس ومستشفيات وجامعات وغيرها كثير، مما جعل ولاية شمال كردفان تتمتع بما يفوق غيرها من الإنجازات. وقد لعب في ذلك كله دوراً كبيراً، التعايش السلمي الذي يتمتع به شعب الولاية، وقد ذكره وركز عليه السيد "أحمد هارون" وهو يتحدث عن وسطية المكان والجغرافيا اللذين لهما موقعهما في الولاية ذات الحدود الواسعة. نجحت سياسة السيد الوالي في جمع واستقطاب العناصر والمكونات الكردفانية والخبرات والرموز ذات التاريخ، والحضور في الولاية والمركز.. ولم تغب عن باله جماعات الأعمال الصغيرة والحرفية وأشهرها صاحبات الشاي والباعة ممن اندرجوا في قائمة النفير والنهضة، وليس غيرها من الأنشطة التي كانت تستغل سياسياً بحسبانها جماعات مهمشة ومنسية، وهذا تطور ليس بالسهل. وحُق للسيد الوالي مولانا "أحمد هارون" أن يقول إن النفير تجديد في الأسلوب.. أي أسلوب الإدارة التنفيذية، ثم نأتي من بعد إلى الإنجاز.. فالوالي .. كما جعلنا ذلك عنواناً لهذا المشهد السياسي اليوم (فكّر وجمع فأنجز..) فما هو أشهر إنجازاته التي تميزه عن غيره وهي إنجازات شعب كما قال وكما ذكرنا. وقد جاء ذلك بشكل كبير وواسع في ملف حصاد النهضة الذي وزع على من حضروا ذلك اللقاء الإعلامي وأنا منهم - لا ريب - وللمركز بدءاً بالسيد رئيس الجمهورية ونائبه دوره في ذلك. وأهم ما أنجز أو في طريق الإنجاز الاستكمال: } طريق أم درمان - جبرة الشيخ بارا – الأبيض وهو معين كبير للصادرات الكردفانية. } والمدينة الطبية بالأبيض التي تعد مركزاً إقليمياً للعلاج. وفي هذه النقطة لا ننسى - كما قال السيد الوالي في حديثه - عملية توطين العمل والعلاج الطبي كردفانياً عبر إجراءات وترتيبات تقوم بها الولاية. ثم تظل عملية مكافحة العطش أو (صفريته) كما أعلن السيد رئيس الجمهورية.. هي الهم الأول في أجندة السيد الوالي، وقد أنجز منها الكثير ولا تزال القائمة طويلة. وليس بعيداً عن ذلك عملية التعليم في مستوياتها المختلفة من مدارس أولية وثانوية وجامعية من تحسين للبيئة، التدريب والإجلاس وزيادة الاستيعاب.. الخ.. والصحة أيضاً وقد جرى ذكر مفصل في حصاد نفير نهضة شمال كردفان الذي سلفت الإشارة إليه. إن اهتمام السيد والي شمال كردفان بالشعب في ولايته وإدراجه مع كل مكوناته وكوادره وخبراته في خطة نفير النهضة.. تجذب الانتباه وتجعلنا نقول إنها أسلوب عمل تنفيذي جديد وغير مسبوق.. والإشادة به هنا لا تأتي في إطار ما يعرف ب(تكسير التلج).. وإنما الاعتراف لأهل الفضل بفضلهم وحث الآخرين ودفعهم للسير في ذات الطريق والتجربة.. إذ لا يكفي أن تعتمد على المركز في الدعم.. وإنما أن تأكل مما عندك أو في ولايتك.. خير لك من أن تسأل الناس أعطوك أو منعوك..!